الخميس 2 نيسان (أبريل) 2015

إسرائيل: صواريخ «حزب الله» قد تحرق حيفا

الخميس 2 نيسان (أبريل) 2015 par حلمي موسى

بعد يوم واحد على نشر قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية السيناريوهات التي تتعاطى معها في ترتيباتها لمواجهة الحرب المقبلة مع «حزب الله»، ظهرت إلى العلن مخاوف سكان خليج حيفا من الكارثة المقبلة.
وتتعلق المخاوف أساسا بوجود خزانات الأمونيا المركزية، التي يخشى السكان من أن استهداف «حزب الله» لها يجعلها أقرب إلى «قنبلة نووية». وربما في محاولة لتقليص هذه المخاوف أعلنت إسرائيل نجاح الاختبارات على منظومة «عصا الساحر» المضادة للصواريخ متوسطة المدى، والتي ستدخل الخدمة الفعلية في العام 2016.
وفي أعقاب نشر تقديرات الحرب لدى الجيش الإسرائيلي بشأن المواجهة المقبلة مع «حزب الله» ظهرت مخاوف سكان خليج حيفا من احتمال إصابة فتاكة لمخازن الأمونيا هناك، والتي تحوي أكثر من 15 ألف طن غاز يمكن أن تقود إلى مقتل عشرات الألوف من السكان.
وكان السيناريو الذي نشر، أمس الأول، أشار إلى احتمال تعرض إسرائيل لحوالي 1500 صاروخ يومياً، من بينها صواريخ موجهة بمنظومات «GPS»، التي توفر لها إمكانية إصابة دقيقة للغاية. كما توقع سيناريو الحرب المقبلة أن تكون المعركة أقسى كثيراً من حرب لبنان الثانية.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن هذه المعلومات ليست جديدة على سكان لواء حيفا، الذين يخوضون منذ سنوات صراعاً ضد الحكومة من أجل نقل مخازن الأمونيا والصناعات الكيميائية الخطيرة من المنطقة. وكان المطلب الأهم في نظرهم هو نقل مخازن الأمونيا بشكل فوري.
وحسب أحد الخبراء فإن «المشاعر في المنطقة قاسية جداً. وهناك إهمال لـ800 ألف نسمة يقعون في دائرة الخطر، وبدلاً من إبعاد الخطر فإنهم يضيفون كل يوم المزيد من المواد الفتاكة. وهم لا يفعلون ذلك، لا مع القدس ولا مع تل أبيب. ويبدو أن دم سكان حيفا أرخص».
وتخوض جمعيات بيئية نضالاً ضد محاولات توسيع المنطقة الصناعية في حيفا ومخازن المواد الخطرة فيها، بل إن لدى مصافي حيفا مخططات لتوسيع نطاق عملها، بإنشاء مشاريع تعمل على الغاز الكربوني المكثف وأنواع متفجرة من الوقود.
وحسب خبيرة بيئية فإن «هذه قنبلة نووية فعلية. فقد تشتعل المخازن جراء 1500 صاروخ يومياً، بعضها موجه بنظام GPS نحو المخازن. ولم تخترع بعد الجدران الخرسانية التي تمنع هكذا إصابة. بدلا من إبعاد الخزانات القائمة، يضيفون إليها خزانات جديدة». وأكدت أن السؤال لم يعد هل يمكن أن يحدث هذا، وإنما ماذا سيحدث إذا وقع الضرر وأصيبت الخزانات؟
وتشير وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى وجود خطة «أراضي الشمال»، التي ستمتد على مساحة 1100 دونم، ستقام فيها 45 خزان وقود ومشتقات نفط هائلة، إلى جانب حوالي 20 ألف طن من الغاز الكربوني المكثف، والتي جميعها ستشكل قنبلة موقوتة لدى صواريخ «حزب الله». ويكفي أن في خليج حيفا اليوم خزانا هائلا للأمونيا، يحوي وحده 14 ألف طن من الغاز الفتاك، الذي يخدم صناعات التبريد وأغراضا أخرى. وكل شهر تصل الميناء سفينة تضخ للمصنع 10 آلاف طن من الغاز. في كل حال يعترف الجيش الإسرائيلي بحقيقة الخطر في خليج حيفا. وقال مسؤول عسكري رفيع المستوى إن «هناك اليوم قدرة على إطلاق الصواريخ نحو كل مكان في إسرائيل، من تل أبيب إلى إيلات، وليس سراً أن المنطقة الشمالية أشد خطورة، ووفقا لذلك فإن انتشارنا سيكون أوسع. إذا سألتموني، فإن الجبهة المدنية ليست جبهة ثانوية أو ثانية، وإنما هي الجبهة الأساسية».
ومن جهة أخرى، نشرت الصحف الإسرائيلية أن إدارة «حوما» في وزارة الدفاع والوكالة الأميركية للحماية من الصواريخ أكملا في اليومين الأخيرين سلسلة تجارب ناجحة على منظومة «عصا الساحر»، المعدة ضد الصواريخ متوسطة المدى كالتي يملكها «حزب الله».
وبارك وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون، أمس، نجاح التجارب، ووعد بأن «هذه المنظومة ستدخل الخدمة الفعلية اعتباراً من العام المقبل، وستنضم إلى حيتس 2 التي باتت في الخدمة، وحيتس 3 التي لا تزال تحت التطوير، لمواجهة تحديات المستقبل».
وفي إطار التجارب، التي شاركت فيها شركات إسرائيلية وأميركية، تم اختبار إطلاق الصاروخ المضاد، واكتشاف الصاروخ المستهدف وإصابته. وحسب رئيس دائرة «حوما» يائير هرماتي فإنه «في التجارب تم اختبار القدرات وأداء كامل منظومة عصا الساحر، التي تعتبر منظومة حديثة وثورية في عائلة منظومات الاعتراض في العالم. والأمر يتعلق بمنظومة فريدة في صدارة التكنولوجيا العالمية. فالصاروخ الاعتراضي صغير، سريع، وهو معترض من الدرجة الأولى. وهذا اختراق تكنولوجي. وهذه المنظومة ستضاف إلى منظومة القبة الحديدية، وفي المراحل المقبلة من التطوير ستعرف كيف تواجه الطائرات من دون طيار والصواريخ الجوالة».
وحسب هرماتي فإن «عصا الساحر تختلف عن القبة الحديدية في كونها لا تتطلب أعداداً كبيرة من البطاريات لحماية كل أنحاء إسرائيل، وإنما عدداً محدوداً، وذلك لأن بالوسع نصب بطارية عصا الساحر على مسافة أبعد بالضعف مقارنة مع بطارية القبة الحديدية. كذلك فإن هذه البطاريات تعمل بارتفاع يبلغ ضعف ارتفاع عمل القبة الحديدية».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 48 / 2165241

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع حلمي موسى   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2165241 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010