الجمعة 3 نيسان (أبريل) 2015

نتنياهو يواجه معضلة تشكيل الحكومة

الجمعة 3 نيسان (أبريل) 2015 par حلمي موسى

يكاد الأسبوع الثاني على تكليف زعيم «الليكود» بنيامين نتنياهو بتشكيل الحكومة يمر، من دون أن تلوح في الأفق بارقة أمل حول اتفاق يعقده مع أي من شركائه الطبيعيين في الائتلاف المقبل.
وفي كل يوم يجري الحديث وكأن المفاوضات مع القوى التي أوصت بتكليفه، تعود إلى نقطة الصفر، في ظل تهديدات متبادلة. وليس صدفة أن أشد خلاف طفا على السطح حتى الآن هو ذلك القائم بين «الليكود» و «البيت اليهودي»، الذي أعلن قادته احتمال سحب ترشيحهم لنتنياهو بسبب أنه يتعامل معهم على أنهم «جمهور مغفل».
وتتواصل المفاوضات بين طاقم «الليكود» وطواقم الأحزاب المرشحة، «كلنا» بزعامة موشي كحلون، «البيت اليهودي» بزعامة نفتالي بينت، «إسرائيل بيتنا» بزعامة أفيغدور ليبرمان والحزبين الحريديين: «شاس» و «يهدوت هتوراه».
وتتصاعد الخلافات جراء التضارب في المطالب الوزارية، خصوصاً التي تعني حجم الحصة من كعكة الميزانية والنفوذ في إسرائيل. وحسب إشارات كثيرة، فإن نتنياهو معني بضمان كسب حزب «كلنا» إلى جانبه في الائتلاف لأنه، وفق كل المعايير، لا ائتلاف أبداً من دونه.
وقد استبق نتنياهو ظهور نتائج الانتخابات بإعلانه تلبية شرط كحلون لتولي وزارة المالية. غير أن هذا الإعلان كان مجرد تمهيد للمفاوضات بين الطرفين، وليس محصلة نهائية لها. وبحسب المعطيات المتوفرة يطالب كحلون، الذي حمل الراية الاجتماعية في الانتخابات الأخيرة، بصلاحيات لمعالجة المشاكل التي أثارها، وخصوصاً غلاء المعيشة وأزمة السكن. ولهذا فإن ممثلي «كلنا» في المفاوضات طالبوا أيضاً بحقائب الإسكان وحماية البيئة وإدارة كل من «دائرة أراضي إسرائيل» ودائرة التخطيط، فضلا عن مطالبتهم برئاسة لجنة المالية في الكنيست.
وكان كحلون قال قبل أيام، في معرض تفسيره لمطالب حزبه، «إننا طلبنا دائرة التخطيط من أجل تخطيط الشقق، وطلبنا دائرة أراضي إسرائيل من أجل تخصيص أراضي للبناء، ونحن لم نطلب أكثر من ذلك». واعتبر هذه مطالب إلزامية لتنفيذ الأهداف التي شكلت أساس حملته الانتخابية. وأضاف «لقد طلبنا أدوات للعمل. وأنا لست على استعداد للدخول في هذا الشرك. من يريدنا شركاء سيجدنا شركاء، من يريدنا أن نتحمل المسؤولية، نحن جاهزون. ولكن أعطونا الصلاحيات. لا تبقونا مسؤولين من دون صلاحيات. أعطونا الأدوات لحل أزمة السكن. إذا لم ننجح في حل أزمة السكن عندما تتوفر لنا الأدوات لن أنتظر أن يقيلوني، سأستقيل لوحدي».
ومعروف أن «يهدوت هتوراه»، تعتبر رئاستها للجنة المالية في الكنيست شرطاً للبدء بالمفاوضات مع «الليكود». ولجنة المالية هي المسؤولة عن تخصيص الميزانيات للمناطق والأحياء والهيئات، ولذلك فإن السيطرة عليها تعتبر مسألة فائقة الأهمية لكل من لديه برنامج اجتماعي. ولأن «الليكود» بحاجة إلى «يهدوت هتوراه» في الائتلاف فمن شبه المؤكد أن اللجنة ستذهب لهذا الحزب، على أن يتم تعويض «كلنا» بأمور أخرى.
ولا تقف مشكلة «الليكود» مع «يهدوت هتوراه» عند هذه المسألة، بل تتخطاها إلى الكثير من التخصيصات المالية لعدد من الجمعيات والقطاعات التابعة لهم. وتصر «يهدوت هتوراه» دوماً على مسائل دينية واجتماعية، وأيضاً على وزارة الصحة.
غير أن مشكلة «الليكود» أكبر مع حركة «شاس» برئاسة أرييه درعي. ودرعي له تاريخ في وزارة الداخلية التي يريدها لحزبه، برغم أنه سبق وحوكم وأدين وسجن بتهم فساد وتلقي رشى أثناء توليه هذه الوزارة. وهناك معارضة قوية في داخل «الليكود» وخارجه لمنح هذه الحقيبة لأرييه درعي أو حتى لـ «شاس» برئاسته.
وكل هذا شيء، والخلاف مع «إسرائيل بيتنا» و «البيت اليهودي» شيء آخر. وفي البداية أساس الخلاف شخصي يمتد بعد ذلك للسياسي. وقد سبق أن كان أفيغدور ليبرمان «مدير عام» نتنياهو وديوان رئاسة الحكومة و «الليكود». كما أن نفتالي بينت كان مساعداً مقرباً من نتنياهو. واختلف الاثنان مع نتنياهو شخصياً وعائلياً، وخاضا معارك على هذا الأساس. بل إن جانباً من دوافع نتنياهو في تقديم موعد الانتخابات كان لرغبته في التخلص من ليبرمان وبينت على حد سواء، أو تقليص وزنهما ليسهل تطويعهما.
ويفهم ليبرمان ذلك. وهو يعرف أنه لو اجتمعت كل قوى اليمين على تأييد نتنياهو، وانضم إليهم حزب «كلنا»، فإن الائتلاف من دون «إسرائيل بيتنا» لن يضم أكثر من 61 نائباً، أي أنه سيكون ائتلافاً هشاً. لذلك، فإنه وبرغم تراجع قوته يطالب بتعزيز مكانته داخل الحكومة، من وزير خارجية إلى وزير دفاع. وهو في هذا المطلب الذي يعلن أنه لا اتفاق من دونه، يضع «الليكود» في ورطة. فمنصب وزير الدفاع يشهد تنافساً كبيراً داخل «الليكود» نفسه. وعدا ذلك فإن زعيم «البيت اليهودي» بينت يطالب إما بحقيبة الدفاع أو حقيبة الخارجية.
ويعرف «الليكوديون» أن ليبرمان «فاجر»، ويستطيع أن ينفذ وعوده وتهديداته. ولذلك فإن حملتهم تتجه أساساً ضد نفتالي بينت. وتستند حملة «الليكود» ضد الأخير إلى القول إن نتنياهو فاز برضى اليمين، وعلى جميع قوى اليمين أن تخضع لإمرته، وألا تضيع الفرصة. ويهدد «الليكود» بأن موقف «البيت اليهودي» قد يقود إلى حكومة وحدة وطنية مع «المعسكر الصهيوني». من جانبه يهدد بينت بالعودة إلى الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين لسحب الترشيح من نتنياهو.
ومن السابق لأوانه استخلاص نتائج قاطعة من المفاوضات الجارية، لكن من المؤكد أن حكومة نتنياهو، إذا تشكلت، فستولد عرجاء ومليئة بالنزاعات والخلافات، وهي لن تتشكل إلا في اللحظة الأخيرة من المهلة الثانية بعد حوالي شهر.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 37 / 2165832

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع حلمي موسى   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2165832 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 25


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010