وكأن قدر الفلسطيني أن تتفاقم معاناته يوما بعد يوم وأن يضاف الى تحمله أوزار انقسام سياسييه ليأتي الارهاب ليضاعف من مراراته وما أدل على ذلك من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الذي وجد الارهاب فيه ضالته ليتخلل من معاناة سكانه قاصدا تحويله الى بؤرة تهديد لسوريا.
فحتى كتابة هذه السطور كانت المعارك لا تزال دائرة بين فصائل فلسطينية وسورية من جهة وارهابيي “داعش” و”جبهة النصرة” من جهة أخرى حيث يدحض تحالف داعش والنصرة أية ادعاءات أو محاولات لعمل تصنيفات بين الارهابيين كما يرسم مستقبل أي محاولات لانتاج جماعات أخرى بدعوى المعارضة المعتدلة.
وكانت المعارك قد احتدمت في اليرموك عندما هاجم ارهابيو داعش المخيم الواقع على بعد 8 كيلومترات فقط من العاصمة السورية حيث تواترت الأنباء عن قيام ارهابيي ما يسمى جبهة النصرة بتسهيل دخول داعش الى المخيم.
وتواصلت الاشتباكات بعد سيطرة الارهابيين على نحو 90% من مساحة المخيم وفق ما تفيد التقارير حيث يخوض مقاتلو الفصائل الفلسطينية معارك عنيفة وسط كثافة أبنية سمحت للارهابيين باستخدام سكان المخيم كدروع بشرية.
والواقع أن هذه الاشتباكات تمثل حلقة جديدة في قصة معاناة مخيم اليرموك الذي تأسس في العام 1957 جنوب العاصمة السورية قبل أن تتوسع دمشق ليكاد يكون المخيم جزءا من مكوناتها.
ورغم أن المخيم يؤوي عشرات الآلاف من اللاجئين كما أنه أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في كل من سوريا ولبنان والأردن إلا أنه لا يعتبر مخيما رسميا وفق تصنيف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) غير أن الأخيرة تقوم بتطوير عدد من المدارس والمراكز الصحية فيه.
ورغم تجسيد مخيم اليرموك لمعاناة الشتات الفلسطيني كان لبعض الفصائل الفلسطينية السبق في ادخال المخيم وأهله في أتون الأزمة السورية وذلك مع انقلاب هذه الفصائل على الدولة السورية عند اندلاع الأزمة ووقوفها الى جانب من يقاتلون ضد سوريا رغم ما وفرته لهم من دعم واعاشة لهم وقياداتهم.
وبلغ الأمر بهذه الفصائل الى توفير ملاذ آمن للمسلحين داخل المخيم الأمر الذي حدا بالجيش السوري الى فرض حصار على المخيم قبل أن تعمد السلطات السورية بالتنسيق مع الأمم المتحدة إلى تخفيف هذا الحصار وادخال المساعدات مراعاة للوضع الانساني الصعب لسكان المخيم.
واذا كانت منظمة التحرير الفلسطينية قد طالبت في أخر اجتماع لها بتجنب الخيار العسكري في حل أزمة مخيم اليرموك خشية منها أن يؤول الأمر الى تدمير المخيم وتهجير أبنائه فإن الدولة السورية في المقابل لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي أمام تهديد ارهابي على بعد 8 كيلومترات من العاصمة دمشق اذا ترك في مكانه فلا شك أنه سيتوسع وتتعاظم خطورته.
فالتعامل مع أزمة مخيم اليرموك يتطلب من الفلسطينيين تنحية انقساماتهم جانبا والنأي بنفسهم تماما عن الدخول على خط الأزمة السورية وهو الأمر الذي ينسحب الى عدم تقديم أية حاضنة للمسلحين فالفلسطينيون في غنى عن أية معاناة جديدة.
الثلاثاء 21 نيسان (أبريل) 2015
(اليرموك) .. حين يضاعف الإرهاب معاناة اللجوء
الثلاثاء 21 نيسان (أبريل) 2015
par
هيثم العايدي
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
15 /
2177234
ar أقسام الأرشيف ارشيف المؤلفين هيثم العايدي ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
6 من الزوار الآن
2177234 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 4