الأحد 15 آب (أغسطس) 2010

على مشارف المفاوضات

الأحد 15 آب (أغسطس) 2010 par حسام كنفاني

جولة المبعوث الأمريكي جورج ميتشل إلى المنطقة لم تكن فاشلة، على عكس ما أوحت التصريحات الفلسطينية التالية للقاءات المسؤول الأمريكي مع «الرئيس الفلسطيني» محمود عبّاس. بل هي ناجحة، والمفاوضات آتية في الأيام القليلة المقبلة. كل ما في الأمر، وكل التصريحات التي تندرج في خانة «الغنج»، تأتي تحت عنوان إيجاد المخرج المشرّف لـ «الرئيس الفلسطيني» من ورطة الشروط التي وجد نفسه فيها فجأة، وخصوصاً بعد اجتماع لجنة المتابعة للمبادرة العربية للسلام، الذي خرج بغطاء تفاوضي، ورمي مسؤولية العرقلة في حضن محمود عبّاس.

منذ ذلك الحين، وأبو مازن يحاول اجتراح الحلول التفاوضية. هو أعلن صراحة أنه قدّم 3 اقتراحات للموافقة على الانتقال إلى المفاوضات المباشرة، كما يريد الرئيس الأمريكي باراك أوباما. اثنان من الاقتراحات الثلاثة لم تجد طريقها إلى التنفيذ. بقي الخيار الثالث، ألا وهو إصدار بيان من اللجنة الرباعية الدولية يحدد مرجعية المفاوضات وإطارها الزمني وقضاياها.

حتى هذا الاقتراح، الذي لا يزال قيد الدرس، لن يكون تطبيقه تماماً كما يريد «الرئيس الفلسطيني». مراقبة التصريحات الأخيرة أظهرت إلى العلن بياناً آخر للرباعية، لم يكن مدرجاً في المواقف الأولى لـ «المسؤولين الفلسطينيين». المعطيات الحالية تشير إلى بيان التاسع عشر من آذار من العام الحالي الذي أصدرته اللجنة الرباعية خلال اجتماعها في موسكو. هذا البيان مستجد على لائحة «المطالب الفلسطينية»، الأمر لم يعد إصدار بيان جديد، بل التأكيد على بيان كان سبق إصداره.

متغيّرات كالعادة تأتي على قاعدة الضغوط التي يتعرض لها «الرئيس الفلسطيني». وعلى هذا الأساس جاء التعديل في الشروط المطلوبة لانطلاق المفاوضات المباشرة. الأمر لم يعد في بيان جديد، بل بإعادة إصدار بيان كان أطلق في آذار الماضي، وحظي بموافقة الأطراف كافة. الأمر وفق هذه المعطيات سيكون سهلاً للمجموعة الدولية، وحتى لسلطة الاحتلال «الإسرائيلية». ووفق هذه المعطيات خرجت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون لتعلن أن «الرئيس الفلسطيني» على وشك اتخاذ قرار الانتقال إلى المفاوضات المباشرة.

الجميع في هذه الأجواء، وفي إطارها تصدر التصريحات التفاؤلية من واشنطن وبعض العواصم الدولية المعنية بملف المفاوضات.

الأمر قد يكون أوسع من ذلك أيضاً، ولا سيما بمراقبة الحراك المصري الأردني على وجه الخصوص، والذي يبدو أنه يدفع بقوة باتجاه التفاوض المباشر، على غرار ما حصل في لجنة المتابعة وقبلها وبعدها. الغطاء بات مؤمناً، والمخرج المناسب أيضاً لـ «السلطة الفلسطينية». وقرار محمود عبّاس بات قريباً، والمفاوضات ستنطلق قبل نهاية الشهر.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2182152

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

26 من الزوار الآن

2182152 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40