الجمعة 24 نيسان (أبريل) 2015

إسرائيل تحتفل بذكرى «إنشائها»: المخاوف الأمنية تتزايد

الجمعة 24 نيسان (أبريل) 2015 par حلمي موسى

تحتفل إسرائيل هذه الأيام، وفق التقويم اليهودي، بالذكرى السابعة والستين لإنشاء الدولة العبرية.
وهي تسمي هذه الذكرى، التي جسدت في الواقع النكبة الفلسطينية، ذكرى «الاستقلال» التي ترمز إلى يوم انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وإعلان دولة «إسرائيل». ولأن الأمر يتعلق بـ «الاستقلال» فإن كثيرين في داخلها يحاولون فيه رؤية مدى استقلال إسرائيل التي ينظر إليها بوصفها «صنيعة الاستعمار».
وحاول المعلق الاقتصادي في صحيفة «هآرتس» نحاميا شترسلر شرح معنى «الاستقلال» الإسرائيلي من وجهة نظر اقتصادية، فرأى أن الوضع جيد بالعموم، «فمن دولة سكانها 600 ألف نسمة في العام 1948 وصلنا إلى دولة سكانها 8.3 ملايين. ومن مستوى دخل ثلاثة آلاف دولار للفرد أقلعنا إلى مستوى 35 ألف دولار ـ بفضل الانتقال من الاقتصاد الاشتراكي بإدارة حكومية إلى اقتصاد السوق التنافسية. احتياطات العملة الصعبة لدينا توجد في رقم قياسي لكل الأزمنة: 86 مليار دولار، وذلك بعد أن كاد مخزن الدولارات في العام 1985 يفرغ. الدين العام يبلغ 67 في المئة من الناتج، الذي وإن كان ليس الأكثر جودة، إلا انه ليس الأكثر خطورة. فهو في الغالب دين داخلي، وليس خارجياً».
ويشير شترسلر إلى أن التضخم المالي في إسرائيل متدن، والبطالة في الحدود الدنيا، ونسبتها بحدود 5.6 في المئة، وإسرائيل في مكان عال في قائمة الدول لجهة الرفاه الاجتماعي. والأهم أن إسرائيل، حسب رأيه، انتقلت من تصدير البرتقال إلى تصدير التكنولوجيا العليا، ومن عجز في ميزان المدفوعات إلى فائض فيه.
لكن شترسلر يرى أن ما تحقق على الصعيد الاقتصادي ظاهرياً لم يتحقق على الصعيد الأمني، فإسرائيل بقيت «الدولة الوحيدة على الأرض المهددة بخطر الإبادة، وتعيش طوال الوقت في خطر هذه الحرب أو تلك. ومن أجل الوقوف أمام كل هذه التهديدات لدينا صديقة كبيرة توفر لنا التفوق العسكري. هي التي تمنحنا الطائرات الأكثر تقدماً، المحركات لدبابة ميركافا والأموال لتطوير القبة الحديدية. هي التي تمنحنا كل سنة منظومات سلاح بـ ثلاثة مليارات دولار، ليست مستعدة لأن تزود بها أي دولة أخرى. هذا هو التفوق النوعي الذي يسمح لنا بالبقاء على قيد الحياة. وبكلمات أكثر فظاظة، فإننا متعلقون بالولايات المتحدة، بحياتنا حقاً».
ويعود شترسلر ليقول إن إسرائيل ليست مستقلة اقتصادياً أيضاً، و «يكفي أن يعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه يعيد النظر بالعلاقات مع إسرائيل كي تنهار البورصة ويرتفع سعر الدولار. إسرائيل متعلقة جداً بالتصدير؛ 30 في المئة من إنتاجها مخصص للتصدير. وهي تتعرض لمخاطر المقاطعة». ويخلص إلى احتمال أن «نكون ذوي أهمية لأميركا لأنها تستخدمنا كحاملة طائرات برية في الشرق الأوسط المجنون. ولكن يمكنها أن تتخلى عن هذه الخدمات وتواصل حياتها. نحن لا يمكننا أن نعيش من دونها، وهذا كل الفرق الذي في العالم».
لكن وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق البروفيسور موشي أرينز يرى أنه «في الزمن الذي نعيش فيه، زمن العولمة، ليست هناك دولة في العالم مستقلة تماماً. بل إن دولة مثل كوريا الشمالية، التي يبدو أنها الدولة الأكثر انعزالاً في العالم، والأقل ارتباطاً أيضاً بالعوامل الخارجية، مرتبطة بدرجة ما بالصين. وفي الوقت نفسه فإن الولايات المتحدة، وهي القوة الأعظم في العالم، لديها علاقات اقتصادية مهمة جداً بالصين، واليابان ودول أخرى، تحد حتى من مدى استقلالها».
ويقول أرينز هذا الكلام تمهيداً للتأكيد بأن هذا يسري على إسرائيل أيضاً. ومع ذلك فإنه في حديث مع موقع «والا» الإخباري يرى «أنني عندما أنظر إلى إسرائيل في العام 2015، وأقارن بينها ودولة إسرائيل في الفترة التي خدمتُ فيها في مناصب عامة رفيعة، لا ريب عندي أننا غدونا أكثر استقلالية. وأنا أؤمن أن مدى استقلالية إسرائيل تزداد من عام إلى آخر. فإسرائيل أقوى من ناحية عسكرية، وأقل تعلقاً بالمساعدات الأمنية الخارجية. وهذا لا يعني أننا بلغنا الاستقلال التام ـ فالمساعدات الأميركية لا تزال بالغة الأهمية لدينا. ولكن مرت فترة كان يصعب فيها على إسرائيل التعايش مع ميزانية الدفاع من دون المساعدة الأميركية بقيمة ثلاثة مليارات دولار سنوياً. وحالياً إذا توقفت هذه المساعدة لسبب من الأسباب ـ وهو أمر لا أتوقع حدوثه - إسرائيل تتضرر، لكن بوسعها تحمل ذلك».
ولاحظ أرينز أن المفارقة هي أن «المساعدات التي تلقيناها على مر السنين تحديداً هي التي جعلتنا أكثر استقلالية. فهي سمحت لنا بإنشاء بنى تحتية مكنتنا من الوصول للاستقلال في العديد من الميادين. وأنا لا زلت آسفاً على إلغائنا، في حينه، مشروع طائرة لافي التجريبية، لأنه نشأ وضع في مجال الطائرات الحربية، لا نزال معلقين بدرجة ما بالولايات المتحدة، برغم أن هذا التعلق يتقلص. وبرغم ذلك، وحتى في سياق طائرة لافي، الأميركيون نقلوا لنا في حينه مساعدة بقيمة ربع مليار دولار لمصلحة تطوير الطائرة ـ برغم واقع أن هذا كان يقلص تعلقنا بهم في هذا المجال».
وعموماً ظلت العلاقات بين أميركا وإسرائيل موضع نزاع برغم العلاقة الوثيقة. وإسرائيل تحاول بين وقت وآخر مشاكسة أميركا، ومحاولة التقرب إلى قوى عظمى أخرى. حدث هذا في صفقة بيع الصين طائرات «فالكون» للتجسس في عهد إيهود باراك في العام 2000. لكن الضغط الأميركي الفظ دفع إسرائيل إلى التراجع عن هذه الصفقة، وكذا الحال عن «حياد» إسرائيل تجاه الأزمة الأوكرانية، وهو ما أغضب أميركا.
وحاول المعلق الاقتصادي في صحيفة «هآرتس» نحاميا شترسلر شرح معنى «الاستقلال» الإسرائيلي من وجهة نظر اقتصادية، فرأى أن الوضع جيد بالعموم، «فمن دولة سكانها 600 ألف نسمة في العام 1948 وصلنا إلى دولة سكانها 8.3 ملايين. ومن مستوى دخل ثلاثة آلاف دولار للفرد أقلعنا إلى مستوى 35 ألف دولار ـ بفضل الانتقال من الاقتصاد الاشتراكي بإدارة حكومية إلى اقتصاد السوق التنافسية. احتياطات العملة الصعبة لدينا توجد في رقم قياسي لكل الأزمنة: 86 مليار دولار، وذلك بعد أن كاد مخزن الدولارات في العام 1985 يفرغ. الدين العام يبلغ 67 في المئة من الناتج، الذي وإن كان ليس الأكثر جودة، إلا انه ليس الأكثر خطورة. فهو في الغالب دين داخلي، وليس خارجياً».
ويشير شترسلر إلى أن التضخم المالي في إسرائيل متدن، والبطالة في الحدود الدنيا، ونسبتها بحدود 5.6 في المئة، وإسرائيل في مكان عال في قائمة الدول لجهة الرفاه الاجتماعي. والأهم أن إسرائيل، حسب رأيه، انتقلت من تصدير البرتقال إلى تصدير التكنولوجيا العليا، ومن عجز في ميزان المدفوعات إلى فائض فيه.
لكن شترسلر يرى أن ما تحقق على الصعيد الاقتصادي ظاهرياً لم يتحقق على الصعيد الأمني، فإسرائيل بقيت «الدولة الوحيدة على الأرض المهددة بخطر الإبادة، وتعيش طوال الوقت في خطر هذه الحرب أو تلك. ومن أجل الوقوف أمام كل هذه التهديدات لدينا صديقة كبيرة توفر لنا التفوق العسكري. هي التي تمنحنا الطائرات الأكثر تقدماً، المحركات لدبابة ميركافا والأموال لتطوير القبة الحديدية. هي التي تمنحنا كل سنة منظومات سلاح بـ ثلاثة مليارات دولار، ليست مستعدة لأن تزود بها أي دولة أخرى. هذا هو التفوق النوعي الذي يسمح لنا بالبقاء على قيد الحياة. وبكلمات أكثر فظاظة، فإننا متعلقون بالولايات المتحدة، بحياتنا حقاً».
ويعود شترسلر ليقول إن إسرائيل ليست مستقلة اقتصادياً أيضاً، و «يكفي أن يعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه يعيد النظر بالعلاقات مع إسرائيل كي تنهار البورصة ويرتفع سعر الدولار. إسرائيل متعلقة جداً بالتصدير؛ 30 في المئة من إنتاجها مخصص للتصدير. وهي تتعرض لمخاطر المقاطعة». ويخلص إلى احتمال أن «نكون ذوي أهمية لأميركا لأنها تستخدمنا كحاملة طائرات برية في الشرق الأوسط المجنون. ولكن يمكنها أن تتخلى عن هذه الخدمات وتواصل حياتها. نحن لا يمكننا أن نعيش من دونها، وهذا كل الفرق الذي في العالم».
لكن وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق البروفيسور موشي أرينز يرى أنه «في الزمن الذي نعيش فيه، زمن العولمة، ليست هناك دولة في العالم مستقلة تماماً. بل إن دولة مثل كوريا الشمالية، التي يبدو أنها الدولة الأكثر انعزالاً في العالم، والأقل ارتباطاً أيضاً بالعوامل الخارجية، مرتبطة بدرجة ما بالصين. وفي الوقت نفسه فإن الولايات المتحدة، وهي القوة الأعظم في العالم، لديها علاقات اقتصادية مهمة جداً بالصين، واليابان ودول أخرى، تحد حتى من مدى استقلالها».
ويقول أرينز هذا الكلام تمهيداً للتأكيد بأن هذا يسري على إسرائيل أيضاً. ومع ذلك فإنه في حديث مع موقع «والا» الإخباري يرى «أنني عندما أنظر إلى إسرائيل في العام 2015، وأقارن بينها ودولة إسرائيل في الفترة التي خدمتُ فيها في مناصب عامة رفيعة، لا ريب عندي أننا غدونا أكثر استقلالية. وأنا أؤمن أن مدى استقلالية إسرائيل تزداد من عام إلى آخر. فإسرائيل أقوى من ناحية عسكرية، وأقل تعلقاً بالمساعدات الأمنية الخارجية. وهذا لا يعني أننا بلغنا الاستقلال التام ـ فالمساعدات الأميركية لا تزال بالغة الأهمية لدينا. ولكن مرت فترة كان يصعب فيها على إسرائيل التعايش مع ميزانية الدفاع من دون المساعدة الأميركية بقيمة ثلاثة مليارات دولار سنوياً. وحالياً إذا توقفت هذه المساعدة لسبب من الأسباب ـ وهو أمر لا أتوقع حدوثه - إسرائيل تتضرر، لكن بوسعها تحمل ذلك».
ولاحظ أرينز أن المفارقة هي أن «المساعدات التي تلقيناها على مر السنين تحديداً هي التي جعلتنا أكثر استقلالية. فهي سمحت لنا بإنشاء بنى تحتية مكنتنا من الوصول للاستقلال في العديد من الميادين. وأنا لا زلت آسفاً على إلغائنا، في حينه، مشروع طائرة لافي التجريبية، لأنه نشأ وضع في مجال الطائرات الحربية، لا نزال معلقين بدرجة ما بالولايات المتحدة، برغم أن هذا التعلق يتقلص. وبرغم ذلك، وحتى في سياق طائرة لافي، الأميركيون نقلوا لنا في حينه مساعدة بقيمة ربع مليار دولار لمصلحة تطوير الطائرة ـ برغم واقع أن هذا كان يقلص تعلقنا بهم في هذا المجال».
وعموماً ظلت العلاقات بين أميركا وإسرائيل موضع نزاع برغم العلاقة الوثيقة. وإسرائيل تحاول بين وقت وآخر مشاكسة أميركا، ومحاولة التقرب إلى قوى عظمى أخرى. حدث هذا في صفقة بيع الصين طائرات «فالكون» للتجسس في عهد إيهود باراك في العام 2000. لكن الضغط الأميركي الفظ دفع إسرائيل إلى التراجع عن هذه الصفقة، وكذا الحال عن «حياد» إسرائيل تجاه الأزمة الأوكرانية، وهو ما أغضب أميركا.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 35 / 2180724

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع حلمي موسى   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2180724 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40