الاثنين 18 أيار (مايو) 2015

مشروع الانفصال

الاثنين 18 أيار (مايو) 2015 par هاشم عبد العزيز

في اجتماعات الحكومة ال«إسرائيلية» الجديدة قدم نتنياهو لوزرائه كشف حساب بإنجازات حكومته القديمة.
هنا لم يكن نتنياهو يوجه رسالة إلى معارضي حزبه وتحالفه، بل كان يوجه رسالته إلى وزراء حكومته الجديدة ومفادها أنه إذا كانت الحكومة اليمينية السابقة حققت ما اعتبرها انتصارات في حروب عديدة..
فما الذي ستحققه الحكومة الجديدة الأكثر يمينية؟
من البديهي ألا ينتظر الفلسطينيون شيئاً من مثل هذه الحكو مة المغرقة في تطرفها ويمينيتها وكذلك الأمر بالنسبة للمتابعين والمراقبين على المستويات الإقليمية والقارية والدولية والأمر يعود إلى أن سياسة الحكومة الجديدة هي ذات سياسة الحكومة القديمة وأن الجديد والمستجد أن هذه السياسة غدت متداولة في اتجاهات عديدة لا من الجانب الصهيوني ووسائط إعلامه بل من أوساط فلسطينية خبرت السياسة الصهيونية، ومن هذه الخبرة تأتي التداولات في شأن اتجاهات وأولويات الحكومة ال«إسرائيلية» الجديدة التي توصف بالأكثر يمينية والتي ستكرس جهودها في اتجاه تصفية القضية الفلسطينية ومن تلك:
أولاً: إعطاء الاستيطان الأولوية المطلقة من خلال توسيع المستوطنات القائمة وإطلاق مشاريع لبناء مستوطنات جديدة وبخاصة في القدس والضفة الغربية.
ومن المتوقع أن تكون هذه العملية في وتيرة عالية بعد أن وصلت الأحزاب المتطرفة في هذا الاتجاه الاستيطاني إلى موقع القرار، وهي لن تهدر هذه الفرصة وتجد في الظروف الراهنة اللحظة التي ستكون مناسبة لأن تدخل في منافسة إنجاز مشروعاتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية.
ثانياً: محاولة استكمال تهويد القدس..
وهذا سيجري بتسريع إنجاز المشروعات التهويدية القائمة وإطلاق مشروعات جديدة بمسميات وذرائع عديدة، ولن يكون أبناء القدس هدفاً لسلب أرضهم فقط إنما سيكون سيكون وجودهم في المدينة مستهدفاً.
ومجرد الوقوف أمام مسلسل التهويد الذي بدأ باستهداف المؤسسات الفلسطينية فإن النزعة العنصرية الصهيونية ستكون في ظل الحكومة القائمة مندفعة اتجاه اقتلاع الوجود الفلسطيني وبخاصة في هذه المدينة بما تمثله من تاريخ ورمز ديني وتراث وحضارة.
ثالثاً: حرب المستوطنين..
وهؤلاء الذين تم استيرادهم من بلدانهم الأصلية وجلبوا إلى هذه الأرض التي هي ليست أرضهم، باتوا مشبعين بثقافة الحقد والكراهية ضد الفلسطينيين، فهم يعتدون على الفلسطينيين وأرضهم ومزروعاتهم وزيتونهم وينتهكون المقدسات. وإذا كانوا في الماضي وجدوا الدعم بالأسلحة والحماية من الأمن والجيش فإن الحكومة القائمة هي حكومتهم التي سيخوضون من خلالها الحرب المفتوحة على الفلسطينيين.
رابعاً: التلاعب بالعملية السياسية من خلال القبول بالعودة للمفاوضات من دون أن تصل إلى نتائج وهو ما أدى إلى ما وصلت إليه الأمور من تداعيات جراء السنوات العجاف من المفاوضات العبثية التي دارت في مئات الجولات دونما أن تبلغ نتيجة.
خامساً: اللعب على الانقسام السياسي الفلسطيني وعنوان هذا الاتجاه مشروع سياسي مغاير للمشروع الوطني الفلسطيني يقوم على إحداث انتقال من مربع الانقسام السياسي الساقط على الأرض في غزة وفي الضفة الغربية بين حركتي «فتح» و«حماس» إلى مربع انفصال «حماس» في غزة.
في هذا الشأن كانت الأنباء قد نسبت إلى مصادر ل«حماس» عن مفاوضات سرية مع «إسرائيل» دون ذكر طبيعة موضوعات هذه المفاوضات ومكانها وما إذا كان هناك وسطاء أم لا؟ وهنا نطرح سؤالاً حول دور تركيا اللصيقة بحماس والقريبة من «إسرائيل»؟ وهذا ما يثار الآن حيث يجري الحديث عن مفاوضات بشأن هدنة طويلة وعن موضوع الحصار المضروب على غزة وفي اتجاه مشروع سياسي منفصل عن المشروع الوطني الفلسطيني بالانتقال من مربع الانقسام إلى مربع الانفصال.
هنا يمكن القول إن من أهم الخطوات التي اتخذها عباس للخروج من دوامة الابتزاز الصهيوني والضغوط الأمريكية وملهاة المفاوضات العبثية هي التحرك فلسطينياً لتجاوز الانقسام السياسي واستعادة الوحدة الوطنية وهذا ما لقى دعماً من أطراف عربية وبخاصة مصر.
السؤال هنا: بقاء «حماس» خارج منظمة التحرير تبقى عرضة للتجاذبات الابتزازية والاختراقات التصفوية للقضية الفلسطينية.
فمن هي الأطراف الإقليمية والدولية التي تلعب على الانتقال من مربع الانقسام إلى مربع الانفصال في غزة وهو مشروع تعمل عليه «إسرائيل» منذ زمن طويل.
الباعث على هذا التساؤل أن «حماس» عارضت اتفاق أوسلو الذي بكل عيوبه أبقى على الهوية الفلسطينية التي ينسفها مشروع الانفصال؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2166096

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع هاشم عبدالعزيز   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2166096 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010