الخميس 19 آب (أغسطس) 2010

هدنة غزّة

الخميس 19 آب (أغسطس) 2010 par حسام كنفاني

جبهة قطاع غزة تنام طويلاً، ولا تلبث أن تصحو فجأة على وقع صاروخ من هنا أو قذيفة من هناك. هذا الحال شبه دائم، رغم محاولات منعه من قبل القائمين على القطاع، بهدف الحفاظ على التهدئة المستدامة المكرّسة في القطاع من العدوان «الإسرائيلي» أواخر العام 2008 وأوائل العام 2009.

حال القطاع قائم على هدنة هشّة تبدو كل الأطراف ساعية إلى الحفاظ عليها، ولا سيما حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، التي لا ترى نفسها الآن في وارد الانجرار إلى معركة يريدها الآخرون. الآخرون هنا ليس «إسرائيل» ولا أطراف عربية ولا «السلطة الفلسطينية»، الآخرون هنا ليسوا إلا بعض فصائل المقاومة العاملة في «الأراضي الفلسطينية» عموماً، وقطاع غزة خصوصاً.

الأمر ليس حكراً على التنظيمات السلفية التي نشطت في القطاع في الفترة الأخيرة، بعدما شبّت عن الطوق الذي كانت «حماس» أنشأته لهذه المنظمة ورعتها بداخلها. وباتت هذه الفئات تتصرّف على هواها منذ ما بعد أسر الجندي «الإسرائيلي» جلعاد شاليت، التي شاركت إحداها، “«جيش الإسلام» في عملية كرم أبو سالم. في ذلك الحين كان لسان حال «حماس» الدفاع عن هذه الجماعات، لكن ما لبث أن انقلب الحال إلى مواجهات دموية، أبرزها مع آل دغمش في حي الصبرة في غزة.

مواجهات لم تؤد إلى قطع دابر هذه الجماعات السلفية، بعدما بدا أن عودها قد اشتد، ووجدت لها رصيداً في نفوس المواطنين اليائسين من حال الحصار الدائم، والذي دفع بهؤلاء الغزاويين إلى أحضان هذه الجماعة.

قد يكون هذا الأمر مجرد تفصيل في حال الهدنة القائمة في غزة حالياً، لكنه عنصر أساسي في عملية هدم هذه الهدنة، في حال استمرت عمليات إطلاق الصواريخ واستدراج الحركة الإسلامية إلى معركة موسعة مع العدو «الإسرائيلي». معركة من الواضح أن «حماس» لا تريدها، ولا سيما أنها مشغولة في تنظيم شكل حكمها الإسلامي في القطاع الساحلي، بعدما بدا أن فكرة المصالحة وإعادة اللحمة إلى الأرض الفلسطينية لم تعد واردة في حسابات أحد، وما الحراك الذي يقوم به منيب المصري أو غيره إلا مجرّد محاولات لذر الرماد في العيون وللقول إن ملف المصالحة لا يزال حيّاً يرزق.

وفق هذا الإطار من الممكن في القريب العاجل الاستماع إلى أنباء عن مواجهات جديدة داخل قطاع غزة، وهي مواجهات بدأت تحدث بالفعل تحت مسمى اشتباكات عائلية. مسمى قد يحمل معاني أوسع من النطاق العائلي، ولا سيما أن آل دغمش كانت عائلة، ولكنها كانت نواة لحركة على شاكلة «جيش الإسلام». وحتى بدأت تخرج أنباء عن مواجهات محدودة بين «حماس» و«الجهاد الإسلامي» على سبيل المثال. أيضاً مواجهات أعطيت طابعاً فرديّاً، رغم أن العمومية قد تكون غايتها. عمومية عنوان «الحفاظ على التهدئة».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2178039

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178039 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40