الجمعة 20 آب (أغسطس) 2010

محلل استخباري أمريكي : يستعدون سراً لاستنساخ غزو العراق في إيران

الجمعة 20 آب (أغسطس) 2010

في الأسبوعين الأوّلين من أغسطس/آب الحالي، امتلأت شبكة الإنترنت بـ «معلومات خاصة» عن غارة جوية «إسرائيلية» ضد المنشآت النووية الإيرانية قبل نهاية الشهر الجاري. وصدرت أكثر التحذيرات انتشاراً عن فيليب جيرالدي، وهو مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي إيه» يتحدث بعدة لغات، ويكتب لمجلة «المحافظ الأمريكي» وهو ليس صديقاً لـ «إسرائيل».

وكتب جيرالدي على مدوّنته مؤخراً «نحن ننفق 100 مليار دولار على الاستخبارات سنوياً ومن ثم نتجاهل أفضل الأحكام على ما يجري» و«قد نستخدم لوح ويجا (لوح مسطّح مرسوم عليه كل الأحرف والأرقام ورموز أخرى وبه مؤشر متحرك ويزعم البعض ان هذا اللوح يمكن استخدامه للتحدث إلى الأرواح أو الأموات). فبذلك لا ندّخر الكثير من المال فحسب بل مع هذا اللوح سيكون لدينا دائما فرصة لأن نصل إلى القرار الصحيح».

قبل خمس سنوات، كتب جيرالدي «لم يعد سراً أن الأشخاص أنفسهم داخل الإدارة وحولها الذين بدأوا الحرب على العراق، يستعدون لفعل الشيء نفسه بالنسبة لإيران».

وكتب أيضاً ان نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني كلف القيادة الاستراتيجية وضع خطة للطوارئ رداً على هجمات أخرى على غرار 11 سبتمبر/أيلول في الولايات المتحدة. كانت الخطة تقضي بتنفيذ هجوم جوي واسع النطاق على إيران (لا يهم أبداً إذا لم تكن إيران متورطة) تستخدم فيه الأسلحة التقليدية والنووية التكتيكية على حد سواء.

وتم إدراج أكثر من 450 هدفاً استراتيجياً رئيسياً في الخطة من الواضح أنها سربت إلى جيرالدي من ضباط كبار «خائفين» في القوات الجوية الأمريكية.

ومؤخراً كشف الباسدران «الحرس الثوري» الإيراني عن اقتناء قارب (بليد رانر 51) «أسرع سفينة حربية» قادرة على الإبحار بسرعة 82 ميلاً في الساعة.

وقالت صحيفة «إيران تايمز» التي تطبع في واشنطن باللغتين الانجليزية والفارسية، إنه تم بناء اثنين فقط من هذه الزوارق الحديثة الفائقة السرعة وأن إيران كانت تخطط الآن لإنتاج الكثير منها. واشترت طهران إحدى السفينتين من جنوب افريقيا وقامت بتحميلها على سفينة حاويات. وقالت صحيفة «فاينانشال تايمز» إن الولايات المتحدة كانت تخطط للصعود على متن السفينة ولكن تم إلغاء العملية من دون تفسير.

وعلى مدى السنوات الـ 20 الماضية، راكم الحرس الثوري الإيراني قوارب صغيرة وقوارب سريعة بغية تطويق السفن الحربية الأمريكية الذاهبة إلى مضيق هرمز والخارجة منه، و«تلغيم» الممر المائي الضيق المستخدم من قبل الناقلات العملاقة التي تنقل 40 % من النفط التجاري المنقول بحراً (والذي يشكّل 20 % من كل النفط المتداول في العالم).

لدى إيران أيضاً مخزون لا ينضب من «المتطوعين» المتنّقلين بحراً علماً أنها استخدمت المئات للسير عبر حقول الألغام أثناء الحرب العراقية الإيرانية (1980 - 1988).

يعتبر هرمز أهم نقطة تفتيش بحرية في العالم وتقع في وسطه القاعدة الرئيسية للبحرية الإيرانية بندر عبّاس. وعرفت وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية من ضابط استخبارات إيراني بحري سابق أن هناك خططاً مفصلة لإغلاق المضيق أمام الناقلات العملاقة التي تنقل نحو 17 مليون برميل يومياً لبقية العالم. وبعد ذلك سيرتفع النفط بسرعة من 80 دولاراً للبرميل اليوم إلى 400 أو 500 دولار.

وفي يناير/كانون الثاني 2008، اندفعت خمسة زوارق إيرانية باتجاه ثلاث سفن حربية أمريكية دخلت الخليج عبر مضيق هرمز وأسقطت مربعات بيضاء قرب السفن وأجبرتها على اتخاذ اجراءات مراوغة.

وتم إعداد الطرّاد «يو أس أس بورت رويال» سعة 9600 طن، والمدمرة «يو أس أس هوبر» التي يبلغ وزنها 8300 طن والمزوّدة بصواريخ موجهة والفرقاطة «انغراهام يو أس أس» بسعة 4100 طن لنسف الزوارق الإيرانية من مسافة قريبة ولكن الكلمة جاءت من وزارة الدفاع الأمريكية بالتريّث.

وقد صممت هذه المربعات البيضاء لمحاكاة الألغام، وثمة القليل من الشك بأن إحدى السفن الحربية الأمريكية كانت ستدمّر إذا وجدت نفسها تشارك في حرب ثالثة في المنطقة.

وقد أثبت الهجوم الانتحاري بواسطة زورق ضد المدمرة الأمريكية كول التي كانت راسية في ميناء عدن في اكتوبر/ تشرين الأول 2000، الذي قتل فيه 17 بحاراً أمريكياً وشلّ سفينة حربية بلغت كلفتها مليار دولار لمدة سنتين، أن السفن الأمريكية هشة أمام الزوارق الصغيرة المحملة بالمتفجرات.

وللإثبات بأن فرض عقوبات دولية جديدة لن يضعف إرادة إيران، قامت طهران بنشر قانون جديد يلزم الحكومة بإنتاج اليورانيوم العالي التخصيب وكذلك الحد من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا.

وفي الوقت نفسه، أعلنت إيران وروسيا أنهما ستبدآن قبل نهاية أغسطس/آب تزويد أول محطة للطاقة النووية في إيران بالوقود الروسي وعندها بدأت الأصوات النشاز في تضخيم سيناريو جيرالدي الذي حمل عنوان «مدافع أغسطس».

إذا قررت «إسرائيل» قصف ما يعتبره معظم «الإسرائيليين» تهديداً وجودياً، فإنه يفترض بها الانتظار حتى عودة الكونغرس الأمريكي من العطلة في 10 سبتمبر/أيلول. وهناك قرار يشق طريقه في الكونغرس يصادق على هجوم «إسرائيلي» على إيران، والذي كتب جيرالدي أنه سيكون بمثابة «الذهاب الى الحرب بالوكالة قبل أن تنجر الولايات المتحدة فوراً إلى نزاع عندما ترد طهران».

يسخر المحافظون الجدد من قدرات إيران الانتقامية غير المتكافئة ويعتبرون أنها نتاج الخطاب المبالغ فيه المعادي لـ «إسرائيل». ويتوقع رويل مارك غيريشت، وهو معلق صحافي من أتباع المحافظين الجدد، أن يكون رد إيران عند الحد الأدنى، ويوصي «إسرائيل» بمهاجمة إيران لزعزعة النظام كي «يفقد ماء الوجه» ويتكبّد هزيمة عسكرية يصعب التعافي فيها.

وراى جيرالدي ان أي هجوم «إسرائيلي» على إيران سيؤدي إلى فوضى في الخليج وإشعال حرب ثالثة تضاعف العجز في الميزانية الأمريكية : يقدر الإنفاق الفيدرالي الآن بحوالي 6 .3 تريليون دولار، والدين القومي 4 .13 تريليون دولار، والتكلفة لكل مواطن 43 ألف دولار، والتكلفة لكل دافع ضرائب 120 ألف دولار.

- [**المصدر : (يو بي آي)*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2178364

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2178364 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 22


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40