الجمعة 20 آب (أغسطس) 2010

اوباما خطر وينبغي ازاحته

الجمعة 20 آب (أغسطس) 2010

يتبين ان التاريخ يكرر نفسه، ولا سيما في كل ما يتعلق بصلف الرؤساء الامريكيين الذين يتنكرون بلباس مفكرين ويدعون القدرة على تغيير طبيعة العالم. يعد باراك اوباما بالضبط من هذا النوع الخطر، وقد يكون سلوكه كارثياً اكثر من سلوك الرئيس الثامن والعشرين للولايات المتحدة، وودرو ويلسون.

في نهاية 1961 سفكت القوى الاوروبية دماءها، عندما سجلت احدى الذرى في معركة السوم التي اصيب فيها اكثر من مليون جندي. كانت المعسكرات المتحاربة مستنزفة، لكن الالمان أعدوا خطة في صورة حرب غواصات، كان يتوقع ان تكون الورقة الحاسمة في الحرب تلك التي كانت تستعبد اوروبا الديمقراطية للحكم الأوحد العسكري البروسي. توسلت بريطانيا وفرنسا للولايات المتحدة لتدخل الحرب وتوقف الخطر، لكن رئيس القوة العظمى الجديدة ويلسون كان له تصور متباعد جداً لم تنجح أي حقيقة في تقويضه.

كان ويلسون يؤيد السلام العالمي المثالي، وكان على ثقة بأنه سيفضي الى المصالحة بين بريطانيا والمانيا من غير أن يُتوج طرف من الطرفين على أنه المنتصر. منعه تصوره عن السلام من ان يفهم ما الذي يخطط له الجنرالات البروسيون برعاية قيصرهم القديم. رفض ان يقرأ تقارير سفيره في لندن وكل مادة لم تلائم تصوره العام، وهو في ذلك يجر الديمقراطيات الاوروبية الى شفا انهيار. أفضى عمى ويلسون الى موت ملايين في تلك الحرب.

نجا العالم الغربي فقط بالصدفة نتاج الحماقة الالمانية وعبقرية الاستخبارات البريطانية. فقد تلقف البريطانيون وحلوا لغز ما يسمى «رسالة تسيمرمان» ـ وهي وثيقة كشفت عن النيات الالمانية في اغراء المكسيكيين واليابانيين بغزو الولايات المتحدة، مع ارسال غواصات المانية لمعارضة سفن أمريكية. «رسالة تسيمرمان» اجبرت ويلسون على الخضوع للواقع، ودخول الحرب واخضاع الوحشية البروسية. لكن هذا لم يمنعه من الاستمرار بعد الحرب في الاحلام الباطلة بالسلام العالمي المثالي. حصل ويلسون بطبيعة الامر على جائزة نوبل عن احلامه الباطلة، لكن العالم الجديد الذي ساعد على صياغته هو الذي مكن أدولف هتلر من استعباد العالم كله تقريباً.

ان ساكن البيت الابيض الحالي يخطو في طريق ويلسون بالضبط. فقد أتى ولايته بطائفة من التصورات التي أعجبت هوليوود ومنحته على الحساب جائزة نوبل. تصورات التحادث والانطواء امام مجانين العالم الاسلامي أصبحت تتحطم في انهار الدم في العراق وفي افغانستان. وقد قدمت المهادنة الايرانيين صوب قنبلة ذرية وسيطرتهم على اكثر الدول المجاورة لهم تقريباً. وفي لبنان يقود حزب الله الجيش الذي ينفق عليه دافع الضرائب الامريكي، وتجري عندنا ـ في حصن الديمقراطية في «الشرق الاوسط» ـ معركة صد للرئيس الامريكي الذي يعرض وجودنا للخطر.

أظهر اوباما العمى والميل الى الاسلام والعرب بقضية المسجد في غراوند زيرو. إنه في الحقيقة يعلم كل شيء، لكنه في عمى عن العدو الحقيقي الذي يواجه اليوم بلده والعالم الحر. إنه الاسلام المتطرف الذي لا يستطيع ان يتوافق مع أي صورة حياة تختلف عنه. ولا يمكن صنع السلام مع الاسلام اكثر حتى من الجنرالات البروسيين في الحرب العالمية الاولى. لهذا سيدفع العالم كله الثمن اذا لم يتنبه اوباما او يُستبدل سريعاً. لكننا نحن، الاقربون من فك الغول، يجب أن نظل ندفع صورة العالم الهاذية للرئيس الحالي في واشنطن.

- ** المصدر : «معاريف»



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 7 / 2180645

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2180645 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40