الأحد 22 آب (أغسطس) 2010
نتنياهو أخذ «المباشرة» وانتقل لسرد الشروط...

نتنياهو يكرّر شروط التفاوض ويتجاهل الاستيطان : دولة منزوعة السيادة ... ترتيبات أمنية ... وإنكار حق العودة

الأحد 22 آب (أغسطس) 2010

زعم رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو، الاحد، أنه «سيدهش المشككين» في نجاح المفاوضات المباشرة مع الجانب الفلسطيني التي يفترض أن تستأنف 2 سبتمبر (أيلول). ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله لدى بدء الجلسة الأسبوعية لحكومته «يمكنني أن أتفهم موقف المشككين. لكنّنا سندهشهم شرط أن يكون شركاؤنا جديين» في المفاوضات. وأضاف «اتفاق السلام مع الفلسطينيين صعب لكنه ممكن». وأكد أن مثل هذا الاتفاق يجب أن يقوم «على ترتيبات أمنية» مرضية لـ «إسرائيل» وعلى اعتراف الفلسطينيين بـ «إسرائيل» بأنها «دولة للشعب اليهودي» وعلى «وضع حد نهائي للنزاع». وقال نتنياهو إنه سيأتي إلى محادثات واشنطن «برغبة حقيقية في الوصول إلى اتفاق، مع الحفاظ على المصالح القومية لـ «إسرائيل» وفي مقدمها الأمن». وأضاف أنه إذا برهن الجانب الفلسطيني على أنه شريك في السلام «فسيكون بوسعنا الوصول بسرعة الى اتفاق سلام تاريخي». وأشاد حزب «الليكود» الذي يقوده نتنياهو بهذا «النجاح الدبلوماسي» في بيان، ورأى فيه الدليل على ان نتنياهو كان «على حق في الصمود وعدم الرضوخ للضغوط» بشأن تجميد الاستيطان.

وقال رئيس الكيان شمعون بيريز إن «إسرائيل» تقف على عتبة عهد شديد مع قرب انطلاق المفاوضات المباشرة. ونقلت الإذاعة «الإسرائيلية» عنه قوله إن «الكثيرين لم يكونوا يصدقون أننا سنصل إلى هذه اللحظة»، إلاّ أنه أقرّ بأن الوضع ليس بسيطاً إذ إن كل طرف له توقعاته وليس من السهولة بمكان ردم الفجوات.

وقال داني ديان أحد قادة المستوطنين لـ «رويترز» إن على نتنياهو أن يتوقع ضغوطاً سياسية في الداخل إذا واصل التضييق على بناء المستوطنات. وقال «إذا أراد نتنياهو مد الوقف رسمياً أو بشكل غير رسمي فبالطبع سوف نستخدم كل قوتنا السياسية في البرلمان وفي النظام السياسي وفي المجتمع «الإسرائيلي» لإبطاله».

وكشفت مصادر «إسرائيلية» أن الترتيبات الأمنية ستكون أول قضية تطلب «إسرائيل» بحثها في إطار المفاوضات. ونقلت الإذاعة «الإسرائيلية» عن المصادر القول «إسرائيل» ستطالب ببقاء غور الأردن وقمم الجبال المطلة عليه تحت سيطرتها لضمان مراقبة المجال الجوي «الإسرائيلي»، كما ستطالب بأن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح وبأن تستخدم الوسائل القتالية التي ستحصل عليها لأعمال قوات الشرطة فقط وبأن يحظر عليها عقد اتفاقات أمنية مع أطراف ثالثة من دون موافقة «إسرائيل». ووفقاً للإذاعة فإن اتصالات تجري حالياً لتحديد جدول أعمال المباحثات.

وقد تلقت صحافة الكيان بفتور إعلان استئناف المفاوضات المباشرة، مذكّرة بالخلافات الجوهرية التي لا تزال قائمة بين الجانبين. وقالت صحيفة «يديعوت احرونوت» الواسعة الانتشار إن المفاوضات المباشرة بدأت في 1993 في اوسلو وواشنطن واستمرت في كامب ديفيد عام 2000 وفي طابا بمصر 2001 وانابوليس (الولايات المتحدة) نوفمبر (تشرين الثاني) 2007 من دون أن تفضي إلى نتيجة حتى الآن. وبررت عدم مبالاة الرأي العام «الإسرائيلي» بإعلان استئناف المفاوضات في واشنطن «بأنه جرى تبادل الكثير من الكلام طوال 17 عاماً وسال الكثير من الحبر وأيضاً الكثير من الدماء». وأشادت صحيفة «اسرائيل هايوم» القريبة من نتنياهو بإعادة تحريك المفاوضات من دون التعهد مسبقاً بتجميد الاستيطان. وكتبت الصحيفة «انه نجاح لكنه مؤقت» محذرة من تعليق آمال مبالغ فيها للتوصل إلى اتفاق نظراً إلى التباين في وجهات النظر بين مواقف الجانبين. وطالبت الصحيفة ببحث ما أسمته «التحريض» من جانب الفلسطينيين، معتبرة أنه موضوع شديد الأهمية في أية «مسيرة» سلمية». واستشهدت الصحيفة بحرب البلقان التي اعتبرت أن التحريض كان سبباً لاندلاعها.

وركّز عدد من الصحف على انتهاء «التجميد» الاستيطاني الجزئي في 26 الحالي، وما إذا كان نتنياهو سيمدّده فيغضب المستوطنين وأحزاباً تتبنى موقفهم، أم يستأنف الاستيطان ويغضب الأمريكيين والجانب الفلسطيني.

وكتبت «يديعوت» أن الادارة الأمريكية ستمتنع عن فرض حل على الطرفين، لكنها ستعرض عليهما اقتراحات لجسر الهوة، اذا ما علقت المفاوضات في مأزق. وقالت الصحيفة إن الأمريكيين يريدون من «إسرائيل» مواصلة «تجميد» الاستيطان. وأضافت في إشارة إلى انتهاء فترة «التجميد» إنه «اذا ألغي التجميد، فان المحادثات في خطر، واذا ما اعلن عن التمديد، فمن المتوقع لنتنياهو هجوم داخل «الليكود»».

واستعرضت القضايا مدار البحث، على أساس :

دولة فلسطينية : ستقام على معظم الاراضي خلف خطوط 67 مع تبادل للاراضي يبقي الكتل الاستيطانية في الضفة مقابل أراض في النقب. الشطر الشرقي من القدس سيصبح العاصمة الفلسطينية، مع نقل المسجد الأقصى إلى رقابة اللجنة الرباعية.

حق العودة : المسألة الاكثر حساسية. في الماضي وافقت «إسرائيل» على عودة رمزية لعشرات آلاف لاجئي 1948 إلى اراضي الدولة فيما ينزل الباقون في الدولة الفلسطينية في الضفة.

الترتيبات الأمنية : نتنياهو يسعى إلى ضمان الجبهة الشرقية على خلفية انسحاب الولايات المتحدة من العراق. وقالت الصحيفة إن الفلسطينيين سيوافقون على قوات دولية تشرف على الترتيبات الأمنية في الغور وعلى الجسور فوق نهر الأردن، مع وجود «اسرائيلي» في بؤر استراتيجية لزمن محدود.

ورأت «هآرتس» أن نتنياهو يدخل المفاوضات وهو في حالة تفوق أساسه أن كل اتفاق يجلبه سيحظى بالتأييد الواسع في الرأي العام وفي الساحة السياسية للكيان. وقالت إن نتنياهو يتمتع بقوة سياسية بلا منافس، ليس مثل باراك، الذي تفتت ائتلافه قبل سفره الى قمة كامب ديفيد، واولمرت الذي فقد صلاحيته الجماهيرية بعد الهزيمة في العدوان على لبنان في 2006. وبنت الصحيفة رأيها على أساس أن التوقعات من المفاوضات المعلنة صفر، مضيفة أن الفلسطينيين لا يعنون شيئاً بالنسبة لمعظم «الإسرائيليين» الذين كل ما يعنيهم هو «الأمن».

وعلى «الجانب الفلسطيني»، قال كبير المفاوضين صائب عريقات إنّ ما صدر عن رئيس الوزراء «الإسرائيلي» يعكس رغبته في «فرض الإملاءات وليس التفاوض». وأضاف «إذا أراد نتنياهو الدخول في مفاوضات، فعليه أن يدرك أن هذه الشروط لن تكون مقبولة».

وشدد عريقات على أنّ «الفلسطينيين» سينسحبون من المحادثات الجديدة في حال أعلنت حكومة نتنياهو عن بناء استيطاني جديد، مشيراً إلى أنّ «الرئيس محمود عبّاس» بعث برسالة بهذا المعنى للجنة الرباعية.

وكانت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) ذكرت أنّ عبّاس وجه رسائل إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، والرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، أكد فيها على ضرورة «الالتزام بالمرجعيات التي حددتها قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات العلاقة وخارطة الطريق، ومبادرة السلام العربية، ومبادئ مؤتمر مدريد، وبجدول أعمال المحادثات المباشرة الذي يشمل القدس والحدود والاستيطان واللاجئين والأمن والمياه والإفراج عن المعتقلين ضمن سقف زمني لا يتجاوز 12 شهراً».

من جهتها أعربت الجامعة العربية عن «قلقها البالغ» من التفسير «الإسرائيلي» لأسس المفاوضات المباشرة مع «الفلسطينيين»، واعتبار أنها ستستأنف «من دون شروط مسبقة»، معتبرة أنّ من شأن هذا التفسير أن يؤدي إلى «الدخول مرة أخرى في دائرة مفرغة من المفاوضات التي لا تحقق الهدف المطلوب».

من جهة ثانية، بدا أنّ رضوخ «السلطة الفلسطينية» للضغوط الدولية في ما يتعلق بالمفاوضات، كان له أثر سلبي على الوضع الداخلي الفلسطيني، حيث ألغت حركة «حماس» اجتماعاً، كان مقرراً مساء السبت في مدينة غزة، مع وفد من حركة «فتح - دايتون» لبحث سبل تحقيق المصالحة. وقال القيادي في حركة «حماس» صلاح البردويل إن قرار «حماس» «يأتي احتجاجاً على موافقة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير على استئناف المفاوضات المباشرة مع «إسرائيل»».

ووصفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين موافقة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على الدخول في مفاوضات مباشرة مع «إسرائيل»، بأنها «طعنة» للعمل المشترك في مؤسسات المنظمة، فيما اعتبرت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين أن هذا القرار يعد «مساً خطيراً بموقف الإجماع الوطني».

وفي القاهرة، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن الرئيس المصري حسني مبارك قبل دعوة من الولايات المتحدة لحضور إطلاق المحادثات المباشرة، فيما أعلن مصدر في الديوان الملكي الأردني أنّ الملك عبد الله الثاني سيقوم في بداية أيلول المقبل بزيارة للولايات المتحدة تلبية لدعوة من الرئيس الأميركي باراك أوباما للمشاركة في افتتاح المفاوضات المباشرة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2182173

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار عربية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

26 من الزوار الآن

2182173 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40