اللاهثون لاطفاء انتفاضة التحرير يتكالبون....

تشهد الساحة الدولية حراكاً واسعاً بهدف وقف امنتفاضة التحرير المتواصلة ضد جرائم الاحتلال، وكان آخرها إعدام فلسطينيين اثنيين في القدس بزعم تنفيذهما عملية طعن، ودعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس، الفلسطينيين و«الإسرائيليين» إلى إنهاء ما أسماه «أعمال العنف والتحريض»، واعرب عن تفاؤله الحذر إزاء اتخاذ الخطوات اللازمة من أجل التهدئة بين الجانبين، فيما قالت الخارجية الأمريكية إن كيري اتفق مع رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو خلال اجتماعهما في برلين، على سلسلة من الخطوات الواجب اتخاذها لوقف التحريض وتحقيق الهدوء، في وقت قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني إن «رباعي» الوساطة في محادثات السلام بالشرق الأوسط سيجتمع في فيينا اليوم (الجمعة) لحث الفلسطينيين و«الإسرائيليين» على التخفيف من حدة تصريحاتهم وتهدئة الوضع على الأرض، ويأتي ذلك في ظل مواصلة نتنياهو تحريضه على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

واستشهد فلسطينيان برصاص الاحتلال بدعوى محاولتهما تنفيذ عملية طعن في غربي القدس، ليرتفع بذلك عدد شهداء الهبة إلى 54 شهيدا وقرابة ألفي مصاب، في حين قتل مستوطن برصاص جندي «إسرائيلي» عند المدخل الغربي لمدينة القدس، اعتقد خطأ أنه عربي، وهذا يدلل بشكل جلي على أن الاحتلال ينفذ جرائمه تحت ذرائع وادعاءات لا أساس لها، في حين اعتقلت قوات الاحتلال 72 فلسطينياً من محافظات الضفة الغربية والقدس، كما أصيب عدد من الفلسطينيين خلال المواجهات مع جنود الاحتلال في الخليل ومناطق عدة في الضفة. و دنست مجموعات من المستوطنين الحرم القدسي من باب المغاربة، بحراسات معززة من قوات الاحتلال، بينما دعت فصائل فلسطينية إلى اعتبار اليوم (الجمعة) يوم غضب عارم في وجه الاحتلال.

واتهمت «الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال» في فلسطين، قوات الاحتلال بتنفيذ سياسة «إطلاق النار بقصد القتل»، والتي وصلت إلى حد القتل خارج نطاق القانون، فيما أكدت الحكومة الفلسطينية، أن جيش الاحتلال يرتكب جرائم حرب بحق أبناء الشعب الفلسطيني من خلال تنفيذ الإعدامات الميدانية والقتل العمد للمدنيين العزل تحت مبررات مُعَدَّّة مسبقاً كمحاولة الطعن والدهس، بغطاء ودعم من الحكومة «الإسرائيلية» بشكل يخالف الأعراف والمواثيق والاتفاقات الدولية كافة، في وقت حذر عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني من أي مساس بالمسجد الأقصى.

وزعم مسؤول فلسطيني في رام الله في تصريحات للاذاعة العبرية إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يعمل على تهدئة الأوضاع ولن يسمح لتنظيم فتح وفصائل أخرى بالانخراط في موجة العنف .
غير أن المسؤول حذر من تصاعد الأوضاع إذا لم يتم التعامل مع كافة القضايا دون الاكتفاء بقضية المسجد الأقصى وإذا ما بقيت السياسة الإسرائيلية على حالها .

وصرح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث إن ممارسات إسرائيل والمستوطنين تمنع عباس من توجيه رسالة تهدئة إلى شعبه ذلك لأنه يجب أولاً على القيادة الفلسطينية الاقتناع بجدية سعي إسرائيل لتطبيق اتفاق أوسلو والتوقف عن البناء الاستيطاني .في السياق ذاته نشرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) عن مصادر عبرية قولها أن عباس طالب شخصياً عدداً من نواب القائمة المشتركة بعدم زيارة الحرم القدسي والكف عن تصعيد الأوضاع .

وقالت الناطقة بلسان الخارجية الامريكية “جون كيري” الخميس ان وزير الخارجية “جون كيري” اتفق مع نتنياهو خلال اجتماعهما على سلسلة من الخطوات الواجب اتخاذها لوقف التحريض وتحقيق الهدوء.
ووفقا للناطقة ينوي جون كيري ابلاغ الرئيس الفلسطيني والعاهل الاردني بفحوى الاتفاق وذلك خلال اللقاء المتوقع بينهما في العاصمة الاردنية عمان.

وكان كيري أبدى في وقت سابق اليوم تفاؤلا حذرا“اثر محادثاته مع نتنياهو من اجل وقف العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وحض الاطراف على”التراجع عن حافة الهاوية“.ويأتي لقاء المسؤولين في اطار سلسلة مبادرات دبلوماسية ترمي الى”كسر حلقة العنف".ودخل نتنياهو الاجتماع مع كيري متمسكا بموقفه، وكرر انتقاده للسلطة الفلسطينية متهما الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتحريض على موجة الهجمات.

لكن بعد الاجتماع الذي استغرق اربع ساعات صرح كيري “يمكنني ان اقول عن المشاورات انها منحتني شيئا من التفاؤل الحذر بالامكان طرح شيء على الطاولة خلال الايام المقبلة” من اجل “تهدئة الوضع والمضي قدما”.واعرب كيري عن ثقته بان “مختلف الاطراف يرغبون في المساهمة في التهدئة” مبديا أمله في “ان يتحقق ذلك”.

ومن المقرر ان يلتقي كيري نهاية هذا الاسبوع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني كون المملكة الاردنية مؤتمنة على المسجد الاقصى وفق الوضع القائم منذ 1967.
واضاف كيري “اتطلع بفارغ الصبر الى لقاء الملك عبد الله والرئيس عباس وآمل (...) ان نتمكن من اغتنام الفرصة والتراجع عن حافة الهاوية”.