الأحد 6 آب (أغسطس) 2023

إعادة نشر: استفاقة التحرير.....

الأحد 6 آب (أغسطس) 2023 par أيمن اللبدي

لن نفرد اليوم سطوراً لتعريف ما جرى منذ الفاتح من تشرين أول هذا العام على أرض فلسطين ولا يزال يجري، ولن ندخل في استهلاك وقت القارئ في تحديد المصطلح الأنسب لما هو قائم منذ هذا التاريخ ولا زالت فصوله تتوالى، ليعرّفها من أراد انتفاضة، ومن أراد هبة، ومن شاء وثبة، ومن رغب غضبة، ومواد اللغة العربية طيّعة لاشتقاق التوصيفات على أنواعها، ومثلنا يعلم علم اليقين أن المفردة في اللغة العربية لها فقهها ودلالتها، ولها روحها ومقصدها، فكيف إن أريد لها توصيف حدث سياسي ووطني كهذا الذي يتمثّل أمامنا الآن بامتياز!

أيها السادة: منذ الفاتح من تشرين أول عام 2015، ويجري على أرض فلسطين، كل فلسطين، فعل وطني فيه سمات وملامح إبداعية ، تقفز فوق قوالب النضال التي مرّت بها القضية الفلسطينية، منذ بداية اغتصاب الأرض الفلسطينية، تحت سمع وبصر هذا العالم المجرم بحق فلسطين وشعب فلسطين، ويتطوّر هذا الفعل اليومي بصورة لافتة في عدة مستويات، وتجري عملية متابعته من العدو والصديق بما يشبه الاحساس بالاستلاب وفقدان التأثير، فالعدو الصهيوني لم يوفّر بطشاً إلا واستخدمه على أنواعه، والمهرولون لركوب الحدث أو وقفه، لم يوفّروا حيلة إلأ وتبعوها، ومع ذلكم لا زالت الصورة حبلى.

الشكل الذي صدم رهانات العدو ورهانات أصحاب نظريات ومشاريع التصفية على حساب فلسطين، وحقّق فيهم عنصر المفاجأة لا زال ينمو، والنوع الذي أربك حسابات الامبريالي الراعي الأصلي لمشروع صهيون في فلسطين، لا زال يكبر ويتضخّم، ومثل هذا العنصر الازديادي كفيل بإدامة وفرض هذا الشكل مهما ألقيتم عليه من تسميات تسرّكم أو تريح هواجسكم حوله، بالنسبة لأبطاله الذين اجترحوه وساروا فيه، لا يهمهم من تسميته وهم ينازلون العدو وعصاباته العسكرية المحتلة من جنود ومستوطنين، إلا بقدر ما ينسج حولهم شبكة دعم وإسناد فعلية، لا تنظيراً ولا دعوات وصلوات ومسيرات في مناطق خارج أرض المعركة نفسها.

بالنسبة للحركة الشبابية الوطنية الفلسطينية التي تشتبك مع العدو تحت علم فلسطين، الوطن والأمل والهدف بالنسبة لهم ولنا ولكل وطني حقيقي وعربي حقيقي، الأهم هو تنظيم لجان من حولهم لحماية الأرض والإنسان من حولهم، وبالنسبة لهم أيضا الأهم هو توفير التكافل وتحقيق التخفيف من نتائج صدامهم مع هذا العدو المتغطرس وتخفيف الأضرار عن أهلهم وأحبتهم الذين يتركونهم خلفهم عندما يؤتقون فداء لأوطانهم ونيابة عن عجز غيرهم ووهنه أو ألاعيبه وسوء طويته في تجارة الدم والوطن، بالنسبة لهم الأهم هو تبني مطالبهم الملحة المتكررة والدائمة بضرورة مقاطعة بضائع العدو وعناوينه الاقتصادية والامنية والاحتلالية، وبالنسبة لهم الأهم هو الاستجابة لطلبهم بإعلان العصيان وإخراج الجماهير إلى الشوارع والميادين وإغلاق المدن والممرات في وجه عصابات القتل الصهيونية.

هكذا يتم اختصار المسافة والزمن، ففي هذا الفن الذي تقدّمه مدرسة هؤلاء الجنرالات الجدد، والذين يضيفون اليوم فصولا جديدة في حرب الشعب طويلة الأمد، وعناوين جديدة في ملاحم النضال الوطني، لا يهمهم أن يجلس المنظرون على أنواعهم، ولا المتزعمون على أشكالهم، ولا المحللون على أصنافهم، ليوصّفوا ما شرفنا به هؤلاء الأبطال من حبل انقاذ من تحت أنقاض الأوهام الخائبة، ومن تحت ركام الضياع السائب، والذي امتد نحو ربع قرن كامل من عمر الفلسطيني، ولا يعنيهم أن يتباحث القوم في شأن أهدافهم الوطنية التي أعلنوها منذ الساعة التي انطلقوا فيها، عبر كلمة واحدة صرخت بها سيدة فلسطينية في وجه جندي صهيوني: ارحلوا عنا....

أيها السادة: هذا الشكل الذي لا تريدون تسميته انتفاضة، والذي يهدف إلى تحرير فلسطين، كل فلسطين وإن على أمواج من مده العالي، اسمه «استفاقة» يرعاها الله ويحبها لأنه قال فيها : “فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد” ...هذا جيل أبصركم وفاق ونهض ليطلب حقه، فإما لحقتم أو اعتذرتم أو اثاقلتم إلى الأرض لم يعد يعنيهم، إنها استفاقة التحرير......



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 90 / 2166046

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع مستشار التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2166046 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010