الاثنين 23 آب (أغسطس) 2010

وَحل المفاوضات والإرادة الشعبية الفلسطينية

الاثنين 23 آب (أغسطس) 2010 par خالد بركات

المفاوضات الهزلية التي ستجري بين قيادة السلطة الفلسطينية و«إسرائيل» المزمع انطلاقتها مطلع أيلول (سبتمبر) القادم في العاصمة الأمريكية واشنطن، ستكون طعنة مسمومة وجديدة في ظهر الجهود الوطنية والقومية لتحقيق الوحدة ومغادرة واقع الأزمة الداخلية الطاحنة وما يسمى بـ «حالة الانقسام». وعلى عكس ما يتوقعه رموز «السلطة الفلسطينية»، فإن المفاوضات هذه المرة، وفق هذه الأسس والمحددات الأمريكية و«الإسرائيلية» الطازج، قد تسدل الستار وللأبد على مسرحية العبث التي تسمى مسيرة التسوية والمفاوضات!

ستذهب سلطة رام الله إلى مفاوضاتها وهي بلا شرعية وطنية وشعبية، وبلا غطاء وطني، وقد انتهت صلاحية «رئيس السلطة الفلسطينية» السيد محمود عبّاس وطاقمه وبرنامجه، حتى بالمعنى الأمريكي و«الدولي» للكلمة. ويبدو أن جماهير الشعب الفلسطيني سوف لن تملك الكثير من الخيارات غير تجاوز هذه «السلطة» العاجزة، سيحدث هذا عاجلاً أم آجلاً، ولا يمكن أن يقبل الشعب الفلسطيني استمرار «سلطة» متداعية وخاوية دمرت قضيته وتمردت وانقلبت على خياره الوطني الديمقراطي.

ليس الشعب الفلسطيني هو الطرف الضعيف في المعادلة مع «سلطة أوسلو». العكس هو الصحيح. وإذا أتيحت الفرصة للجماهير الفلسطينية أن تعبر عن موقفها بوضوح وصراحة فهي لن تتوانى عن فعل ذلك، وعليه، فلا بد من خروج الفلسطينيين والعرب إلى الشوارع والمخيمات والمدن لرفض المفاوضات وعدم الاكتفاء بالبيانات والمقالات والمؤتمرات الصحافية. أن هذه هي مهمة الفصائل الوطنية المقاومة ومؤسسات المجتمع الأهلي. كما أن من حق الفلسطيني أن يغضب وينتصر لكرامته فيما يرى قيادة واهية تجر باسمه إلى إسطبل التفاوض.

الثقة بالشعب الفلسطيني وإرادته وحقوقه الوطنية الجماعية، هي حجر الزاوية في تحديد وجهة البوصلة الفلسطينية والعربية القادمة. هذا هو السؤال، مع الحقوق الفلسطينية والعربية كاملة غير منقوصة أم لا؟ لا يوجد شيء في «النص»! وهذا ليس تطرفاً ولا تشاطراً ومزايدة، هذا يسمى واقع. فإما أن نكون أحراراً أو لا نكون، إما سيادة وطنية حقيقية أم لا. الحقوق لا تتجزأ، ولا ينفع أن يقتطع نصفها أو ربعها، لا ينفع تأجيلها أو القول مثلاً : نصف حرية، ونصف سيادة، ونصف دولة، ومبادلة أرض!

المفاوضات هي الوحل والمستنقع الذي غرقت فيه القيادة الفلسطينية الرسمية منذ العام 1991 وصارت صفة ملازمة لها. مرت 20 سنة على انطلاقة تلك المسرحية السرية والعلنية، ولا يزال يسأل الفلسطيني نفسه : ماذا جنى شعبنا من كل هذا العبث؟ هل حققت لنا المفاوضات أي شيء؟ أم أنها وفرت الشرعية للاحتلال والاستيطان والعدوان وعززت انقسامنا وشوهت صورة النضال التحرري الفلسطيني؟ وهذه صورة دفع مقابلها الشعب الفلسطيني أكثر من 100 ألف شهيد.

هذا الوحل هو مرحلة مؤقتة، وسوف يستعيد الشعب الفلسطيني قضيته الوطنية مرة أخرى، يستعيد المفتاح الشعبي لقراره الوطني المستقل، هذا يعني ضرورة «زبل» (القيادة الفلسطينية) وعزلها، فهي لا تمثله، وتتحدث باسمه غصباً وبلا حق أو مبررّ شرعيّ.

وحسناً فعلت الفصائل الوطنية المقاومة والمجاهدة في الوطن والشتات وعقدها للمؤتمر الصحفي في دمشق ورام الله وغيرها من المواقف وإعلان موقف رافض لمهزلة التفاوض. لكن المطلوب الآن هو ترجمة هذا الرفض إلى حالة شعبية موحدة وضاغطة، تشارك فيها «فتح» أيضاً، حركة ضد الاحتلال وضد «السلطة الفلسطينية» في أن واحد، وعلى طريق استعادة الوحدة وإسقاط مشروع أوسلو، مرة واحدة والى الأبد.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 23 / 2177625

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

32 من الزوار الآن

2177625 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 26


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40