الجمعة 11 كانون الأول (ديسمبر) 2015

«أوسلو».. إلى متى؟

الجمعة 11 كانون الأول (ديسمبر) 2015 par علي قباجة

إلى متى تصر منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة المنبثقة عنها على التحكم بمصير الشعب الفلسطيني والرضا باتفاقيات مجحفة، كاتفاقية «أوسلو» الظالمة، يليها اتفاقية «باريس الاقتصادية» التي فرضت طوقاً على الفلسطينيين وحاصرتهم بلقمة عيشهم، وعمقت الحصار عليهم، وجعلتهم تحت رحمة المحتل. السلطة تصر على البقاء رغم أنها لا تملك من اسمها شيئاً بفعل ضربات المحتل المتتالية عليها ونسفه لكل مبررات وجودها.
في حين أن «السلطة» بنيت وترعرعت على أساسات واهنة، ضعيفة، قوامها التنازل وجعل ما تبقى من فلسطين مناطق وكانتونات تابعة للكيان في كل المجالات، إلا أنها لم تستدرك إلى اليوم ذلك ولم ترفع صوتها عالياً وتتراجع عما وقعت عليه، في ظل تفلت الاحتلال من كل التزاماته، ورفضه مبدأ النقاش على حقوق الشعب الأساسية، كالقدس، والأراضي المصادرة، وحل المستوطنات القائمة في الضفة، ووقف شلال الدماء النازف جراء عدوانه. بل السلطة تنسق بشكل يومي دون توقف، وتقوم بالتزاماتها كاملة بناء على «أوسلو».
السلطة قامت على أنقاض انتفاضة فلسطينية، ثم شهدت خلال مدة وجودها انتفاضتين، إحداهما قائمة اليوم ضد غطرسة المحتل، إضافة إلى شهودها حروباً عدة على قطاع غزة ارتقى خلالها آلاف الشهداء، كما أن خلال وجودها زادت المصادرات للأراضي، وبني الجدار، وحوصر الأقصى وقسم زمانياً ومكانياً، وأغلقت المعابر، وزاد الاقتصاد الفلسطيني سوءاً، في المقابل فإن السلطة لم تتبن أي موقف جاد لمواجهة ذلك، ولم تلتزم بتهديداتها ووعيدها للاحتلال، فحتى فضح الكيان على المستوى الدولي هي متقاعسة به، ولم تؤد دورها على المستوى المطلوب، بحجة التكتيكات السياسية، والضغوط القاهرة التي تتعرض لها.
الظروف الراهنة لا مجال فيها للمهادنات، والمناورات السياسية من قبل السلطة. ما يمر به الشعب الفلسطيني اليوم من حرب شرسة، وعداء لم يسبقه مثيل من الاحتلال ومستوطنيه يتطلب موقفاً أكثر وضوحاً، وقرارات مقنعة للشعب الفلسطيني، وعدم الاكتفاء بالتصريحات الإعلامية البراقة التي أصبح الفلسطينيون يضجرون منها، ولا يلتفتون إليها.
هذا النقد اللاذع للسلطة لا بد منه في هذه المرحلة الحرجة من الصراع، فدورها لا بد أن يرقى إلى مستوى هبة الفلسطينيين، ومن الضروري أن تهيئ أرضية مناسبة لصمود ونضال الشعب المكلوم، فامتداد السلطة هو الشعب، وبدونه تفقد شرعيتها، لهذا فالمطلوب منها هو الانحياز التام له ولرغباته.
المرحلة المقبلة ستكون حاسمة على السلطة، ويجب أن تتدارك وضعها، وترتب أوراقها، وإلا فإنها ستكون في وضع حرج لا تحسد عليه، فالكيان لا ينفك عن التصعيد ضدها سياسياً وأمنياً، كما يريد إنهاء أي دور لها، ويسعى إلى جعلها أجيراً له، تنظم أمور الفلسطينيين الحياتية، دون أي تأثير سياسي لها، في المقابل فإن الشعب قد وصل الاحتقان لديه إلى حد الانفجار، وإن مزيداً من الضغط وعدم وثوقه بسلطته قد يدفعه إلى تغيير بوصلته نحوها لمطالبتها بالرحيل وتمزيق الاتفاقيات التي أنتجتها. فما فائدة اتفاقيات لا تقدم للشعب شيئاً؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 50 / 2165385

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165385 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010