الجمعة 25 كانون الأول (ديسمبر) 2015

اغتيال العدو للمجاهد سمير القنطار شرارة الحرب المقبلة

الجمعة 25 كانون الأول (ديسمبر) 2015 par بلال شرارة

كلما استشعرت «إسرائيل» عن بُعد أو قُرب وجود جهود لحلّ المسألة السورية تلجأ إلى التخريب عبر عمل أمني بوسائل عسكرية، وكذلك فإنّ المنظمات الإرهابية تؤدّي أدواراً لمصلحة الإبقاء على سورية ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية سواء مع الجوارَيْن التركي و»الإسرائيلي» أو لمصلحة بعض أنماط السلطات العربية وفي الطليعة الغرب بقيادة الولايات المتحدة بعد أن كانت سورية قد رفضت الخضوع إلى إملاءات وخارطة الطريق التي رسمتها الإدارة الأميركية وحملها إليها ذات يوم وزير الخارجية الأميركية الأسبق الجنرال كولن باول.

لقد لجأت «إسرائيل» قبل اغتيالها لعميد الأسرى المحرّرين الشهيد البطل سمير القنطار،الأسبوع الفائت، والذي برز كقائد تأسيسي للمقاومة انطلاقاً من الجولان ـــ لجأت ـــ في ما مضى إلى جملة اعتداءات على سورية عدا احتلالها مساحات من الجولان العزيز وعدا عن تدخّلاتها في المسألة السورية وفتح حدود الجولان أمام عبور السلاح والمسلحين والأموال للمنظمات الإرهابية المسلحة وفتح مستشفياتها أمام الجرحى العسكريين من المنظمات الإرهابية ومن أبرز الاعتداءات:

العدوان الجوي عبر غارة على منطقة عين الصاحب قرب دمشق في 5 تشرين الأول 2003.

غارة على ما زعمت «إسرائيل» أنه مفاعل نووي في طور البناء في منطقة دير الزور في 6 ايلول 2007.

غارة على أحد المواقع قرب دمشق في 30 كانون الثاني 2013.

غارة «إسرائيلية» في 5 أيار 2013، أعلنت الحكومة السورية أنها استهدفت مركزاً للبحث العلمي، في ما زعمت إسرائيل أنها استهدفت صواريخ إيرانية مرسَلة إلى حزب الله.

في 30 كانون الثاني 2014 استهدفت «إسرائيل» موقعاً للأبحاث العلمية بجمرايا في ريف دمشق.

في 19 آذار استهدف عدوان جوي إسرائيلي مواقع في الجولان. في 3 أيار 2014 استهدفت الاعتداءات الجوية الإسرائيلية، ما زعمت مصادر العدو، أنها شحنة صواريخ كانت في طريقها إلى حزب الله.

في 6 أيار اعتداءات جوية إسرائيلية على مركز للبحوث العلمية في دمشق.

في 22 حزيران 2014 نفذت الطائرات الإسرائيلية عدواناً على مواقع سورية زعمت إسرائيل أنه ردّ على مقتل ولد إسرائيلي 15 عاماً في انفجار في الجولان.

في 15 تموز استهدف عدوان جوي إسرائيلي مقر اللواء 90 في الجولان.

في 7 كانون الأول نفذت الطائرات الحربية غارتين جويتين على مناطق زعمت إسرائيل أنها مناطق عسكرية بمحيط منطقة الديماس وعلى مستودع للصادرات والواردات بمطار دمشق الدولي.

في 20 آب 2015 نفذت إسرائيل عدواناً جوياً على مواقع للجيش السوري.

- في الجولان

في 18 كانون الثاني 2015 استهدف عدوان جوي إسرائيلي مزرعة الأمل السورية في الجزء المحرر من الجولان العربي مما أسفر عن استشهاد عدد من المقاومين بينهم جهاد مغنية نجل الشهيد القائد عماد مغنية والعميد في الحرس الثوري الإيراني محمد عليّ الله دادي. ونهار السبت في 19 الحالي نفذت إسرائيل عدوانها الذي أدّى إلى استشهاد المجاهد سمير القنطار وعدد من رفاقه في جرمانا.

السياق العدواني الإسرائيلي المتدرّج المشار إليه يأتي في إطار تصفه تل أبيب بـ حرب إسرائيلية استباقية بمواجهة انطلاق مقاومة تتأسّس على يد مجاهدين محترفين في الجولان لإزالة الاحتلال الإسرائيلي وتوسيع جبهة المقاومة من الجنوب باتجاه الجولان ومواجهة الانتشار الإرهابي المسلح الذي يهدّد أمن لبنان كما سورية.

كما أنّ إسرائيل، وفي السياق العدواني نفسه، وفي إطار إعدادها للحروب المقبلة، لجأت إلى إجراءات عدة على الأرض كما أشار إلى ذلك موقع nrg الإسرائيلي والذي قال: إنّ الغرض من هذه الإجراءات رسم الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، حيث قامت الجرافات الإسرائيلية بقطع الأشجار في الجولان وقطع أجزاء من الجبال وتحضير مواقع نصب .

وذكر الموقع المشار إليه «أن المشهد في الشمال بات يتغيّر أمام السكان المحليين وأعضاء حزب الله، وتبرز قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي ما يتمّ بقولها: نحن نستعدّ للحرب».

ووصف الموقع ما يجري على الأرض بقوله: «بلدوزرات عملاقة تأكل الجبال على الحدود مع لبنان وتُعدّ الأرض لواقع مختلف تماماً، فالمحميّات الطبيعية من الغابات التي تسمح بالتسلل إلى صخور ضخمة وأراض بيضاء مكشوفة، والمشهد الجديد يتيح سهولة كشف العناصر التي تحاول اجتياز الحدود ـ مع التركيز على المناطق المأهولة بالسكان ـ لتحقيق رؤية السيد حسن نصرالله باحتلال مستعمرة في الجليل، وهو التهديد الذي أصبح دائماً منذ حرب لبنان الثانية».

وفي السياق نفسه نشر الموقع نفسه ووسائل إعلام إسرائيلية عدة معلومات تشير إلى «أنّ تسارع التسلح بالصواريخ لدى حزب الله وحركة حماس دفع بالجيش الإسرائيلي إلى تغيير نظريته الدفاعية عن الجبهة الداخلية، وجديد هذا التغيير قرار ببناء إقليم جديد ضمن أقاليم الجبهة الداخلية في الجولان السوري المحتل موصول بشكل مباشر بإقليم الجليل الأعلى شمال فلسطين المحتلة. وحسب المعلومات المنشورة فإنّ العمل بدأ فعلاً في هذا الإقليم على أن يضمّ الإقليم معظم منظومات اعتراض الصواريخ على أن ينتهي العمل في بنائه نهاية عام 2016 ويتولى قيادة هذا الإقليم الفرقة 210 التي تأسست مؤخراً»، بحسب الموقع نفسه.

وكانت «إسرائيل» قد نشرت ومنذ حربها الفاشلة على لبنان عام 2006 عدداً من المنظومات العسكرية الجديدة وأدخلت عدداً من التحسينات على منظومة ما يُسمّى بالقبة الحديدية المضادة للصواريخ وصولاً إلى الإعلان عن إن إسرائيل تعتزم نشر نظام عصا الساحر ـــ مقلاع داود لاعتراض الصواريخ المتوسطة المدى.

كما كانت إسرائيل في إطار استعداداتها للعدوان والحرب على جبهات المقاومة، قد أجرت عدداً من المناورات على مستوى الدولة ومناورات ذات طبيعة عسكرية على جبهات الشمال وغزة ومن آخر هذه المناورات خلال العام الحالي:

ـ مناورة في 14 نيسان 2015 في شبعا والجولان.

ـ مناورة في 3 حزيران مقابل جنوب لبنان.

ـ مناورة في 3 آب مقابل جنوب لبنان.

ـ مناورة في 3 أيار بمحاذاة الأغوار في الأردن.

ـ مناورة في 28 حزيران مقابل غزة.

ـ مناورة في 12 آب مقابل جنوب لبنان.

الآن اختارت إسرائيل هذا الوقت للتصعيد، عبر تصفية حسابها ! مع قائد مشهود له من قادة المقاومة سمير القنطار، لأسباب إسرائيلية، أبرزها:

1 ـ حاجة نتنياهو وحكومته إلى عملية معنوية.

2 ـ تطورات القضية الفلسطينية وصولاً إلى الاعتراف الدولي بدولة فلسطين التصويت في مجلس النواب اليوناني 22/12/2015 .

3 ـ تحويل الانتباه عن القيامة الفلسطينية في الداخل و حرب السكاكين وراشقي الحجارة المشتعلة منذ أوائل شهر تشرين الأول المنصرم ، على خلفية المخطط الإسرائيلي للتقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى المبارك.

4 ـ العزلة الإسرائيلية الدولية على خلفية الاستيطان ومقاطعة دول عديدة لبضائع المستوطنات.

5 ـ الاستثمار على المصالحة مع واشنطن بعد زيارة نتنياهو واللقاء مع أوباما وصفقة العصر العسكرية الأميركية لإسرائيل كجائزة ترضية ولامتصاص ردّ الفعل الإسرائيلي بعد الاتفاق النووي الإيراني مع دول 5+1.

6 ـ الأمر الواقع الذي تحاول إسرائيل إحلاله من خلال أدوارها في المسألة السورية.

على خلفية ما تقدّم كنا قد أشرنا في السابق بناء على الاستعدادات الإسرائيلية إلى أن «الحرب القادمة… قادمة»، فإننا اليوم برأينا المتواضع نرى أنّ الحرب قد بدأت بالعملية الإسرائيلية الغادرة لاغتيال عميد الأسرى المحرّرين سمير القنطار.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 29 / 2165381

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع بلال شرارة   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165381 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010