قال نائب أمريكي سابق إن الرئيس المصري حسني مبارك أكد أمام مجموعة من خبراء «الشرق الأوسط» في العاصمة الأمريكية واشنطن خلال زيارته لها في أغسطس (آب) الماضي أنه تم اتخاذ كل الترتيبات اللازمة بشأن مستقبل الحكم في مصر.
ونسبت دراسة صدرت منذ يومين عن مركز وودرو ويلسون، وهو أحد أهم المراكز البحثية الأمريكية «لي هاميلتون» رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب سابقاً ورئيس مركز ويلسون حالياً القول إنه يجب ألا يقلق الأمريكيون على مستقبل الحكم، «لأننا أعددنا الترتيبات اللازمة لذلك».
وكشفت الدراسة التي أعدها الكاتب المخضرم والمدير السابق لمكتب صحيفة «واشنطن بوست» بالقاهرة ديفيد أوتاواي عن النفوذ المتزايد لجمال مبارك والدائرة المحيطة به من رجال الأعمال في حكم مصر.
[**
*] وقد حققت تقدماً اقتصادياً ملموساً عندما بدأت مجموعة جمال مبارك من كبار رجال الأعمال إدارة شئون الاقتصاد، ولكن هذا التقدم انتهى إلى وقوع الاقتصاد المصري تحت سيطرة نحو 100 عائلة فقط ويساعدها عدة آلاف من رواد الأعمال الجدد، على حد قول الكاتب الذي وصف حكومة رئيس الوزراء أحمد نظيف بأنها «وزارة جمال مبارك».
ويرى الكاتب أن هذه الحكومة أسهمت في دفع عجلة الإصلاح الاقتصادي بمصر مع تحقيقها معدل نمو بلغ 7 %، ومضاعفة الناتج القومي الإجمالي من 78 مليار دولار عام 2004، ليصل إلى 162 مليار دولار عام 2008، لكنها في الوقت نفسه أدت إلى اتساع مخيف للفجوة بين الفقراء والأغنياء في مصر.
ومن أجل إعداد هذه الدراسة التي نشرها مركز ويلسون التقى ديفيد أوتاواي بعدد من الشخصيات المصرية خلال زيارته الأخيرة للقاهرة.
ونقل أوتاواي عن عليّ الدين هلال أمين الإعلام في الحزب الوطني الحاكم القول إن مصر بحاجة ماسة إلى «لحظة حماس» كتلك التي عاشتها الولايات المتحدة عندما انتخبت أول رئيس أمريكي أسود للبيت الأبيض عام 2009، وربما تجلب «الخلافة (التوريث) هذه اللحظة من الحماس من أجل التغيير»، ليصبح جمال مبارك هو أوباما المصري.
ورغم ذلك قال عليّ الدين هلال لكاتب الدراسة إن الرئيس مبارك سيترشح لانتخابات عام 2011 مادام كان قادراً على ذلك صحياً، مشيراً إلى تصريح سابق للرئيس مبارك قال فيه إنه سيخدم بلده طالما كان في صدره قلب ينبض.
وتساءلت الدراسة عما إذا كانت جماعة الإخوان المسلمين تمثل أكبر عائق أمام تطور الديمقراطية في مصر، أم أنها هي الأمل الوحيد لمصر؟ ولكنها لم تقدم الإجابة الحاسمة عن التساؤل مكتفية بالحديث مع عبدالمنعم أبوالفتوح أحد قياديي الجماعة، الذي أكد أنه لولا ضغوط إدارة جورج بوش على نظام مبارك لنشر الديمقراطية وتبنى انتخابات حرة، ما كان ليحقق الإخوان 88 مقعداً في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة.
ويختتم الكاتب الأمريكي المخضرم دراسته بالقول إنه لا توجد أي أسباب قد تشعل ثورة في مصر على غرار ما شهدته أوروبا الشرقية أو حتى إيران، لا توجد أيضاً في الوقت نفسه أسباب كثيرة للتفاؤل بمستقبل مصر، خاصة مع بقاء سؤالين في ذهن كل من يهتم بمصر : الأول حول ما إذا كان الرئيس مبارك سيترشح هو شخصياً لانتخابات عام 2011، والثاني إذا كان سينقل الحكم لابنه جمال أثناء حياته.