الجمعة 22 كانون الثاني (يناير) 2016

بابُ نَشأتْ....

نص الشاعر أيمن اللبدي
الجمعة 22 كانون الثاني (يناير) 2016

بابُ نَشأتْ....

1- بابُ يافا لم يعدْ يخشى تلاوينَ القطاراتِ الثَّقيلةْ

أو عُواءَ خطابِها الآتي دخيلاً في التفاصيلِ النَّحيلةْ

أو سماجةَ راكبٍ لا يفقهُ اللَّغةَ المعادةَ من صنابيرِ الحكايةْ

فهو هذا اليومَ أصبحَ مفعماً بالانطلاقْ

وارتدى ثوباً زمانيَّ الخلودِ منَ التواشيحِ الحنايا

وابتهجْ

أطلقَ الآهَ الحبيسةَ منذُ دولابٍ تخلَّلَهُ جنوحٌ في الكآبةْ

ثمَّ عبَّأ ساحةَ الرئتينِ بالنَّفَس الرَّطيبْ

وابتسمْ

بابُ يافا عادَ منْ وجعٍ مخاتلْ

أطلقَ اليومَ لسبحِ الريحِ ضحكتهُ الخبيئةَ، لم يرتِّبْ أينَ ترتاحُ الوشايةْ

أصبحَ اليومَ سماويَ المزاجِ

واثقاً ألا نكايةْ

ها هنا موعدٌ لنْ يبدِّلَ في محاذير الرّمايةْ

فالفراسةُ لم تغادرْهُ بتاتاً أوْ تضيّعْهُ الرتابةْ

إنهُ نسرُ هواهُ عائداً فيهِ البلاغةُ

ناشراً سفرَ البدايةْ

يابنَ رحمي لمْ تضعضعَ آيتي فيكَ التوابيتُ اللئيمةْ

لم أصدّقْ لحظةً تلكَ التهاويمَ الكذوبةَ كلّما دارت بفصلٍ من جديدٍ عندَ رأسي

أو تلاقتْ في دوائرها النشّازِ حملَ غيظى عندَ أعتابِ الجريمةْ

كلُّ أنواعِ اللغاتِ كانَ عَدْوى

أو محاولةَ استراقٍ دونها أصلُ الشّواظِ

ونسخةُ البترِ القديمةْ

ألفُ مرحى

ليسَ فيكَ مفاجئةْ

ذابَ حبرُ الكاذبينَ وانجلى رسمُ الصّلابةْ

بابُ يافا يستعيدُ اليومَ مفتاحَ الخطابةْ

بابُ يافا يذبحُ اليومَ الدّعايةْ........

2-مرَّ كالسَّهمِ جناحاً حاملاً دُفلى الطّريقِ ناشراً نسغَ الرِّوايةْ

باليمينِ ما أشاءْ

باليمينِ ما أفاءْ

باليمينِ ما قرأتم فاقرأوه من جديدْ

هاكموهُ كتابيَ

فأنا ابنُ هذا العُشبِ كنّا منذْ ساحَ القطرُ من كفِّ ابنِ كنعانَ المقاتلْ

والتقى خيطَ الوراثةِ في التّرابِ وحلَّ صوتُ الفانيةْ

واشتهى الوقتُ الغوايةْ

ما تبدَّل تحتَ مطرقةِ التخفّي أو توارى في الحديدْ

وأنا المريدْ

وأنا الـــأُريدْ

وأنا المخضَّبُ بالحكاوى والمرايا والمعبّقُ بالهوى الماضي السَّعيدْ

هل فهمتمْ من جديدْ؟

لن أكونَ سوى النسّورِ والأسودِ وحنطةِ الوردِ العتيدْ

لن أكونَ سوى الفريدْ

سفرُ جبّارٍ تخلَّدَ مجدهُ الباني ضياءً في الفضاءْ

ذابحاً في الأرضِ كلَّ صخورها بكراً ضِراما

رابطاً للبحرِ أوتادَ النِّداءْ

فأنا القريبُ والبعيدْ

وأنا سطوعُ الشمسِ في حيفا صباحاً

واشتهاءُ الغيمِ في كفِّ الوفيَّةِ بنتِ هاشمَ غزَّها في صفحةِ الماءِ اعتلاءً للحصيدْ

ذا أنا يا أمُّ ما دارت بلادْ

ذا أنا يا أمُّ ما رحلتْ عبادْ

ذا أنا يا أمُّ ما صبأت عن العشقِ الجيادْ

لنْ أحيدْ

فاسمعوا قصفَ الوريدْ

في ثناياهُ القيامةُ من جديدْ

والزلازلُ والرُّعودْ

لمْ يبدِّل غيرَ أسماءِ التجَّلي في وجوهِ الارتقاءْ

واشتعالاتِ الكفايةْ........

3-أيُّها الدَّحنونُ وقتُكَ فانتشرْ

وانتشي وارتفعْ

واعتمرْ

ذي شقائقُ ]أشرقتْ[وخيوطُ ]نشأتَ[ واختصارُ ]المنتصرْ[

ذا اسمُها الفعليُّ أبهى طلعةً

أيّها النُّعمانُ رمزاً في المجازِ اليعربيِّ المقتصِرْ!

هي شيفرةٌ للخُلدِ،دقّقْ في التَّقاسيمِ الجليلةِ والمواعيدِ العذارى

تنبهرْ

حاصرُوهمْ بالحقيقةِ عاريةْ

كذبةُ الوقتِ تخفّت خلفَ جدرانِ السِّقايةْ

كلُّ رعبٍ دقَّ مسماراً بنعشِ خطيئةِ الوقتِ الممسرحِ لم يكنْ إلا دليلاً

انظروا لمْ تستقمْ تلكَ الطّلاسمُ لحظةً بينَ يديهِ وذابَ كلُّ ضجيجها

كلُّ ميدانٍ تبدّى عارياً كانَ الدّليلَ المستريحْ

فاختبرْ

تلقفُ الآنَ الأفاعيُّ حضوراً من جديدٍ مرةً أخرى أحابيلَ الروايةْ

هكذا لم يعدْ فرعونُ إلا نسخةً مهزوزةً في وجهِ صهيونَ الدَّعيِّ ابنِ الدّعيّةْ

يا فراشَ الأرضِ هذا لحنُنا

وهو مزمورُ الخلودِ المصطفى

فانقلي الخبرَ المباحْ

واختصرْ

بابُ يافا صارَ منذُ الأمسِ فينا بابَ نشأتْ

حيثُ مرّتْ

صولةُ الزِّندِ المداريِّ الحقولْ

حيثُ زفّتْ

لوحةُ الكنعانِ قمحيَّ الخيولْ

حيثُ غنّتْ

أرضُهُ الحبلى تراتيلَ النزولْ

بابُ نشأت يا أحباءُ على عهدِ البدايةْ

هلْ تضمِّدُ جرحَها المسبيَّ هاتيكَ الرُّوايةْ....؟!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 23 / 2181313

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ثقافة وفن  متابعة نشاط الموقع مواد  متابعة نشاط الموقع شعر وقصيدة   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

78 من الزوار الآن

2181313 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 5


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40