الأربعاء 25 آب (أغسطس) 2010

الفلسطينيون مع الدولة الواحدة

الأربعاء 25 آب (أغسطس) 2010

كل من يفهم طريقة التفكير الملتوية للمجموعة المتصدرة للفلسطينيين يعرف الحقيقة: بعد العرض في واشنطن سيجدون السبيل الى افشال المفاوضات المباشرة.

نتنياهو يخيفهم. اساسا بسبب قدرته السياسية على الوصول الى اتفاق. ليست لديه معارضة هامة من اليمين، وكاديما ينتظر فقط صفارته كي ينضم الى الحكومة، لعناقه وتأييده اذا ما انسحب اليمين. خوف الفلسطينيين هو بالضبط من ذلك ـ لانهم هم انفسهم لا يمكنهم ان يصلوا الى مثل هذا الاتفاق.

السبب الاول في ذلك هو مشكلة اللاجئين. كل زعيم فلسطيني أو عربي يقول شيئا يفسر كتنازل ما عن حق العودة هذا الذي سيغرق «اسرائيل» بملايين العرب يعرف بانه سيتهم على الفور بالخيانة، وان «حماس» ستستغل ذلك. أجهزة التعليم في «السلطة الفلسطينية»، مخيمات اللاجئين في لبنان، في سورية وفي الاردن تواصل تخليد فكرة العودة في كل وسيلة ممكنة.

وفضلا عن ذلك، فان قيادة م.ت.ف تخشى من أنه في حالة اتفاق يتضمن «انهاء النزاع» و«نهاية المطالب»، فانها ستتورط مع سورية ومع لبنان المعنيتين بالتخلص من لاجئي 1948 وامثالهم، بل انهما كفيلان بان يخربا على الاتفاق من خلال طرد مئات الالاف من الفلسطينيين الى فلسطين وهو آخر ما تجد القيادة الفلسطينية نفسها معنية به.

السبب الثاني هو القدس. في ظل حكومة يمينية «اسرائيلية»، يبدو تقسيم المدينة مهمة متعذرة، وليس بوسع القيادة الفلسطينية أن تجلب الى جمهورها اتفاقا يتضمن أقل من الحلم الذي قرره عرفات: «دولة فلسطينية واحدة وعاصمتها القدس الشريف».

سبب آخر هو اقتصادي. فـ «السلطة الفلسطينية» تعيش منذ سنوات على نحو لا بأس به على الاطلاق على حساب الصناديق العامة والحكومية في اوروبا، في الولايات المتحدة وفي العالم العربي والاسلامي. وقد وجد الامر تعبيره في ان المبالغ بالسيولة النقدية للفرد في «السلطة» ضعفها لدى المصري في الشارع. «قيادة السلطة» تخاف من أنه في اللحظة التي تعلن فيها دولة فلسطينية مستقلة، ستكف التبرعات عن التدفق اليها، والعالم سيتوقع من الفلسطينيين ان يبدأوا بالحرص على أنفسهم مثلما في كل دولة مستقلة. وهم الذين اعتادوا على العيش على حساب الاخرين، غير قادرين على التفكير في اليوم الذي يتعين فيه عليهم العيش بكد أيديهم.

وأخيرا ـ بدلا من هذا الاتفاق الذي لا ترغب فيه، ترى القيادة الفلسطينية البديل. المزيد فالمزيد من الاصوات «للاسرائيليين» والعرب على حد سواء، تدعو الى قبول حل الدولة الواحدة، التي ستكون ديمقراطية ويعيش فيها الشعبان، اليهودي ـ «الاسرائيلي» والعربي ـ الفلسطيني، في تسوية متفق عليها حول ادارة العلاقات بينهما، مثلما في بلجيكيا.

على نحو غريب، في «اسرائيل»، مقبولة فكرة الدولة الواحدة سواء من اليمين المتطرف الذي لا يزال يتمسك بفكرة بلاد «اسرائيل» الكاملة ام من اليسار المتطرف الذي ليست له مشكلة في أن يعيش مع العرب في بوتقة واحدة، على أن يعتقد الجميع بانه متنور وليبرالي.

ولكن يبدو ان حل الدولة الواحدة اعجب ايضا شخصا آخر: القيادة الفلسطينية، وذلك لانه سيوفر عليها الحاجة الى التنازل عن شيء ما خطيا. في دولة واحدة الوضع سيكون أفضل للفلسطينيين مما هو عليه اليوم، وذلك لانهم سينالون حقوق المواطن في دولة حديثة. واذا ما هرب اليهود في وقت ما من هنا (ومعهم الدولة الحديثة)، فهذا ايضا سيكون خيرا ـ بحيث أنهم سينالون البلاد بأسرها دون اتفاق ودون تنازلات. إذن لماذا الدخول الى المفاوضات؟

- [**مردخاي كيدار | «يديعوت» | 25 آب (اغسطس) 2010*]

[**د. باحث في «مركز بيغن السادات للبحوث الاستراتيجية» - «جامعة بار ايلان».*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2181894

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2181894 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40