الأربعاء 25 آب (أغسطس) 2010

ما اسهل وجود نزاع

الأربعاء 25 آب (أغسطس) 2010

في مقالة نشرت في صحيفة «الشرق الاوسط» كتب مشاري الذايدي، في صدق مدهش، عن وجود رغبة في العالم العربي بالحفاظ على الصراع «الاسرائيلي» ـ الفلسطيني. يمكن القاء الكثير من الاخفاقات على هذا الصراع، سواء أكان لها صلة به أم لا، الى درجة ان حله قد يعرض نظم الحكم والاجهزة لضرورة مواجهة قدر واسع جدا من التحديات. في يوم السبت عزز رئيس حكومة سورية هذا الكلام عندما اجريت معه مقابلة وقال ان «اسرائيل» ستبقى دائما عدو بلده. دائما.

هل يستطيع الرأي العام العربي ان يسلم بحل المشكلة الفلسطينية؟ سأل الزيدي. في كل وقت كان يبدو فيه ان الحل يقترب حدث شيء ما في «اسرائيل» او في الجانب الفلسطيني منع ذلك. أصبحت «القضية الفلسطينية» جدّ مركزية في الروح العامة العربية وجدّ مجردة، الى درجة أن حلها العملي يبدو مثل خيانة هدف مقدس تقريبا. وقد اقتبس من قصيدة لأمل دنقل طلب فيها عدم حل القضية لان كل حل سيسعى الى تقويض الهدف الحقيقي ويكون بمثابة بيع النفس.

يقول الذايدي، وهو محرر صفحة الآراء في صحيفته، انه في مؤتمر «فاس» في 1981 الذي عرض فيه ملك السعودية فهد خطته، قال احد المراقبين الفلسطينيين (في حديث رواق) : «لماذا يتدخل السعوديون؟».

«نحن مستعدون لان يظل ابناؤنا بلا مأوى وأن تظل ارضنا محتلة. نحن نقبل هذا ولا نريد السلام». وعندما علم الملك فهد بذلك سأل: «كيف نستطيع التوصل الى تفاهم مع هؤلاء الناس؟». يقترح الذايدي خفض المشكلة الى الارض، وسحبها من العالم التجريدي والتوصل الى حل عملي بدل اعلان انها غير قابلة للحل.

سيفرح هذا الكلام ايضا اليمين «الاسرائيلي» الذي يزعم ان «العرب لا يريدون السلام». ان الصراع يمنحنا ايضا تسويغ الاشياء التي لا تتعلق به. ويسهل علينا ان نلصق بكل مشكلة دعوى امنية، واحداث وضع طوارىء منذ انشاء الدولة، بل ان نستعمل الوضع القانوني الخاص الابدي هذا للرقابة على اسعار بطاقات سباقات السيارات التي ما زالت غير موجودة في «اسرائيل» (أجل، الامر كما تسمعون).

إن حقيقة ان حل المشكلة ليس في السماء، وان جميع المشكلات ذات حل ليس أمرا يفرح كثيرين. هذا يذكر بنكتة المحامي الشيخ ـ بعد أن حصل ابنه على المكتب توصل من الغد الى مصالحة على قضية شغلت المكتب سنوات. وكان على ثقة بان أباه سيفرح لحل القضية، لكن الاب وبّخه وبيّن له ان حياته كلها قامت على المداولات التي لا تنتهي في هذه القضية.

اعتدنا نحن ايضا الوضع غير المريح حتى أصبح مريحا جدا. ولما كنا لا نعرف كيف نعيش في سلام فان الامر يخيفنا. نعلم أنه اذا حدث سلام فسيقل التكافل الاجتماعي، وتثور على الفور اسئلة الدين والدولة ومواقف السيارات في السبت، ومسألة حل الاطعمة، والقبور القديمة، والجدل بين اليهود والعرب داخل «اسرائيل»، والمظاهرات على استعمال الطاقات الملوثة. ومن يملك طاقة لكل هذه الامور؟

لكن غير قليل في الجانبين يدركون ان الراحة موهومة. فنحن نقعد على برميل مواد متفجرة، يسفك دماءنا ويعرض مستقبلنا للخطر. نستطيع حل الصراع مع ميتشل وبغيره. ونحن نعلم كيف نحله، وعندما يعرض زعماء الجانبين الحل على شعوبهم فسيحظون بأكثرية تفاجئهم ايضا.

- [**يوسي بيلين | «إسرائيل اليوم» | 25 آب (اغسطس) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2178029

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178029 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40