الجمعة 17 حزيران (يونيو) 2016

زمن اللامعقول !

الجمعة 17 حزيران (يونيو) 2016 par د. فايز رشيد

وفقا لصحيفة “هآرتس” (الاثنين 14 يونيو الحالي) كشف رئيس هيئة أركان جيش الكيان الجنرال جادي إيزنكوت، عن الأدوار المتبادلة بين جيش الاحتلال وأجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، في الحرب التي يشنها الطرفان على المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية. وذكرت الصحيفة, أن إيزنكوت قال في اجتماع عقده المجلس الوزاري الصهيوني المصغر لشؤون الأمن مؤخرًا: “إن الجيش الإسرائيلي يقوم بمحاصرة القرى والبلدات الفلسطينية التي تضم شبانًا تدور حولهم شبهات التخطيط لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، في حين تقوم الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في الوقت ذاته بحملات اعتقال داخل هذه القرى وتلك البلدات.
وأوضح الصحافي رفيف دروكير، الذي أورد الخبر، أن إيزنكوت كان يرد على وزير من أعضاء المجلس الوزاري المصغر، ادعى أن الحصار الذي فرضه الجيش الإسرائيلي على بلدة جلمة الفلسطينية، التي انطلق منها عدد كبير من منفذي العمليات الفردية، قد أفضى إلى توقف انطلاق العمليات من هذه البلدة.وأشار دروكير إلى أن إيزنكوت لفت نظر الوزير إلى أنه: في الوقت الذي عسكر فيه الجنود الإسرائيليين في محيط البلدة، كانت الأجهزة الأمنية الفلسطينية تقوم بحملة اعتقالات واسعة داخلها، وهذا الذي أفضى إلى وقف انطلاق العمليات.
أيضا, وفي مقال نشرته صحيفة “معاريف” الصهيونية (في ذات التاريخ) اليوم، نوه المعلق العسكري والسياسي بن كاسبيت, إلى أن ليبرمان يعي حاليا محدودية تأثير القوة الإسرائيلية في مواجهة الفلسطينيين’، مشيرًا إلى أن ليبرمان الذي يفترض أن يكون قد اطلع على الكثير من المواد السرية، يعي حاليًا أن الحديث عن “وقف موجة الإرهاب الفلسطينية الحالية باستخدام القوة غير واقعي”. نعم ,إن سلطات الاحتلال ذاهبة باتجاه التصعيد على كافة المستويات لا سيما تجاه القدس والمسجد الأقصى، وأنّ استمرار السلطة الفلسطينية في التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال، يشجعها على المزيد مت التصعيد لتهويدها وبناء المزيد من المستوطنات في منطقتها، من خلال تزايد الاقتحامات للمسجد الأقصى وعمليات التهويد ومصادرة والعقارات، وذلك عبر ما يسببه به التنسيق الأمني من ضرب للحراكات الشعبية في القدس والضفة الغربية وعلى المقاومة، عبر تعاون أمني ، ومنع الحركات الشعبية في مدن الضفة الغربية من التجاوب مع هبة القدس التي انطلقت ردًا على الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى نهاية العام الماضي.
الرئيس عباس بالفعل ما زال يصر على نهج المفاوضات رغم تجربتها العقيمة والمريرة على مدى 23 عاما, ذلك ايضا رغم وضوح تصريحات قادة العدو بأن لا دولة فلسطينية ستقام ! إضافة إلى أن المشروع الصهيوني الاستيطاني الاخير يقضي نهائيا بالمعنى الفعلي والعملي على أية إمكانية لإقامة دولة فلسطينية. أيضا ,سبق لإسرائيل وأن رفضت مبادرة السلام العربية! وها هو نتنياهو في احتماعه مع وزراء الليكود( الإثنين 13 حزيران الحالي), بطالب العرب بتعديل المبادرة العربي ية كي تستجيب للشروط (الإملاءات) الإسرائيلية.
من زاوية ثانية، لطالما تحدث عباس شخصيا عن إمكانية لجوئه لحل السلطة الفلسطينية, لكنه ينفي ذلك أيضا, وواصفا بالوهم كل من ينادي بحل السلطة, نسأل الرئيس هل أن حقوق الشعب الفلسطيني تقزمت إلى حكم ذاتي هزيل محتل من قبل العدو الصهبوني؟ وهل يراهن على إقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة من خلال نهج المفاوضات السياسية, بعيدا عن الكفاح المسلح, القادر فعلا على إجبار العدو الصهيوني على الاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني؟ هذا الكفاح المشرّع بقرارات واضحة من الأمم المتحدة !.
لقد نشرت صحيفة “هآرتس” الصهيونية مؤخرا، خبرا قالت فيه: إن المجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي درس بجدية احتمال قيام السلطة الفلسطينية بحل نفسها، وكشفت عن أن “الكابينيت” درس خلال الأيام القليلة الماضية في اجتماعات استثنائية. سيناريوهات حل السلطة الفلسطينية، إلا أن المستوى العسكري والأمني كان موقفه ضد حلها وأعرب عن قلقه البالغ من إمكانية انهيار السلطة الفلسطينية، التي قد تكون لها تبعات وتداعيات أمنية خطيرة.
في الجانب الفلسطيني قال الناطق بلسان الرئاسة الفلسطينية إن عباس يرفض الاستيطان. هذا في ظل تشديد كبار المسؤولين الإسرائيليين، على أن إسرائيل لا يمكنها أن توقف المشاريع الاستيطانية والتهويدية في الضفة الغربية والقدس! كما أن قرار الكيان صدر بإنشاء مشروع استيطاني صهيوني جديد في القدس الشرقية! في ظل تأكيد نتنياهو في مؤتمر الليكود ,الذي انعقد قبل شهر:”بأنه لن يقوم بتسليم القلسطينيين ولا مترا واحدا من الأرض “اليهودية”!. أيضا ,في الوقت ذاته، فإن التزام عباس باتفاقيات أوسلو يعني ضمناً مواصلة التعاون الأمني مع الكيان، وهو التعاون الذي يريح إسرائيل من عبء احتلالها والإشراف على أمن الضفة الغربية. بالتالي فلا الكيان الصهيوني ولا حليفته الأمريكية ولا القيادة الفلسطينية تسعى لحل أو انهيار السلطة الفلسطينية، رغم التصريحات المغايرة. من قبل وعدت السلطة مرارا بـ”حلّ” نفسها ووقف التنسيق الأمني مع العدو.. ولم تتم لا هذه الخطوة ولا تلك ولن تتما بالطبع. عباس وصل إلى ذروة أزمته السياسية وهو كمن يحلم بما لن يستطيع تحقيقه عن طريق المفاوضات مع عدو شايلوكي نهم وإنما من خلال الغاء اتفاقيات أوسلو وحل السلطة وإعادة إحياء نهج الكفاح المسلح. عباس بنهجه الذي لم يجلب لشعبنا سوى الكوارث ما زال يصر على نهج المفاوضات لتحقيق شعار إقامة الدولة العتيدة!.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 46 / 2178802

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع فايز رشيد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2178802 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40