الجمعة 1 تموز (يوليو) 2016

سلام نتنياهو

الجمعة 1 تموز (يوليو) 2016 par عوني صادق

على مسمع من أعضاء البرلمان الأوروبي، خاطب الرئيس محمود عباس القيادة «الإسرائيلية» الحالية بقوله: «يدنا ممدودة للسلام، ولدينا الإرادة والتصميم لتحقيقه، فهل لديكم مثل هذه الإرادة»؟
التحدي الوحيد الذي يرفعه الرئيس عباس في وجه بنيامين نتنياهو هو «تحدي تحقيق السلام»! لكن المشكلة أنه حتى الآن لا يعرف إن كان لدى نتنياهو «الإرادة والتصميم» اللازمين لتحقيقه! في المقابل يتهم نتنياهو الرئيس عباس بأنه هو الذي لا يريد السلام وهو سبب عدم تحقيقه، رافعاً في وجهه شعار «لا شريك»! وفي الجلسة الأسبوعية للحكومة، الأحد الماضي، رد نتنياهو على أبو مازن واتهمه مجدداً بأنه هو من يعرقل العملية السياسية قائلاً: إن «أبو مازن أثبت الأسبوع الماضي أنه غير معني بمفاوضات مباشرة مع «إسرائيل»»! و«سلام نتنياهو» كما نعرف، ويعرف أبو مازن، واضحة شروطه ومتطلباته وقد كررها صاحبها مرات عدة، وأولها «مفاوضات مباشرة بدون شروط مسبقة»، ثم الاستجابة لكل «متطلبات السلام» التي يضعها والتي تعني الاستسلام الكامل الشامل!

في الكيان الصهيوني، هناك من يعرف أن نتنياهو لا يريد ولا يسعى إلى السلام، وهؤلاء أصبحوا ينادون بضرورة تشكيل «تحالف» يسقط نتنياهو وحكومته الرابعة، لأنه ولأنها أصبحا «عقبة كأداء في طريق تحقيق السلام»! حكومات «إسرائيل» المتعاقبة منذ حكومة دافيد بن غوريون الأولى ادعت أنها تسعى إلى السلام، وبعد حوالي سبعين عاما ما زالت تسير في طريق واحدة، طريق الحرب. نتنياهو لم يصل إلى سدة رئاسة الحكومة إلا في عام 1996 ولم يلبث فيها طويلا، لكنه عاد إليها العام 2009 ليشكل حكومته الثانية، وهو الآن يترأس حكومته الرابعة التي أصبح معها (ملك «إسرائيل») غير المنازع، حيث يعترف كل ذي صاحب رأي في الكيان العنصري أنه «لا بديل الآن» له ! ومنذ «انقلاب» 1977 بقيادة مناحيم بيغن، زعيم الليكود، ترددت وصفات عن «حكم اليمين» والحكومة الأكثر تطرفا» حتى وصفت حكومة نتنياهو الرابعة بأنها «الحكومة الأكثر تطرفا في تاريخ «إسرائيل»، أي أن الانزياح كان متواصلا منذ 1977، لكن ذلك لم يختلف شيئا عن طبيعة وجوهر السياسة «الإسرائيلية» التي اتبعها «اليسار» قبل (الليكود)، بل كانت «مراحل» تطلبت التظاهر بالسعي إلى «السلام» وممارسة مفردات المؤتمر الصهيوني الأول.
ما يلاحظ في «زوبعة» المعارضين «الكبار» المنتقدين لسياسة نتنياهو، المطالبين بإسقاطه والتخلص منه، المرشحين لخلافته، أنهم لا يختلفون عنه في مواقفه الجوهرية، ولا يقلون عنه من حيث فكره المتطرف، ولا يعارضون أهدافه التوسعية، وبعد ذلك شروطهم لتحقيق «السلام» لا تختلف عن شروطه. وليس مفارقة أن يكون معظمهم جنرالات سابقين في «جيش «إسرائيل»»، ومن لم يكن جنرالا كان من مدرسة (الليكود) وأشد تطرفا! وبعض «الإسرائيليين» يفضحون معنى «السلام» عندهم وعند عامة الإسرائيليين. ففي مقال له في صحيفة (معاريف- 20-6-2016)، تساءل السفير السابق أوري سفير: «عندما نقول سلاما، ماذا نقصد؟»، وأجاب: «بالنسبة لواحد هو الاعتراف العربي بالدولة اليهودية. وبالنسبة للثاني، هو ترتيبات أمنية كاملة. وبالنسبة للثالث، هو أكل الحمص في دمشق. وبالنسبة للحكومة الحالية، فإن السلام هو استمرار الاحتلال من دون احتجاج عربي»! ويضيف: «نحن في «إسرائيل»، نريد سلاما انطلاقا من التسيد، أن يدعونا نستوطن بسلام»!!
وكما فعل أسلافه، يفعل نتنياهو. يجعل من كل شرط باباً للمفاوضات مفتوحاً على اللانهاية، ليصل إلى الأهداف التي تنهي القضية وتغلق الملف لصالح المشروع الصهيوني، وليس من مشكلة في افتعال الأسباب والأزمات للعودة دائما إلى «القاعدة الذهبية» وهي «المفاوضات بدون شروط مسبقة»! وفي كلمته أمام البرلمان الأوروبي، نطق «رئيس الدولة» رؤوبين ريفلين بلسان نتنياهو، فقال مكررا الكذبة الأولى والأكبر في تاريخ الدولة: إن كل حكومات «إسرائيل» المنتخبة بعد اتفاقات أوسلو «دعمت حل الدولتين لشعبين، وهكذا أيضاً الحكومة الحالية»! لكنه أضاف: «ينبغي النظر إلى الواقع وقول الحقيقة. فاليوم لا تسود الظروف السياسية والإقليمية التي تسمح بالتوصل إلى اتفاق دائم مع الفلسطينيين»! إنها ترجمة شبه حرفية لقول نتنياهو: «لقد تغيرت الوقائع على الأرض، وتغيرت الظروف»، وكلها لا تسمح بتطبيق «حل الدولتين»، إلا إذا تطابقت مع شروط ومطالب نتنياهو التي هي «الشروط «الإسرائيلية»» التي لا تتغير، مع الاستفادة إلى أبعد حد ممكن من «الظروف» المحلية والإقليمية والدولية. فعن أي سلام يتحدث عباس؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 39 / 2178746

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع وفاء الموقف  متابعة نشاط الموقع عوني صادق   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2178746 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40