الجمعة 27 آب (أغسطس) 2010

فلتقفوا لنا احتراماً.. فنحن أبناء حركة «فتح»!!

الجمعة 27 آب (أغسطس) 2010 par حسن خليل

لست أنا قائل هذه العبارة، وإن كنت رغم أنف المتسلقين والمرتدين ولا زلت من أبناء حركة «فتح»، ولكم أن تتخيلوا ما أنا عليه الآن من حال عندما تعرفون أنني التحقت بحركة فتح» الفكرة والحركة صيف 1963 على يد القائد المؤسس صلاح خلف (أبو إياد)،

ويومذاك أنهيت دراستي الجامعية من آداب الإسكندرية!! فنحن نعيش اليوم يا سادتي في ظل مرحلة اللصوصية، ولن أقول عصرها، وذلك منذ سرق اليهود وطني فلسطين إلى أن تجرأ جيل من أبناء هذا الوطن على سرقة ثورة شعبي واغتيال آماله وأحلامه.. فهذا الجيل الذي ولد وعاش في ظل ثورتنا وفي فمه ملعقة من ذهب، وأقصى ما قدمه لهذه الثورة هو المشاركة في ندوة أو مسيرة جماهيرية وترديد بعض الهتافات إن كان ممن يجيدون الجئير، ولا يريد هؤلاء المراهقون ثورياً من أحد أن يقول كلمة نقد أو تحذير من نتائج مسلكيات طائشة أو منحرفة قد تلحق أذى كبيرا بالمسيرة الثورية الشجاعة، وقد يتهمون من يفعل هذا بالخيانة واللاوطنية.

اعذروني يا أحبائي؛ لأني ابتعدت بكم عن الهدف الذي أردت الوصول إليه، رغم أني كنت آخذ على شيخنا الجليل الأديب الكبير علي الطنطاوي رحمه الله هذا الأسلوب، حين كان يحدثنا من خلال التلفاز السعودي في الثمانينيات عن ذكرياته المحلقة في دنيا العقيدة والأدب والسياسة.
أقول.. إن قائل هذه العبارة التي جعلتها عنواناً لمقالتي هذه هو سيدة في الأربعينيات من عمرها، وهي دكتورة محاضرة في جامعة أمريكية بالضفة الغربية، ولا داعي للتعريف بها بأكثر من ذلك؛ حتى لا تعاقبها الأجهزة الأمنية هناك أو بعض الغوغاء ممن عنتهم بهذا الوصف حين استأذنت للدخول إلى مكتب عضو قديم في مركزية «فتح»، وقد أصبح يدب نحو الثمانين حيث استمع إليها، وهي تقول :

- أنا يا أخ (......) أنتمي إلى حركة «فتح» منذ عام 1982.. وقد أخلصت للحركة وفكرها وأسلوبها طوال حياتي، وأنا كما تراني مسلمة، ولكني لست ملتزمة وسافرة اللباس، لكنني أريد أن أوضح لكم أمراً عساكم تفعلون شيئاً إزاءه.. أنا كنت أتوقع بعد الانتكاسة التي منينا بها في الانتخابات التشريعية 25/1/2006 أن تجلس القيادات الحركية كلها من القمة إلى القاعدة لتتدارس الأسباب التي أدت بنا إلى هذه النتائج المزلزلة؛ لنتجنب الوقوع في مثلها ثانية، ولست نريد أن نحس بالانكسار أو التقوقع والشعور بالخيبة والضياع.. كنت أتوقع أن نبحث عن الثغرات في أسلوب العمل لنحاول سدها، وأن نعيد رصّ الصفوف بل وإعادة البناء إن أمكن ذلك.. لكنني فوجئت بطلابنا من أبناء «فتح» يتعملقون ويشمخون بقاماتهم بأساليب عنترية، ويتطاولون على الجميع من زملائهم حتى المتسلقين، بل وأساتذتهم في الجامعة ويتحدثون بعنجهية وتعال وكبرياء.. فنحن نعلمهم فن السياسة وكيفية مواجهة الأزمات وهم يدوسون على كل القيم التعليمية والحضارية في التعامل مع الآخرين، وهذا يا أستاذ (...) أمر خطير ومدمر ولا يبشر بخير.

ليتك ترى وتسمع زملاءهم من أبناء الجبهتين «الشعبية» و«الديمقراطية».. إنهم يتحدثون بأدب ونظام.. والأهم من كل هذا ليتك ترى وتسمع كيف يتصرف أبناء حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»؟! إنهم مثقفون، ويتصرفون بمنتهى الحكمة والأدب والذكاء حتى في ردود أفعالهم على ما يوجهه لهم أبناء «فتح» من سباب وتجريحات.. إنك لا تملك إلا أن تحترمهم في أسلوبهم الراقي والحضاري.. إنهم يتقنون لغة الحوار، ويعرفون ماذا يريدون، وكيف يصلون؟ هل أذكر سيادتكم بقولة أفلاطون : «إنهم ملائكة على الأرض»..

فتدخل القيادي الكبير في حركة «فتح» باسماً، ولكن بما يشبه الانكسار :

- أما أبناؤنا فيتصورون أنهم أبناء الأباطرة.. فضحكت الدكتورة (س) وقالت : بل وكأنهم أبناء الآلهة؟! ويجسدون المثل الشعبي :

يا أرض انهدي.. ما عليك قدّي (مثلي)



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2165488

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165488 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010