رسميا بموافقة الفصائل والقوى الفلسطينية وفي مقدمتها فتح وحماس على خوض الانتخابات المحلية، بدأ الجميع خاصة الحركتين المتخاصمتين في البحث عن كفاءات وطنية لتقديمها على رأس قوائمها المتنافسة في هذه الانتخابات التي ستشكل توجه المرحلة المقبلة، والتي ستكون مقياس حقيقي لقوة التنظيمين.
وبعيدا عما حدث في المرة السابقة فقد قررت كل من فتح وحماس التنافس من ساحة “الكفاءات الوطنية” وليس من ساحة “القيادات التنظيمية” والتي يشعر الشارع الفلسطيني بفقدان الامل من إمكانية تقديم خدمات أفصل له في المرحلة المقبلة التي ستمتد لأربع سنوات، كونه جرب كثيرا “المتحزبين” الذين ابتعدوا عن هموم الناس التزموا بدلا من ذلك بأوامر تنظيمية للتعامل مع حالة الشارع.
وفي غزة بعدما أعلنت حركة حماس رسميا قرارها بخوض انتخابات البلدية بناء على موعد حكومة الوفاق الوطني يوم 8 من شهر أكتوبر المقبل، بعد عملية مد جزر كادت أن تعلن في أحد مراحلها حماس رفض الفكرة وبالتالي منع العملية في غزة، فإن الحركة قررت عدم الدخول بقائمة من الحزبيين، والبحث عن “كفاءات” من الشارع.
وقال سامي أبو زهري الناطق باسم حركة حماس في قطاع غزة أن حماس ستشارك في الانتخابات البلدية عبر قائمة من الكفاءات، داعيا الجميع للانخراط في هذه الانتخابات.
وقال أبو زهري أن حماس ستشارك في هذا النوع من المرشحين من أجل تحقيق الغاية في خدمة أبناء الشعب الفلسطيني.
في المقابل أعلن الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة العليا لحركة فتح لإدارة العملية الانتخابية للبلديات أن فتح قررت عدم الاكتفاء بان يكون الشخص منتميا وعضوا وعاملا ومخلصا لها، لاختياره كمرشح في الانتخابات البلدية، وأن المطلوب ان يكون “مقبولا ومحترما” وأن يكوم له تاريخ نقي وسمعة نقية.
من مصادر عليمة أبلغت “رأي اليوم” أن حركة فتح قررت عدم الدفع بأشخاص مصبوغين تنظيميا بشكل معروف في الانتخابات البلدية القادمة، وأن اللجنة المشكلة لهذا الغرض ستبحث عن الشخصيات الأكثر قبولا من مكان سكناه لزعامة القائمة.
ويدور البحث حاليا في قرى وبلدات الضفة الغربية عن وجهاء يتمتعون بهذه الصفة، وكذلك عن مختصين في مجالات لها علاقة بخدمة الجمهور، إضافة إلى ما أطلقت عليه لجنة الحركة التنظيمية “شبان نخبيون” للمشاركة في قوائمها، وأنها لن تشترط أن يكون هؤلاء لهم انتماء رسمي للحركة، حيث أن محاولاتها هذه تندرج في إطار القدرة على الفوز في أكثر عدد من البلديات والمجالس القروية.
وستقوم فكرة الاختيارات على ترشيحات من عدة جهات في المنطقة الواحدة، وكذلك ستعتمد على وحدة قياس رأي عام ستبدأ عملها قريبا، وتضم العديد من الباحثين المختصين، الذي سيضعون نتائج استطلاعات وانتخابات داخلية في بعض المناطق بيد يدي اللجنة لتقرر الاحتيار من بين الأسماء التي تحظى القبول الأوسع.
وفي غزة حسب ما علمت “رأي اليوم” لم تحدد حركة فتح بعد طريقة اختيارها للمرشحين، خاصة في ظل قبضة حماس، إذ لا يستبعد الكثيرون أن يتم تخيير أكثر من شخص من المستقلين والكفاءات الوطنية من قيل فتح وحماس، للمشاركة في الانتخابات على أحد قوائم الحركتين.
لكن وفي ظل التفاعلات الفتحاوية مع الأمر وبدء الحركة في حث عناصرها ومؤيديها على إكمال التسجيل في كشوفات الناخبين، إلا أن هناك حالة اعتراض وانتقاد للجنة المشكلة من قيادة الحركة لإدارة العملية، وسط مطالبات بأن يتم توسيعها لتضم شخصيات فتحاوية لها علاقة بملف الانتخابات وإدارة الحملات الانتخابية.
وقد وضعت حركة حماس طريقة سرية لاختيار مرشحيها للبلديات سواء في غزة معقل حكمها وقوتها أو في الضفة الغربية، وتنوي الحركة في هذا السياق حسب أحد مسؤوليها في غزة “تقديم مفاجئات للجمهور”.
وهناك توقعات قوية أن تتم عملية اختيار المرشحين خلال الفترة القريبة القادمة، خاصة وأن موعد الترشح سيفتح الشهر المقبل، من أجل ضمان وصول المتنافسين (فتح وحماس) بشكل أسرع إلى “الأكثر قبولا”.
وحسب المتابعات على الأرض فلا يستبعد أن تفوز قوائم انتخابية لا تحظى بدعم الطرفين، أي من تلك التي تتشكل من شخصيات معروفة في منطقة التنافس، خاصة وأن الأمر يتعلق بتقديم خدمات أفضل للجمهور.
يشار إلى أن هناك وثيقة نشرت مؤخرا وضعتها خمس فصائل يسارية في غزة، تهدف لتنظيم العملية الانتخابية، وينص أحد بنودها على عدم السماح لأي طرف الحصول على أموال من أي طرف أجنبي أو خارجي غير فلسطيني، لتغطية الحملات الانتخابية، كما تمنع اللجوء لأساليب القذف والذم والتشهير في الحملات الانتخابية ومنع مضايقة الأمن للمرشحين.
رأي اليوم
RLS
