الجمعة 17 شباط (فبراير) 2017

حل الدولتين وخيارات العاجزين

الجمعة 17 شباط (فبراير) 2017 par علي قباجة

أعلنت الإدارة الأمريكية بكل وضوح ودون أي مواربة عن تنصلها من «حل الدولتين»؛ حيث أكدت ذلك مباشرة بعد عقدها العزم على نقل سفارة بلادها إلى القدس، ما يشكل ضربة قاسمة للثابت الأمريكي، الذي ينادي منذ زمن بضرورة إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967.
إدارة ترامب جاءت بسياسات جلية، لإنهاء القضية الفلسطينية، وتصفيتها لصالح «الإسرائيليين»، ف«أوسلو»، الذي وقعته منظمة التحرير مع الكيان الإحلالي، الذي رعته الولايات المتحدة يقوم على «حل الدولتين»، ومع تنصل الإدارة الأمريكية من هذا المبدأ فهذا يعني نسفها لما انبثق عن هذا الاتفاق، وبالتالي إلغاؤه وإعطاء الفرصة للسلطة الفلسطينية مجدداً لامتلاك زمام أمرها، واستعادة مبادرتها، لتعيد صياغة الحلول، بما يتوافق مع مصلحة الشعب العليا.
الفلسطينيون كانوا متمسكين بقشة الوعود الأمريكية منذ عقود، بمنحهم سيادتهم، ودولتهم الموعودة، لكن التماهي الأمريكي لصالح الكيان قد نسف كل أمل ممكن، كما تزامنت تصريحات البيت الأبيض الناسفة ل«حل الدولتين» مع مضاعفة «إسرائيل» لمستوطناتها داخل أراضي الضفة، وتضييقها على الفلسطينيين في كل مناحي حياتهم.
فلسطين الآن محاصرة، وهي في وضع خطر جداً، ومرحلة حساسة، وهو ما يضع القادة الفلسطينيين والعرب في موقف يجبرهم على الرد بشكل حاسم على هذه المواقف الخطرة، إذاً فما هي الردود التي ستكون؟.
هددت السلطة مراراً وتكراراً بتسليم زمام الوضع القائم للكيان، أي حل السلطة، وسحب اعترافهم ب«إسرائيل»، واللجوء إلى المنظمات الدولية كافة، لكن هل هذا كاف، ويجبر الكيان على إعادة الحقوق، وواشنطن على الاعتراف بها؟!. فالسلطة بعد «أوسلو» فقدت أوراق قوتها، وألقت كل مناوراتها في يم المفاوضات، واختارت السلم وحده في التعامل مع الكيان؛ لذلك فهي غير قادرة على إلحاق أي ضغط حقيقي وكبير يمكنه التأثير على مجريات الأحداث القائمة.
ولكن أن تعود متأخراً خير من ألا تعود، فالسلطة الآن هي في موضع ضعيف؛ لذا يتطلب منها إعادة برنامجها التحرري، الذي تأسست عليه، واستخدام كل أساليب المقاومة بلا استثناء، والتخلي عن الطرح الذي ينادي بدولة ديمقراطية علمانية واحدة تجمع الفلسطينيين و«الإسرائيليين» تحت ظل سلطة واحدة، لأن مساواة السارق بالضحية معضلة كبرى، وأكل للحقوق. هذا فضلاً عن الرفض الصهيوني لها.
أما على الصعيد العربي، فمهمتهم الآن ثقيلة، ففلسطين القضية المركزية تضيع بمؤامرة كبرى لالتهام ما تبقى منها، فالدبلوماسية العربية تملك الكثير من الأوراق التي تضع حداً للتماهي «الإسرائيلي» والأمريكي في غيهم، كما أنها قادرة على طرح مبادرات دولية تعيد للقضية زخمها، وتحرج من يريد إنهاءها على حساب الشعب.
فلسطين تريد وقفة جادة وحقيقية لإنقاذها من الغول الصهيوني، الذي يستهدف كل شيء فيها.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 29 / 2165536

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع علي قباجة   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165536 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 4


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010