الجمعة 10 آذار (مارس) 2017

ديمقراطية الموت والتهويد

الجمعة 10 آذار (مارس) 2017 par علي قباجة

لا يزال عزم الكيان الصهيوني على منع الأذان في الأراضي الفلسطينية على أشده، كما تتسابق الكتل «الإسرائيلية» في «الكنيست» على طرح مشاريع قوانين ونصوص لوقف ما أطلقوا عليه ظلماً وعدواناً اسم «ضوضاء المآذن». فقبل نحو يومين، اعتمد ما يسمى ب«البرلمان الإسرائيلي» الصيغة المعدلة لقانون الحظر، ولقيَّ قبولاً واسعاً من الطبقة السياسية والمجتمع «الإسرائيلي»، ليظهر جلياً حجم الغل والعنصرية الكبرى المستشرية في هذا المجتمع الفج.
«إسرائيل» تحاول إضفاء الصبغة القانونية على أي قرار يمس الفلسطينيين، وشعائرهم الدينية، فهي تستبق الأحداث، وتقطع الطريق على أي محاسبة لها أمام المجتمع الدولي، متذرعة بالقانون والديمقراطية اللذين تنتهجهما حسب ادعائها!، مستغلة وجود نواب عرب ومسلمين تحت قبة البرلمان؛ حيث إن وجودهم فيه يعزز ما يسمى ب«ديمقراطية إسرائيل»، حتى ولو كان هؤلاء النواب يواجهون ويصدون ويتحدون ساسة الكيان، إلا أن استفادة الاحتلال منهم أكبر، لتحسين وجهه القبيح، والظهور بمظهر تقبله لكل أطياف مجتمعه، وهو بالحقيقة عكس ذلك.
«إسرائيل» اتخذت الديمقراطية واجهة لتنفيذ أجنداتها العنصرية؛ حيث خالفت روح الديمقراطيات، التي هي في أصلها تأتي لتحقيق تماسك المجمعات، وتحقيق العدالة، وإيجاد نسب تمثيلية للفئات المسحوقة، والأقليات، والقابعين تحت الظلم، في حين أن «إسرائيل» استخدمتها في عكس ما ترمي إليه، فهي أبدعت في استغلالها، بما يعزز التفرقة، وتهميش الحريات الدينية، واستخدمت تشريعاتها للقمع، والتقتيل، والتهويد، والسرقة..
العالم عندما يرى برلمان الكيان يناقش قضية ما، تنشأ لديه فكرة أن ما تقوم به «إسرائيل» يقع ضمن الحريات والقانون، لكن في حقيقة الأمر إن المشرعين الصهاينة هم من أقصى اليمين المتطرف، وتم إيصالهم إلى مناصبهم عمداً لقتل الحقوق، التي يطالب بها أصحاب الأرض؛ حيث إن ممارساتهم بعيدة كل البعد عن العدالة بكل تصنيفاتها.
لكن في المقابل، فإن المستوى السياسي الفلسطيني غير قادر على إدارة الصراع، وفشل في ذلك فشلاً ذريعاً، وأصبح يستجدي الدعم الأمريكي له، أو اعترافات رمزية هنا وهناك، ولم يبذل مستوى كافياً من الجهد، لِيُعرّف العالم إلى همجية الاحتلال، وحقيقة تشريعاته الدنيئة، كما أنه يواصل تهديداته لمحاسبة «إسرائيل» في المنظمات الدولية كافة، دون أن يخطو خطوة واحدة في سبيل ذلك!. الكيان انتهك كل شيء، ومس المقدسات الدينية، فإلى متى ستبقى السلطة تتوعد حتى تلجأ إلى استخدام أوراقها الفاعلة؟!
أمام الفلسطينيين الكثير ليفعلوه، فالأبواب ليست موصدة تماماً، لكن هناك حاجة لإرادة حقيقية، للخروج من الحالة الرثة التي يعيشونها، فهم مجبرون الآن على التلاحم والتعاضد أكثر من أي وقت مضى، كما أن على السلطة فتح الأبواب أمام قيادات شابة جديدة تحمل الإرادة والوعي، لمواجهة المشروع الصهيوني، ووضعه عند حده، ويقع على العرب قول كلمتهم، وتوحيد صفهم، لاتخاذ موقف واضح فاعل يرفض ما يحدث، ويدعم الشعب في صموده أمام الغطرسة «الإسرائيلية»، التي أمست بلا حد..



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 45 / 2165564

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع علي قباجة   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

31 من الزوار الآن

2165564 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 37


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010