الأحد 29 آب (أغسطس) 2010

خطاب لم نسمعه من «ابو مازن»

الأحد 29 آب (أغسطس) 2010

أيها المواطنون والمواطنات الاعزاء، بمناسبة بدء المحادثات المباشرة بيننا وبين «الاسرائيليين» في القمة التي ستنعقد هذا الاسبوع في واشنطن، بودي أن اشرح لكم ما تغير، كما يقول ابناء جيل، منذ أعلنت اننا لن نتبادل معهم كلمة الى أن يلتزموا بالوقف التام للبناء في المستوطنات وفي قدسنا. لا اعتزم الاختباء وراء المعاذير، ونثر الاوهام، او الهرب من المسؤولية؛ بالفعل، لم نحصل على أي ضمانات بان يستمر التجميد.

ولكن، انتم تعرفون ان التجميد الحالي هو في واقع الحال حيلة. لا توجد ايضاً موافقة على ان تقوم المفاوضات على أساس حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967، ناهيك عن استئناف تفاهماتي مع ايهود اولمرت في نهاية 2008.

سأتحدث اليكم باستقامة، دون تجميل الوضع. أعترف اننا اغتصبنا للدخول في الحمل بعلم واضح ان هذا سرعان ما سينتهي بالاجهاض. التزاوج مع بنيامين نتنياهو لا يمكن أن يولد اتفاق السلام الذي اكون أنا أو كل فلسطيني سويّ العقل آخر مستعدين لتبنيه. انا لا أؤمن بان بيبي مستعد حقاً للبحث بجدية في انسحاب «اسرائيلي» من الخليل، غور الاردن والمستوطنة الكبيرة هذه، كيف تسمى؟ آه، نعم. «ارئيل».

نتنياهو يعرف أي انتفاضة سيجعلها له حماسيوه في «الليكود» ومتزمتو ليبرمان في اللحظة التي يعلمون فيها باننا نتحدث عن القدس الموحدة، يعني الى أبد الابدين. الدليل : منذ ان بدأ الامريكيون محادثات التقارب المضحكة وحتى اليوم، نتنياهو لم يعين حتى طاقم مفاوضات. وقد القى بميتشل عن كل الدرج مع الاقتراح المفصل الذي حققناه بواسطة هذا المسكين في موضوعي الحدود والامن.

تعرفون انه رغم أني اتراكض في كل العالم لتجنيد الدعم الدولي لكفاحنا في سبيل الاستقلال، لم التقِ حتى اليوم بزعيم واحد، بمن في ذلك رئيسهم، شمعون بيريس، يعرف ماذا في رأس نتنياهو. صدقوني، مبارك خرج مشوشاً تماماً في لقائه الاخير معه. لديه شعور بان بيبي نفسه لا يعرف ماذا يريد.

فقد روى لي بان اوباما قال له ان يطلب مني ان اراعي المشاكل التي لنتنياهو مع ائتلافه. فاجابه مبارك بان بيبي هو الذي اختار السير مع اليمين المتطرف وارسال ليفني لتجف في المعارضة. فضلاً عن ذلك، لا حاجة لي لان اروي لكم عن المشاكل التي لديّ مع «حماس». حتى النفوس الطيبة في «فتح»، مثل ابو علاء ومروان البرغوثي يتابعون بمكبّر كل تنازل لي، كي يغرسوا سكيناً في ظهري.

لا بد ستسألون لماذا رغم ذلك وافقت على الدخول مع بيبي الى السرير؟ لانني بقيت وحدي في المعركة. الجامعة العربية ألقت بي الى الكلاب، اوباما ذعر من المتفرغين اليهود وابقاني وحيداً على شجرة تجميد الاستيطان ومبارك قلق بحروب الخلافة. وحتى الاوروبيون، بمن فيهم صديقي الاسباني، ميغال موراتينوس يهددونني بانني اذا لم ابدأ بالمحادثات، فلن يتمكنوا من الاعتراف بالدولة التي وعد «رئيس الوزراء سلام فيّاض» بتدشينها في آب (أغسطس) القادم.

الجميع، بمن فيهم اوباما وعدني بانه اذا عرض بيبي في المفاوضات المواقف الهاذية التي يعرضها على الملأ فانهم سيعرضون على الملأ رأيهم فيه. ان شاء الله.

وكما كان بوسعكم ان تفهموا، فاني أسير الى المفاوضات دون أي توقعات من نتنياهو. هو يريد محادثات مباشرة معي - فليتفضل. سبق أن اعلنت أننا نوافق على تبادل الاراضي بشكل يسمح لليهود بضم معظم المستوطنين. ليرى العالم مرة واحدة والى الابد ماذا يعرض بيبي علينا وماذا تساوي ايضاً كلمة رئيس القوة العظمى الاقوى في العالم، وان تعلن الجامعة العربية عن موعد نفاد مفعول صفقة «الارض مقابل التطبيع». ولعل «الاسرائيليين» يفتحون أخيراً عيونهم ويوقفون حفلة الكوكتيل هذه التي يحتفلون بها على شفا البركان. رمضان كريم.

- [**عكيفا الدار | «هآرتس» | 29 آب (اغسطس) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2177658

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

32 من الزوار الآن

2177658 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 24


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40