الجمعة 7 تموز (يوليو) 2017

صلف «إسرائيل»

الجمعة 7 تموز (يوليو) 2017 par علي قباجة

ما من يوم يمر كسابقه على هذا الكيان الصلف، الذي استمرأ العدوان ليلاً ونهاراً، ضارباً بالشرعية الدولية عرض الحائط، متنطعاً بحجج واهية، ظناً منه، أنه سيعلو في هذا العالم ولن يعلى عليه؛ فهو قد وضع في مخيلته الخرافية أن المنظمات الدولية قاطبة منقادة لأكاذيبه، وأنها كالخاتم بإصبعه، لكن مضى عهد الرقاد يا «إسرائيل»، وليس اليوم كالأمس، فقديماً قيل «من مأمنه يؤتى الحذر»، فها هي منظمة ال«يونيسكو» الدولية توجه صفعة جديدة ومؤلمة للكيان الغاصب؛ برفضها أي إجراءات صهيونية تطال المدينة المقدسة تمس سيادتها، أو تعمل على تهويدها. قرار ال«يونيسكو» أكد زيف ادعاءات الاحتلال بشأن القدس، وأسقط مزاعم السيادة «الإسرائيلية» عليها، وأبطل ممارسات الاحتلال فيها؛ حيث إن القرار أكد عدم شرعية هذا الاحتلال على هذه الأرض، بإدانة شديدة اللهجة، فهو يهب ما لا يملك لقطعانه المستوطنة التي لا تستحق ما يمنح سرقة وعدواناً لها.
كما أن القرار جاء تتويجاً لمجموعة قرارات سابقة أصدرتها المنظمة، التي أكدت في كل مرة بطلان المزاعم «الإسرائيلية» في المدينة، وبهذا فإن القرار مَثّلَ بارقة أمل للفلسطينيين يمكنهم أن يستندوا إليه في معاركهم؛ للحصول على الشرعية الدولية، ليثبتوا للعالم أن هذا الحق أكدته منظمة أممية، ولا بد من مواقف داعمة لحقوق شعب تعرض للاستعمار والتهجير، ولا بد من العمل على فضح ادعاءات الاحتلال، الذي يروّج في كل المحافل الدولية أحقيته الزائفة بالمدينة المقدسة.
القرار يحمل في طياته الكثير من الإيجابيات لمصلحة القضية الفلسطينية، وأهمها فقدان الكيان لزخمه السابق، وتيقظ العالم إلى ممارساته التعسفية، كما أنه يظهر بما لا يدع مجالاً للشك، أن المنظمات الدولية ليست كلها خاضعة لهذا الكيان الغاصب، وأن عقال بعضها بدأ ينفك بشكل جزئي من هيمنة «إسرائيل» عليها، إلى جانب قدرة الدبلوماسية الفلسطينية على الإقناع، وتمكنها من استصدار قرارات مهمة كهذه.
ورغم أن القرار ليس له أدوات تنفيذية، إلا أنه يشكل دافعاً وإسناداً مهماً في حال إقدام السلطة الفلسطينية على محاكمة الاحتلال في الجنائية الدولية، كما أنه يعد ورقة ضاغطة لدفع الكيان على التراجع عن توغله المتواصل في القدس.
هذا القرار مهم جداً، إلا أنه غير كافٍ؛ حيث يقع على عاتق باقي الأذرع الأممية القيام بواجباتها المنوطة بها، والخروج بقرارات ملزمة ل««إسرائيل»» لإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية، وأيضاً ينبغي على الأمم المتحدة أن تسلك سبيل الحياد، ولا تناصر الكيان الظالم، أو تدعمه قولاً وفعلاً.
ما أقرته ال«يونيسكو» مقدمة لمحاصرة العدو «الإسرائيلي» على الصعد كافة، ولا بد أن يكون محفزاً للسلطة لوضع خطة شاملة، لدفع الدول والمنظمات الأخرى لاتخاذ مواقف مضادة للدعاية «الإسرائيلية»، التي تبث المزاعم لشرعنة سرقاتها في فلسطين المحتلة.
المرحلة الحالية جد معقدة، إلا أنها تتطلب من الفلسطينيين جهوداً مضاعفة، سياسياً، وميدانياً، واقتصادياً، فلا بد من تحقيق التكامل في المواجهة، والاعتماد على الذات، وعدم الرضوخ للضغوط الدولية والاحتلالية.
الكيان يستغل الظروف الإقليمية في الوقت الراهن لتمرير مخططاته، إلا أن ما تبقى من ضمير عالمي حي، ما زال يقف حائط صد في وجه الممارسات الصهيونية الظالمة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 26 / 2165956

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع علي قباجة   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2165956 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010