ست زيارات على ما أعتقد قام بها رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو إلى موسكو خلال سنتين، بالطبع لن تكون بريئة مع مسؤول إسرائيلي معروف الآراء والأفكار التي بثها في أكثر من كتاب، وإن كان الوجود في السلطة يختلف أحيانا أو كثيرا عن الأفكار والمعتقدات.
أقل ما يمكن قوله في تلك الزيارات الهادفة، إنها تدور حول الواقع السوري وحزب الله وإيران والمظلة الروسية في سوريا .. وسواء عرفنا تفاصيل الزيارات أم لم نعرف، فيمكن بالاستنتاجات البسيطة دخول عالمها، فليس هنالك سوى هذه الأهداف، والرجل بطبيعته قلق ومحاصر ومتذمر من الحصار المفروض على حركته العسكرية تجاه حزب الله أو سوريا أو حتى إيران… ولا يملك بالتالي سوى أن يخوض مغامرة غير محسوبة العواقب، وقد تلتف عليه مثل أزمة الفساد، والتي يخاف بعض المحللين أن تدفعه إلى أمام، مثلما فعل أيهود إولمرت حين غامر بحرب العام 2006 كي يهرب من المحاكم التي تلاحقه أيضا، فسقط شر سقطة في الحرب، ولم تنفعه، بل عاد وأدخل السجن.
أكثر من افتعلوا حروبا مع الفلسطينيين أو مع العرب عموما ومع حزب الله، أصابهم اليأس أو القنوط، فعلى الرغم من كسبه حرب العام 1967 مات موشي دايان بحسرة، وأما جولدا مائير، فماتت بعدما ألفت كتابها الشهير “التقصير” وهي تندب حظها على حرب العبور عام 1973، وأما مناحيم بيجن فأصيب عقليا رغم انتصاره في اجتياح لبنان وإخراج منظمة التحرير الفلسطينية من ربوعه، ومات وهو في قمة الضياع العقلي، ومثله أرييل شارون الذي تنقل بين المكاسب العسكرية إلى أن ظل غائبا عن الوعي أكثر من عشر سنوات، بل كان ميتا ولم يتم دفنه، وأما أولمرت فكما قلنا إنه ذهب إلى السجن .. وقبل هؤلاء كان وايزمن قد أصيب بالهذيان حين قتل ابنه في حرب العبور على الجبهة المصرية، وأكاد أقول إن مؤسس الكيان الإسرائيلي بن جوريون اكتشف أسرار قيام كيانه فمات هلعا على مستقبله. وإذا ذهبنا بعيدا، فإن الجيش الإسرائيلي في مراحل تأسيس كيانه كان مختلفا تماما عنه اليوم، في تلك السنين الأولى من عمر إسرائيل، كان هنالك هدف لدى هذا الجيش، أما اليوم فمقاتلوه ليس لديهم سوى اهتمام العيش بعدما بلغوا ما بلغوه من دلع وحياة طيبة.
قد لا يكون نتنياهو القلق المحاصر سوى ذلك المسؤول الإسرائيلي الذي سوف لن تنفعه هجومه على الاستيطان، ولا على نبذ السلطة الفلسطينية، أو أية فكرة أخرى، هو الآن أمام سؤال مصيري: ماذا يفعل والمحاكم تلاحقه؟ ولا خيار له سوى الذهاب إلى الحرب وهذه باتت من المستحيلات أمام التطور الكبير لحزب الله ومن معه من قوى، وحين لا يلبيه الرئيس الروسي بوتين، فالمسألة تتعقد أكثر، وتتحول تلك الأسئلة إلى إجابات صادمة بل مصيرية في ظروف كظروفه. وهو أيضا لن يتمكن من قصف مقر الرئيس الأسد في دمشق كما تقول معلومات، إضافة إلى قصف مقرات الخبراء الإيرانيين أيضا، تلك قد تشعل الحرب الكبرى أيضا كما هو تقدير مستشاريه.
هي مرحلة إذلال لم يعشها، لكن عليه أن يواجه دائما ما يكبل يديه مع أن عقله يعمل على كل الجبهات، فلا يتلقى الإجابات التي تشفي غليله.
الجمعة 1 أيلول (سبتمبر) 2017
إجابات نتنياهو الصعبة
الجمعة 1 أيلول (سبتمبر) 2017
par
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
40 /
2165632
ar أقسام منوعات الكلمة الحرة كتّاب إلى الموقف زهير ماجد ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
11 من الزوار الآن
2165632 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 22