الثلاثاء 31 آب (أغسطس) 2010

انقذنا من أيدينا

الثلاثاء 31 آب (أغسطس) 2010

سيدي الرئيس، أتوجه اليك لانك أنت المنتخب الذي أعرفه منذ كنت طفلاً، يقف في جادة كيرن كييمت مع أبي ويصفق لرجل قصير جداً أبيض الشعر يخرج من سيارة كبيرة. هذا هو عظيم الأمة الذي اقام كل شيء، معلمك وسيدك دافيد بن غوريون. رجلاً شاباً كنت في حينه ومع ذلك فقد كنت ضالعاً في كل شيء. مهندس العلاقات مع فرنسا، المفاعل الاول، التسلح والتأسيس. العلاقات مع الشاه الفارسي.

جيل ذهب وجيل جاء، وبقيت معنا ـ طموحاً، مليئاً بالمخططات، تفسد وتصلح، تؤيد مستوطني ظهر الجبل والحل الوسط. ثنائي مثل اوراكل وتنفيذي كمدير عام.

في بلاد كل شيء فيها يظهر بكامل ابهته ويختفي وكأنه لم يكن، بقيت في الوسط. العالم انقلب، امبراطوريات ضاعت، واصبحت الكرة الارضية شيئاً آخر، وأنت الذي عملت في عهد آيزنهاور لا زلت معنا. شعبي أكثر من أي وقت مضى، ربما لانه في البلاد التي لا يوجد فيها أب يتمسك الناس بالجد. في بلاد فشلت فيها الكثير من التجارب، يتمسك الناس بآخر المجربين.

أتوجه اليك كمواطن، إذ غير مرة في الازمنة القاسية، عندما لم يكن بوسع أحد أن ينقذنا من ضائقة، ظهرت أنت. انا اذكر الانقاذ من الازمة التي اصبح فيها المال عديم القيمة. بعد نحو زمن جاءت ايضاً ايام اوسلو. ما يراه الكثيرون خطأ وخيانة، أراه محاولة جريئة لقلب الامور رأساً على عقب في اللحظة الاخيرة، لانقاذنا من حرب خالدة مع العالم الاسلامي.

لسنوات لم يكن هنا ثنائي مفاجىء وشديد الانتباه مثلك ومثل اسحق. مثل اسحق، عرفت بأن قوتنا العسكرية آخذة في النفاد في بلاد تنتقل من الايديولوجيا الى الجشع، اذا لم ننقذ انفسنا من النزاع ـ سنغرق.

الان أتوجه اليك بطلب يائس، لا أن تضع خطة لامعة وعديدة البنود في سن 87، لا أن تشارك في الف نقاش مثلما في اوسلو، بل أن تصد. تمنع سخافة خطيرة وعديمة المعنى بشكل لا مثيل له: توقف الحرب مع ايران. استخدم كل نفوذك على جهاز الامن، المستشارين، الضباط الكبار وعباقرة الخرائط. اوقف الطيران الذي سيوقع علينا مصيبة لاجيال.

اوقف تلك الفكرة العسكرية الخرقاء، التي يعود مصدرها الى رد الفعل الشرقي لمستخدمي منظومات السلاح الحديثة والجنرالات، للعمل من أجل نسيان جراح الماضي وقصوراته، إذ أنك تعرف اكثر منا جميعاً انه لا يمكن لأي قنبلة على ايران أن تضع حدا لقدرة نووية، اذا كانت هذه موجودة هناك. هذه بلاد واسعة النطاق، خفية ومغلقة، تشتري كل ما ترغب فيه. كل ما سيقصف، سيطل من جديد. الضرر سرعان ما يمحى، ولكن معركة الثأر ستبدأ، طول النفس الايراني والقدرة على امتصاص مئات الاف الضحايا والايلام جداً ـ ستكون من نوع لم نعرفه في كل عهد ايام نزاعنا. كما أنه حسب السيناريو الارق سيجر الطيران القاصف رداً ايرانياً سيؤدي الى موت آلاف «الاسرائيليين». أنا أتوجه اليك، إذ لا يوجد لمن يمكن التوجه. على جهاز الامن المليء بالنزاعات يشرف منتخبان من الجمهور، رئيس الوزراء ووزير صرفا في الماضي من منصبيهما على يد الناخبين بسبب اخفاقات شديدة. المنظومة العسكرية نفسها أوقعت علينا حتى الآن سلسلة معارك فاشلة بل وانعدام الوسيلة حيال صواريخ من حديد. هذه منظومة غير قادرة على أن تعيد الى الديار جنديا مفقوداً واحداً محبوساً في القطاع.

أتوجه اليك، سيدي الرئيس، مثلما يتوجه سجين محكوم بالمؤبد الى رئيسه، كمخرج أخير : أنقذنا من أيدينا.

- [**يغئال سيرنا | «يديعوت» | 31 آب (اغسطس) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2181598

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

2181598 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40