الثلاثاء 31 آب (أغسطس) 2010

فليضم بيرس الى المحادثات

الثلاثاء 31 آب (أغسطس) 2010

قمة السلام بين الزعماء في البيت الابيض يجب أن تكون حدثاً تأسيسياً، لقاء ذروة، مكاناً تفتح فيه طرق جديدة ويخلي اليأس مكانه لأمل كبير. مثل هذه القمة يجب أن تكون حدثاً مفرحاً، فرصة للزعماء لان يضعوا خلف ظهورهم كل النزاعات ويحاولوا التوجه أخيراً الى طريق الحياة الطبيعية، مثلما تقريباً في كل زاوية على وجه البسيطة. الى مثل هذه القمة يجب أن تأتي كل الاطراف بدافع هائل وعدد لا يحصى من المخططات، الاقتراحات والافكار التي تتيح لهم النجاح بكل ثمن. وهم ملزمون بأن يسحبوا على ظهورهم كيس البدائل، ليمنعوا، لا سمح الله، الفشل، إذ ان الجميع يريد أن يحل المشكلة لا ان يعمقها.

ما نحصل عليه هذه المرة هو العكس التام. في يوم الخميس سيستضيف الرئيس اوباما في واشنطن قمة كان يسعد الجميع لو أنهم فروا منها. الرئيس الامريكي هو الوحيد الذي يحتفظ في يديه بالحيوية والرغبة الحقيقيتين في النجاح وهذا ايضاً لأن لديه انتخابات كونغرس على الرأس. كل باقي الزعماء يصلون الى واشنطن بأرجل فاشلة. سمو الروح يحل محله الاكتئاب. بنيامين نتنياهو، ابو مازن وكذا الرئيس مبارك والملك عبدالله كان يسعدهم ان يتخلوا عن رحلة العذاب الزائدة هذه. فواشنطن ليست قمة شاهقة بل حفرة عميقة.

في الوضع الناشىء يوجد فقط شخص واحد ربما يمكنه ان ينقذ المحادثات من فشل ذريع وأليم يدخل المنطقة الى ازمة خطيرة تستمر لسنوات طويلة. وهذا هو رئيس الدولة شمعون بيريس. الرئيس بيريس هو الوحيد الذي يمسك بالعصا من طرفيها : مواقفه السياسية في موضوع التسوية الدائمة تتطابق و«مبادرة جنيف»، ربما الوحيدة التي وافق عليها الفلسطينيون حتى اليوم؛ ومن جهة اخرى ليس مثله من يعرف المواقف الحقيقية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد ساعات من المحادثات التي اجراها الرجلان ثنائياً منذ الانتخابات في آذار (مارس) 2009. من جهة ثالثة، ليس هناك من يقلق اكثر منه على وجود وأمن الدولة. بيريس، السياسي القديم والخبير الذي لا مثيل له، يعرف جيداً ايضاً طيف الامكانيات لدى رئيس الوزراء.

الرئيس بيريس هو الوحيد الذي يمكنه أن يلطف اجواء الشك الثقيلة التي ترافق هذه القمة حتى قبل ان تبدأ. لقاءاته مع الرئيس الامريكي اوباما، الرئيس المصري مبارك، ملك الاردن عبدالله و«رئيس السلطة» ابو مازن يمكنها أن تغير صورة المؤتمر. بيريس يمكنه أن يكون الوسيط ـ الرجل الذي يلطف ويخفف الخلافات والآلام التي قد تطرح في المحادثات في واشنطن. وهو لا يزال ابداعياً بما يكفي كي يجد صيغاً انقاذية في مواضيع الدولة اليهودية والتجميد واستمرار المحادثات. واذا كان نتنياهو يريد حقاً التقدم وحل النزاع للاجيال، مثلما صرح أمس، فلديه شرط مساعد استثنائي.

أفترض أن بيريس نفسه كان يسعده أن يستبدل بمحادثات واشنطن كل الاستقبالات التي شارك فيها بمناسبة العيد، الزيارات الى القرى العربية على شرف شهر رمضان واللقاءات الغريبة مع الحاخامين الرئيسيين وخريجي الطيران الشباب. عندها ستقولون : هذا ليس سليماً من ناحية سياسية، وهذا لا يتناسب وقواعد الطقوس، وهذا يجعل بيريس رئيساً سياسياً عاماً، وهو من شأنه أن يسرق العرض وان يضر بنتنياهو وما شابه، ولكن عندما يدور الحديث عن انقاذ الدولة، احياناً يتعين تجاوز الشكليات. ليس لدينا ترف تبذير وزن دولي ومكانة عالمية كتلك على رفع نخب في المركز الجماهيري في مجدال هعيمق، في الوقت الذي يحاول فيه كل زعماء المنطقة الهرب من نذر الفشل في البيت الابيض.

خذوا الى هناك بيريس فقط من أجل الاحتمال المعقول بمنع الاستياء الوطني، قبل اسبوع من رأس السنة.

- [**شالوم يروشالمي | «معاريف» | 31 آب (اغسطس) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2178261

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178261 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40