الثلاثاء 31 آب (أغسطس) 2010

عبّاس دمية امريكية

الثلاثاء 31 آب (أغسطس) 2010

التفاوض بين بنيامين نتنياهو ومحمود عبّاس، بدفع باراك اوباما وإشرافه، لن يكون مشابها بشيء للمفاوضات التي تمت لمدة 16 سنة بين اسحاق رابين ونتنياهو وايهود باراك وبين ياسر عرفات.
تمتع عرفات بتأييد جميع الفلسطينيين تقريباً ـ وهو أمر أعطاه حق تمثيلهم ـ ولا يقل عن هذا أهمية انه كانت له القدرة على تحقيق كل اتفاق سلام يوقعه. السؤال الوحيد الذي بقي مفتوحاً كان : أهو معني حقاً بالتوصل الى اتفاق سلام مع «اسرائيل»؟ حل هذا اللغز عندما رفض ايضاً المقترحات الفاضحة في سخائها التي عرضها عليه باراك في كامب ديفيد قبل عشر سنين.

محمود عبّاس أمر مختلف تماماً. فهو لا يتمتع بتأييد جميع الفلسطينيين بل ولا بتأييد أكثرهم. وترى «حماس» أن عبّاساً ليس له الحق في تمثيل الفلسطينيين في المفاوضات القريبة، ومبلغ تأييده في «يهودا والسامرة» غير واضح ايضاً. والأهم أن عبّاساً غير قادر على امضاء اتفاق يوقعه مع نتنياهو. انه عالم بهذا، ومن شبه المحقق ان هذا هو سبب معارضته لدخول التفاوض حتى جُرّ اليه، وهو يركل ويصرخ، بيد رئيس الولايات المتحدة.

يعلم الفلسطينيون ذلك؛ ويدرك «الاسرائيليون» الذين يعرفون الساحة السياسية الفلسطينية جيداً ذلك. يصعب أن نصدق ان الامريكيين غير متنبهين لهذا الأمر. قد يفكر اوباما ان المال هو الجواب وأن التأييد المالي الكافي لعبّاس سيعطي هذا الأخير آخر الأمر الشرعية والسلطة اللتين لا يملكهما. وفي الحقيقة أن المال يتدفق على جيوب ناس بلاط عبّاس، لكنه ليس بديلاً عن التأييد الذي لا يملكه من الفلسطينيين.

ما الذي يحدث هنا اذن؟ هل الحديث عن الصيغة الشرقية من «ملابس الملك الجديدة»؟ كم سيستمر هذا التفاوض حتى يصرخ شخص ما «الملك عار»؟ من الواضح على نحو كاف في الحقيقة أن يصبح التفاوض لعبة اتهام قبل ان يحدث هذا. لن يشاء أحد أن يُرى متهما بإفشال التفاوض. سيحاول كل طرف أن يضع التهمة على باب الآخر.

ليست هذه لعبة أولاد. إن تهمة افشال التفاوض المغطى اعلامياً كثيراً قد تكون لها آثار سياسية ذات شأن. اذا وقعت التهمة على أوباما فستكون ضربة أخرى له في الأيام التي تتهاوى فيها شعبيته. والتفاوض الفاشل الذي لن يفضي الى اكثر من غضب وخيبة أمل، ويضاف الى مبادراته الفاشلة في «الشرق الاوسط»، سيثير الشكوك الكبيرة في تقديره.

حذر فلسطينيون كثيرون عبّاساً من دخول هذا التفاوض. إن قوة الولايات المتحدة وضغطها اللذين أفضيا به الى مائدة المباحثات، جعلاه يبدو مثل دمية أمريكية. لن يحسن فشل التفاوض مكانته عند الفلسطينيين. وفيما يتعلق بنتنياهو، ينتظر منتقدوه فقط فرصة اتهامه بأنه لم يكن قط جدياً في تصريحاته عن رغبته في اتفاق سلام مع الفلسطينيين. أما اولئك في أنحاء العالم الذين جل اهتمامهم مهاجمة «اسرائيل»، فسيستعملون الفشل كاستعمال الذخيرة. وقد تبلغ علامات الزعزعة ائتلاف نتنياهو ايضاً.

إن الفوز في لعبة الاتهام قد يكون الهدف الرئيسي للمشاركين في التفاوض. يخيل الي انه في اطار الإعداد الذي يتم في القدس للقاء في واشنطن، من المهم صرف التفكير أيضاً الى تكتيكات لعبة الاتهام التي ستصحب بلا شك كل خطوة في التفاوض. ينظم نتنياهو الآن فريق التفاوض. قد لا تكون فكرة سيئة جداً أن يطلب الى الفائز بجائزة نوبل، البروفسور اسرائيل أومان، وهو خبير بنظرية الالعاب، أن ينضم اليه.

- **«هآرتس»



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 5 / 2181133

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2181133 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40