الأربعاء 1 أيلول (سبتمبر) 2010

فشل المباحثات نجاح لـ «حماس»

الأربعاء 1 أيلول (سبتمبر) 2010

عملية اطلاق النار الاجرامية أمس شرقي الخليل لا يمكن أن تعتبر مفاجئة. فقد كان لـ «حماس» دافع عال ٍ لإحراج «السلطة الفلسطينية» عشية بدء المحادثات المباشرة في واشنطن. حديث قصير مع اعضاء «الوفد الفلسطيني» في واشنطن أمس يبين ان المهمة قد تحققت بالفعل : فقد بدوا في حالة ضغط، غاضبين وعالمين بالاثار الشديدة التي قد تكون للحدث على محادثات السلام وعلى قدرتهم على المناورة حيال «اسرائيل». واضافة الى ذلك سعت «حماس» الى تقويض القمة في الولايات المتحدة وارسال مذكرة اليمة للادارة الامريكية ولحكومة «اسرائيل» بانه من أجل حل (النزاع) «الاسرائيلي» ـ الفلسطيني يجب ادراجهم في كل صفقة من أي نوع.
الناطقون بلسان «حماس» و«الجهاد» لم يترددوا أمس عن تمجيد منفذي العملية ونتائجها اساساً. لهذين الفصيلين تقاليد طويلة من عمليات الطرق من هذا النوع عشية قمم سلمية هامة. هكذا حصل ايضاً في اثناء «مؤتمر مدريد»، في فترة «اتفاقات اوسلو» وحتى حول «قمة انابوليس» في 2007. فقط في بداية الاسبوع تجول رئيس الاركان، الفريق غابي اشكنازي، في قيادة المنطقة الوسطى وقال لقادة الالوية ان يؤكدوا يقظة قواتهم، خشية ان يكون هناك من يحاول التشويش على استئناف محادثات السلام.

الذراع العسكرية لـ «حماس» اخذت على عاتقها أمس المسؤولية عن العملية. الناطق بلسان «حماس» في غزة سامي ابو زهري، قال ان المنظمة تثني على الهجوم وترى فيه رداً طبيعياً على جرائم الاحتلال. في الاشهر الاخيرة مارست قيادة «حماس» في غزة وفي دمشق، ضغطاً على الخلايا في الضفة لاستئناف العمليات بهدف الاثقال على «السلطة الفلسطينية» واثارة التوتر من جديد بينها وبين «اسرائيل». قبل شهرين فقط انكشفت شبكة كبيرة لـ «حماس» في جنوب جبل الخليل، «خلية غافية» انبعثت الى الحياة، اعضاؤها مشبوهون بقتل شرطي «اسرائيلي» وبعملية مشابهة على ذات الطريق، بمسافة بضع كيلومترات من مكان العملية امس. وبالتوازي سجلت أيضا محاولة من «حماس» لاثارة هياج في الضفة ضد «السلطة»، ولا سيما حول مسألة السيطرة على المساجد وقرار حكومة «السلطة» منع كبار رجالات «حماس» من القاء الخطب في المساجد ايام الجمعة.

القتل أمس يدل على ما يبدو على انه لا تزال لدى «حماس» قدرة على المبادرة الى عمليات مركبة نسبياً، في مستوى تنفيذي عال في الضفة، رغم الاعمال شبه الوحشية لاجهزة السلطة ضد المنظمة.

اجهزة الامن في «اسرائيل» وفي «السلطة» تدير الآن سباقاً ضد الزمن بهدف الوصول إلى القتلة في موعد قريب من انعقاد القمة في واشنطن هذا المساء. يمكن تقدير أن مستوى التعاون الاستخباري العالي نسبياً، الذي يظهر بشكل عام، هجر أمس بقدر ما في صالح محاولة كل طرف الوصول اولاً الى المشبوهين.

العملية لا تدل على استئناف الهجوم الاجرامي في الضفة، رغم ان الحديث يدور عن الحدث الاصعب هناك منذ عدة سنوات. «السلطة» هي ايضاً ستبذل الآن جهداً لتهدئة المنطقة ومنع مزيد من الاحداث التي من شأنها ان تحرجها حيال «اسرائيل». المخاطرة الاساسية في الايام القريبة ترتبط بالتوتر بين السكان، اليهود والعرب ـ في الخليل، حيث الاجواء فيها مشحونة على أي حال على خلفية استئناف المحادثات المباشرة.

يمكن أن نتوقع محاولة من المستوطنين لاخراج «رد صهيوني مناسب» في شكل بؤرة استيطانية في منطقة العملية، على خلفية القمة وموعد انهاء تجميد البناء. في سيناريو أخطر، تحتمل ايضاً عمليات انتقامية ضد الفلسطينيين، او عمليات «شارة ثمن». قيادة المستوطنين ربطت منذ أمس بين قتل اربعة من سكان «بيت حجاي» والواقع السياسي والامني الاوسع. فالى جانب الطلب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الغاء مشاركته في القمة، انطلقت فوراً مطالبات باستئناف البناء في الضفة واعادة اغلاق الطرق امام حركة الفلسطينيين والتي اتاح فتحها بزعم المستوطنين تنفيذ العملية.

بالنسبة للقيادة العليا في الجيش «الاسرائيلي» في الضفة الغربية فان هذا اختبار مركب، في مدينة معقدة للغاية بالنسبة للسيطرة في الضفة. قائد اللواء الجديد نسبياً في الخليل، العقيد جاي حزوت، سيكون مطالباً بان يظهر كل قدرته كي يهدىء الخواطر في المدينة. سلسلة القيادة فوقه اكثر تجربة منه في اوضاع مشابهة، ويتعين عليها ان تبدي مشاركة عن كثب في المجريات.

بالنسبة لاصحاب القرار في الجانب «الاسرائيلي» والفلسطيني يدور الحديث الان عن مهمة ليست اقل سهولة : مواصلة خطة القمة دون تفجير المحادثات قبل أن تبدأ. يحتمل أن يكون هؤلاء واولئك ايضاً يفهمون بانهم في نهاية المطاف اذا ما انهوا المفاوضات في الايام القريبة القادمة، فان الامر سيخدم المخربين الذين قتلوا «الاسرائيليين» الاربعة امس في جنوب جبل الخليل.

- [**آفي يسسخروف وعاموس هرئيل | «هآرتس» | 1 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 4 / 2166019

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2166019 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 28


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010