الجمعة 15 كانون الأول (ديسمبر) 2017

القدسُ عاصمتُنا.. رمز قداسة وعروبة وحق

الجمعة 15 كانون الأول (ديسمبر) 2017 par علي عقلة عرسان

الصهيوني نتنياهو، يلفِّق تاريخاً للقدس، ويقول إنها عاصمة “إسرائيل”منذ ثلاثة آلاف سنة.؟! إن أعمى القلب هذا، لا يتجاهل التاريخ “الكنعاني، والعمّوري، والآرامي، و..”في سورية الطبيعية “بلاد الشام”فقط، بل والفرعوني والأكادي من قبلهما، في مصر والعراق.. ويقفز عن الحقائق والوقائع الدامغة، وعن الوجود العربي المستمر:”الكنعاني والعموري والآرامي و..”، في هذه الأرض، التي استضافت “إبراهيم الخليل”، عليه السلام، وتعلم فيها شفَةَ كنعان، ومُنح قبراً بالمَجان، تبرّعاً “كنعانياً -فلسطينياً-عربياً”، في المكْفيلَة، في الخليل، ليدفن ميِّته “سارة”.. ثم غادر نسْلُه منها، دارَ الضيافة الكنعانية -الفلسطينية، إلى مصر، ولحقوا بيوسف “جَمَّالَة”، وأقاموا في كنف الفراعنة، إلى أن أُرسِلَ موسى، عليه السلام، برسالة إلى فرعون، يعضدُه أخوه، غير الشقيق، هارون، وأخرجا أولئك العبيد من أرض مصر، وبعد تيه أربعين سنة في صحراء سيناء، تنكروا خلالها لرسالة موسى، وعبدو عجل السامريِّ.. ثم قادهم موسى، وأخرجهم من التيه، ولم يصل بهم أرض فلسطين، فقد مات ودفن في جبال مؤآب، ولم تطأ قدمه أرض فلسطين.. وبقي أولئك العبيد يجهلون كلَّ تمدن :( إن بني إسرائيل كانوا عبيداً في مصر ثم تاهوا أربعين سنة في البرية ودخلوا أرض كنعان يجهلون كل تمدن.. )/ النهج القويم في تاريخ الشرق القديم صـ 124 تأليف :هارفي بورتر أستاذ التاريخ في المدرسة الكلية الإنجيلية ببيروت/. وحين دخل يشوع بن نون فلسطين “القسم الجنوبي من سورية الطبيعية، دخلها على شميم الدم والحرائق التي أشعلها في أريحا، يتبع ربَّ الجنود “وليس الرَّب”الذي بشر به موسى ودعا إليه. وفي وصف التوراة، “العهد العتيق”، لما أخذه همج يشوع من فلسطين، وما كانوا عليه، جاء النص الذي كتبه يهود، في سفر يشوع، وليس في توراة موسى، جاء النص الآتي:( 13 ـ 14 ) وأعطيتكم أرضاً لم تتعبوا فيها ومدناً لم تبنوها فأقمتم بها وكروماً وزيتوناً لم تغرسوها وأنتم تأكلونها فاتقوا الرب واعبدوه بكمال وإخلاص وانزعوا الآلهة التي عبدها آباؤكم في عِبرِ النهر وفي مصر واعبدوا الرب. العهد العتيق ـ سفر يشوع ـ صـ 402).كان ذلك في القرن الثالث عشر ق. م تقريباً، أخذاً بأن عهد فرعون موسى كان في حدود ١٣٥٠ ق.م تقريباً.
في مطلع الألف الأولى قبل الميلاد، كانت المواجهة أو “المعركة”، مع الكنعانيين، تلك التي انتهت من دون قتال، حيث نازل الراعي داؤد، الملك الكنعاني القائد لجيشه، فقذفه بغتة، من دون نزال، بحجر من مقلاعه فأصاب الحجر رأسَ الملك الكنعاني. فقتل، وانهزم الجيش من دون حرب.. كان ذلك مفتاح دخول داؤد إلى مدينة يبوس، “القدس”، التي كان قد أسسها الفخذ اليبوسي من الكنعانيين العرب، عام ٣٢٠٠ ق.م تقريباً، وأقاموا فيها، هم وقبائل كنعانية “عربية”أخرى.. وبنوا فيها قلعتهم،”قلعة صهيون ” – وقد أخذت القلعة ذلك الاسم، من الكلمة الكنعانية “صهيون”أي الأرض المرتفعة أو التل، أو الجبل..”- فيبوس هي أورشليم، القدس، وقد جاء الوصف اليهودي نفسه تأكيداً لذلك: (8) ويصعد التخم إلى وادي ابن هنُّوم إلى جانب يبوس وهي أورشليم ويصعد إلى رأس الجبل الذي هو تجاه وادي هنوم غرباً في طرف وادي الجبابرة شمالاً. / سفر يشوع ـ الفصل الخامس عشر ـ العهد القديم صـ 386/.
وعما فعله أولئك الهمج، بمدينة يبوس، “القدس”، حين دخلوها.. كتبوا هم: ( 8 ـ 10) وحارب بنو يهوذا أورشليم فأخذوها وضربوها بحد السيف وأحرقوا المدينة بالنار ومن بعد ذلك نزل بنو يهوذا ليحاربوا الكنعانيين المقيمين بالجبل والجنوب والسهل./ العهد العتيق ـ سفر القضاة ـ صـ 406 ـ 407 وحين اقترب يهود داؤد ملك يهوذا، من الجبل حيث الفخذ اليبوسي من الكنعانيين، “أي حين اقتربوا من قلعة اليبوسيين، “قلعة صهيون”، خرج إليهم اليبوسيون، وقاتلوهم، وقد جاء بالنص.. (( 4 ـ 11 ).. وسار الملك ورجاله إلى أورشليم إلى اليبوسيين سكان الأرض فكلموا داود وقالوا إنك لا تدخل إلى هنا حتى لا تبقي منا أعمى ولا مقعداً أي لا يدخل داود إلى هنا فأخذ داود حصن صِهيون وسماه مدينة داود. / العهد العتيق ـ سفر الملوك الثاني ـ صـ 526/.
وصمد اليبوسيون، ورابطوا في مدينتهم، لم يخرجوا من يبوس “أورشليم، القدس”أبداً، وبقوا مرابطين فيها، هم وقبائل عربية إلى جانبهم “لقد بقي العرب في القدس كما بقوا في فلسطين. وعاشت في المدينة المقدسة، التي تكلمت شفة كنعان وحمَلتها، قبائل عربية على مَرِّ التاريخ منها:”لخم وجذام وعاملة وكندة وقيس وكنانة، وكذلك بطون من قضاعة والقَيْن وبنو كلب وجرم وبنو عذرة… إلخ.”.. وقد جاء بالنص، حسبما كتب اليهود: “(63) وأما اليبوسيون سكان أورشليم فلم يقدر بنو يهوذا على طردهم فأقام اليبوسيون مع بني يهوذا في أورشليم إلى هذا اليوم. / العهد العتيق ـ سفر يشوع ـ الفصل الخامس عشر ـ صـ 387ـ 388 /.
لم يترك الفلسطينيون “الكنعانيون، العرب”، لم يتركوا أرضهم، مذ خلقوا فيها، وعمروها، وأقاموا فيها مدنية، دمر بعضها اليهود الهمج الذين لم يبنوا وإنما نهبوا وأحرقوا.. وظلت الحرب سجالاً بينهم وبين يهود، في المدة التي بقي فيها اليهود في فلسطين، قبل سبي بابل.. وكانت المعارك لهم وعليهم، وقد ذكر كتاب التوراة ذلك، فقد جاء بالنص: (16 ـ 17 ) وأثار الرب على يورام روح الفلسطينيين والعرب الذين بقرب الكُوشيين فصعدوا إلى يهوذا وفتحوها وانتهبوا كل ما وجد من المال في بيت الملك وسبوا بنيه ونساءه فلم يبق له ابن إلا يوآحاز أصغر بنيه. / العهد العتيق ـ سفر أخبار الأيام الثاني ـ صـ 753 /.
بقي الكنعانيون العرب، الذين أعطوا العالم الأبجدية 1400إلى 1200ق.م -إذ أن الأوغاريتيين الفينيقيين هم جزء من الكنعانيين -واستمر صراعُهم مع اليهود، ولم يستطع الغزاةُ أن يشكلوا حضوراً بارزاً، إلا في زمن داود وسليمان (1000-923ق.م ). وسليمان هو الذي يُنسب إليه بناء الهيكل الأول في القدس، بناه ـ إن صح أنه بناه أصلاً ـ على أنقاض قلعة اليبوسيين “:حصن صهيون، معتمداً على مساعدات حيرام ملك صور الفينيقي، وعلى الفنيين والبنائين السوريين الذين أرسلهم هذا الأخير إليه، إذ لم يعرف اليهودُ الهمج فناً ولا حضارة، وخير ما أنتجوه في عصور “إبداعهم الفني القديم “عجولاً نحاسية لها خوار مزعج تثير السخرية والفزع، ولا تحرِّك حساً جمالياً ولا توطِّن في النفس قيمة أو رهبة أو قداسة.
كثُرَ اليهود في القدس، مدينة العرب، التي سيطر فيها شاؤول وداود وسليمان، ولكنها لم تصبح مدينة يهودية صافية؛ ولم تكن كذلك في يوم من أيام التاريخ على الإطلاق. وبقي لليهود، بعد زوال ملك سليمان، نوعٌ من الحضور الكهنوتي الخاص، بين الديانات الوثنية التي للعرب المقيمين فيها والمحيطين بها والمتواصلين معها والفاعلين في تيار حياتها وعمرانها، وكان لهم ما يشبه الحكم الذاتي في الشؤون الدنيوية، ولكنَّ سيادتهم في القدس لم تكن قائمة ولم تستمر. ولم يكُونوا –حتى في أوقات “عزِّهم “–من دون شريك فيها؛ وقد كان نفوذهم يتقلَّص ويزداد ولكنه لا ينهي سيادة الآخرين، ولا حضورَهم وفاعلية ذلك الحضور.
وفي عام (721ق.م )حطَّم الآشوريون “إسرائيل”، وعُدّت المدينة -الدولة، أو الدولة -المدينة، منتهية الوجود من حيث الاعتبارات السياسية.
وأعاد الكلدانيون، بقيادة “نبوخذ نصر “وزعامته، الكرّة على القدس وبقايا اليهود فيها عام 597ق.م، وعام 587ق.م فدمروا المدينة تدميراً شبه نهائي، وسبى “نبوخذ نصر “معظم سكانها اليهود. وبعد هذا السبي تفرق اليهود في الأمصار، واستمر الوجود العربي في القدس: مدينة العرب العريقة من دون انقطاع حيث تكاثر فيها الأدوميون وسواهم من العرب الذين بقيت القدس بالنسبة لهم، مركزاً تجارياً ومدينة الأجداد ومرجعاً روحياً.
وحين قرر ملك الفرس “كورش الثاني “إعادة يهود من سبي بابل، وسمح ببناء الهيكل من جديد في القدس، كان ذلك على حساب السكان العرب الأصليين في كثير من الحالات، أولئك الذين تعرضوا لغزو يهود ومذابحهم، أيام يشوع وشاؤول.
ودافع السكان العرب في القرن السادس قبل الميلاد عن مدينتهم ضد حركة الاستيطان الجديدة، التي رعاها الفرس، كورش ثم داريوس، ولكنهم لم يتمكنوا من منع ما أرادته الإمبراطورية الفارسية المنتصرة في العراق، والغازية لأرض الشام ومصر تلك التي كانت تشبه على نحو ما، إمبراطورية الأميركيين من آل بوش وترامب.. وتوطَّن يهود في القدس من جديد، ولكنهم بقوا أقلية سكانية فيها، ولم تكن لهم سيادة عليها. ولم يبنوا الهيكل الثاني، بعد هيكل سليمان، كما زعموا، إلا في عام 515ق.م ـ هذا إذا صحت الواقعة أصلاً ـ
وقدم الإسكندر المكدوني إلى فلسطين، في طريقه إلى مصر (332ق.م تقريباً)، وحماهم الإسكندر واستمالهم، وعلى الرغم من ذلك فإنهم لم يحصلوا على سيادة مطلقة في القدس، وإنما على نفوذ كهنوتيمن خلال بعض الحكام.وبقي العرب يتحرَّقون لمراكزهم وللسيطرة على مدينتهم، ولكنهم لا يملكون القوة والوحدة والبرنامج ليصلوا إلى ما يريدون الوصول إليه. وأفلح الأنباط، لمدة من الزمن، في رفع الروح المعنوية لعرب القدس خاصة، وعرب فلسطين عامة. وفي العهد السلوقي، الذي ورث العهد الإسكندري وأكمله أو طوَّره، استمر لليهود حضور في القدس، وكان لهم فيها كما يقول المؤرخون “نوع من دولة -هيكل “لا أكثر؛ وتوارث كهنتُهم ذلك الدور الذي انحصر في أسرة، ولكن لم تسر الأمور لصالحهم حسب الهوى والمصلحة، إذ قام أنطيوخوس السلوقي بنهب الهيكل الثاني عام(169ق.م )، ويقال إن ذلك حدث بتواطؤ مع الكاهن اليهودي الأكبر؛ وقد وصل الكهنة وسائر المتنفذين من اليهود إلى درجة من السوء أخذ معها الفساد يتأكَّلهم.
وبعد أن هزم يوليوس قيصر، “بومبي “الذي دخل إلى القدس محتلاً، عام 63ق.م. عيّن ليهود القدس كاهناً هو “هرطانوس “وجعل الكهانة وراثة في أسرته، أما الحاكم الإداري للقدس فقد كان من العرب.. وهكذا استمر “أنتيباتر “الأدومي وابنُه هيرودوس من بعده، وأحفادُهما، حكاماً عرباً للقدس، تهودوا بالقوة، على يد الحشمونيين، ينظر إليهم يهودُ القدس على أنهم غرباء، ويستشعرون هم شيئاً من انتمائهم العربي، ويستمدون سلطتهم من الرومان.كرَّس هيرودوس وجوداً لليهود في القدس، رغبة أو رهبة، وإثباتاً للقدرة الذاتية أو للتوجه الجديد..
وشهدت المدينة ولادة رسالة السيد المسيح عيسى بن مريم واضطهاده، على يد اليهود… وقام أندرونيكوس الروماني عام 70م بهدم الهيكل الذي بناه ـ أو رمَّمه هيرودس، وأُنهي هدمُ هيكل هيرودوس، على يد الإمبراطور الروماني تيتوس، أنهى الوجودَ الديني اليهودي الرسمي في القدس، وزالت السلطة الدينية اليهودية، وحُلُّ المجلس اليهودي الديني “السنهدريم “عام 70م، ولكن لم ينته الوجود اليهودي في القدس كلياً، ولم يرم تيتوس إلى ذلك. ولم ينته أيضاً الصراع المر حول هوية مدينة القدس ومركزها وتكوينها السكاني وسلطتها الدينية، في حكم الرومان. لقد انخفضت مكانتها، وتحولت إلى ما يشبه المعسكر والمستودعات للجيش الروماني، وغابت عنها نسبياً معسكرات الديانات المتناحرة:الوثنية، اليهودية، المسيحية.
ولكن ذلك لم يطُل، فقد جددت عصابات “سمعان باكوخبا “اليهودية تعصّبها وعبَثَها وإرهابها، وقامت بتمرد مكشوف، وتحصنت في القدس (32-135م )الأمر الذي أدى إلى قيام الإمبراطور الروماني هدريان بقتالها، والقضاء عليها نهائياً، في معركة “بيتر “على بعد عشرة كيلو مترات جنوب غرب القدس. وقام هدريان بتدمير القدس بشكل كامل تقريباً، وببناء مدينة جديدة على أنقاضها سماها “إيليا كابيتولينا “، وغاب من التداول اسم “أور شليم “أو “أور سالم “العربي القديم، الذي يعود للّغات أو اللهجات العمورية ـ الكنعانية والأكديَّة.
وقد أخرج هدريان اليهود من القدس، و “حظر عليهم دخولها، و الإقامة فيها”. وأخذ الرومان يبنون فيها معابدهم، أو يزيدون من عدد تلك المعابد فيها، وجعلوا من موقع قبة الصخرة مزبلة. وقبل الرومان بقرون، كان نبوخذ نصر قد “قذَفَ الكِناسات في “أور سالم ـ بيت المقدس، وذبح فيها الخنازير”، ليذل اليهود جزاء أفعالهم وأحقادهم.
لقد أدى فعلُ الإمبراطور هدريان، إلى ما يمكن تسميته التطهير الثالث للقدس من دَنَس يهودٍ.. الذين لم يعرفوا أبداً، كيف يتعايشون مع الأمم،لعنصريتهم، ولعلل في نفوسهم، وأمراض مزمنة فيها، ولضيق وتعصب واضحين في نظرتهم الاعتقادية، ولرؤيتهم إلى ربهم “يهوه “، على أنه قوة الحقد العمياء المنصبَّة على بقية الخلق”الغوييم”، والرغبة الجامحة في تدميرهم وإبادتهم، لا لشيء إلا لأن أولئك الآخرين “الغوييم”ليسوا من شعبه المختار، حسب اسطورتهم،ذلك الشعب الذي لا يكون، ولا ينبغي أن يكون، إلا يهودياً!؟ ولرغبتهم في احتكار “رحمته “التي ينبغي ألا تتسع لسواهم !؟!.
ولذلك رفضوا المسيح ابن مريم،ورسالته، وإلهه..لأن المسيح، عليه السلام، يدعو إلى شيء مغاير، فهو يقول:”ملكوت الله هو هبة الله للبشر أجمعين وأنه يتم بإرادة الله “، فكيف يبقى مثل هذا المرسَل في القدس، وهو يريدها مدينة للجميع، وليست لليهود وحدهم؟!وكيف يأخذون برسالته، وهو يريد أن يوسِّع دائرة المحبة والرحمة لتشمل خلق الله، من غير اليهود.. وفي ذلك شيء من مساواة لليهود بغيرهم من الناس.. وهم عنصريون يعيشون على الغطرسة وبغض الناس.؟!.
وربما لهذا السبب وسواه حوَّل اليهودُ “مكانَ المصلوب “، إلى مرمى للقمامة، ولم يبق في القدس مكان لم يدنَّس على أيدي اليهود الغزاة، وعلى يد سائر الغزاة، والسكان المجلوبين إليها.. أولئك الذين يعبثون بمقدَّراتها، على حساب السكان العرب الأصليين، والهوية العربية، والتاريخ العربي الذي لها، وعلى حساب اللغة العربية في لهجتها “الآرامية “أو سواها من اللهجات، ويتابعون النضال المستمر من أجل استعادتها.
لقد أدى اعتناق الملك قسطنطين الدين المسيحي، بتأثير من هيلانة.. إلى رفع المعاناة عن المسيحيين في المدينة المقدسة، بعد أن كانوا عرضة للاضطهاد من قبل اليهود والرومان؛ ولم يكن أولئك الذين كانوا يعانون إلا من أبناء المنطقة، ومن سكانها الذين آمنوا برسالة ابن مريم. وقد لا قوا تشريداً عن أرضهم، ونفياً، وخوفاً، وفزعاً، في ظل الإمبراطورية الرومانية آنذاك، ومن قبل اليهود الذين كانوا في القدس.
وفي القدس بَنت أم الملك قسطنطين هيلانة الحرَّانية البندقانية، كنيسة القيامة، في المكان الذي فيه قبر المصلوب: ذلك المكان الذي كان قد حوّله اليهود إلى محل لإلقاء القمامة، إمعاناً منهم في اضطهاد المسيحيين وإذلالهم. وبنى قسطنطين كنيسة أخرى، وأخذ وجود الكنائس يتجاور مع الهياكل أو المعابد الرومانية في “إيليا كابيتولينا “، القدس، التي لم يعد فيها وجود لأثر هيكل يهودي.. وقد تم تقُيِّد دخولُ اليهود إلى المدينة، أو مُنِعَ، وكذلك منعوا من الإقامة فيها. ولم يصبح في القدس أبرشية وبطريارك إلا عام 451م، ولكن توجهها إلى ذلك، وتمهيد استحقاقها لـه، بدأ مع جهود قسطنطين وهيلانة وكيرلّس المقدس.
كان نبي الله موسى عليه السلام “يسأل الله أن يدنيه إلى بيت المقدس ولو رمية بحجر، وقد أجيب إلى ذلك “، وبقي بعيداً عنها في صحراء سيناء. ولكن الذين شوهوا رسالته وحرفوا توراته، من الذين وصلوا مع يشوع إلى أطرافها، أو ممن نَسَلوا من بعده فيها، لم يمكِّنوا حتى أنفاس موسى الطيبة، من الوصول إلى القدس، وبقي غريباً عن حلمه.
وذاق فيها عيسى المسيح، عليه السلام، الأمرَّين على يدي أولئك الذين آذوا الأنبياء، وقتلوهم، وصبوا حقدهم على الأمم..لكن القدس بقيت نظيفة منهم بعد هدريان، وقد تسامح قسطنطين ومن تلاه معهم قليلاً، ولكن ليس إلى الحد الذي يقوم لهم فيها هيكل، و”سنهدريم”، ووجود فعَّال، من أي نوع.
وحين واجهت قواتُ هرقل جيشَ المسلمين، وحاصرها ذلك الجيش في القدس، استسلمت لـه، فسَلِّمَت أمرها إليه، وكان ذلك عام 668م واستلم مفتاحها الخليفةُ عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، بناء على طلب أهلها، ممثلين بالبطريارك “صفرونيوس”الدمشقي الأصل. ودخل عمر بن الخطاب القدسَ، أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم.. دخلها بروح الإسلام وسماحته ورحمته وشموله، قائلاً لأهلها:”يا أهل إيلياء، لكم ما لنا وعليكم ما علينا”، دخلها عمر دخولاً مغايراً كلياً لدخول أتباع يشوع بن نون اليهودي إليها، ولدخول الفرس، والرومان، ولدخول غودفري أوف بويلون الصليبي إليها أيضاً، عام 1099م. لقد دمَّر الأُوَلُ المدينة، وقتلوا الناس فيها، وفعل الفرس والرومان شيئاً مشابهاً تقريباً، وخاض غودفراي بدماء المسلمين هو وجنوده، حتى وصلوا إلى كنيسة القيامة.. أما عمر بن الخطاب، فقد دخلها بسلام، ناهياً أهلَها عن السجود له، لأن السجود لا يكون إلا لله تعالى وحده، مقدِّماً إليهم عهدَه الذي عرف:بـ “العُهدَة العُمرية “، ونصُّها هو الآتي:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أعطى عبدُ الله:عمر أمير المؤمنين، أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم وصلبانهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملتّها؛ أنه لا تُسكَن كنائسهم ولا تُهدم، ولا ينقض منها ولا من حيّزها، ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكْرَهون على دينهم، ولا يُضارّ أحدٌ منهم، ولا يسْكُن بإيلياء معهم أحد من اليهود ــ وكان هذا أحد شروط أهل إيلياء للتسليم، بناء على طلب صفرونيوس مطران القدس ــ وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهلُ المَدائن، وعليهم أن يخرِجوا منها الرومَ واللصوص. فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلّي بِيعَهَمْ وصُلُبهَم، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعِهم وصلبِهم، حتى يبلغوا مأمنهم. ومن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان، فمن شاء منهم قَعَدَ وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن شاء سار مع الروم، ومن شاء رجع إلى أهله، فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يُحصَد حصادُهم. وعلى ما في هذا الكتاب عهدُ الله وذمة رسوله، وذمة الخلفاء، وذمة المؤمنين، إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية.
شهد على ذلك:
خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاوية بن أبي سفيان، وكتب وحضر سنة خمس عشرة “.
دخل عمر بن الخطاب القدس مُلبياً، وتفقَّد الأماكن المقدسة، فوجد الصخرة مغطَّاة بالقمامة والأتربة، وهي قبلة اليهود، فنقل التراب والأوساخ عنها بطرف ردائه وقبائه، وفعل المسلمون مثلما فعل، وزار مع البطريرك صفرونيوس كنيسةَ القيامة، وكان فيها ساعةَ حان وقتُ الصلاة، فلم يُصل عمرٌ فيها، مخافة أن يتَّخذ المسلمون من ذلك سابقة، أو يرى القادمون منهم، أن لهم حقاً فيها، ففرش رداء في العراء وصلّى، مخالفاً اختيار كعب الأحبار الذي أشار عليه بأن يصلي والصخرة أمامه، فجعلها خلف ظهره، مستقبلاً الكعبة المشرَّفة. وفي مكان صلاة عمر بن الخطاب أقيم المسجد العُمَرِي.
وعلى الرغم من أن أحد شروط تسليم القدس، كان ألاَّ يدخلها اليهود، فقد خلق المسلمون مُناخاً جعل مسيحيي القدس، يقبلون أن يدخلها اليهود ليمارسوا عباداتهم. واحترم العرب المسلمون حقوق الآخرين، ورفعوا شأن القدس بين المدن، واستعاد سكانُها من العرب شيئاً من حيوية الحضور، وشعروا بأن مدينة الآباء والأجداد القديمة، تعود إليها أصالتُها، ويعود إليها انتماؤها، وقد أصبحت الآن موضع عناية واهتمام.
لم يكن في ذاكرة العائدين إلى القدس، من العرب المسلمين، تاريخُ المعاناة ولا تفصيلاتُ الممارسات التي تعرَّض لها آباؤهم وأجدادُهم العرب في المدينة، على أيدي الغزاة:اليهود والفرس والرومان وما بينهما من أقوام، ولم يدخلوها بعزة الجاهلية، ولا بروح الانتقام لبني قومهم من العموريين:الكنعانيين بشرائحهم الاجتماعية، وقبائلهم وتسميات تلك القبائل، وحقوقهم في ديارهم.. وإنما دخلوها بتسامح الإسلام ورحمته، وبما أوعز به العرب المتشبعون به.. دخلوها بروح من الإيمان رفيع وعميق، جسََّّد معنى التسامح وقيم الإخاء ومقومات العقيدة.
كان ابن الخطاب قد قال للمسلمين في الجابية، وهو في طريقه إلى القدس:
“أيها الناس أصلحوا سرائرَكم تصلُح علانيتُكم، واعملوا لآخرتكم تُكفوا أمرَ دنياكم “. وحين رغب بعضهم إليه، في اتخاذ مظهر يوحي بعزة المسلمين في نظر سواهم، وفي الروم وسواهم ممن يحتلون الشام مظاهر، قال “نحن قوم أعزَّنا الله بالإسلام فلا نطلب بغير الله بديلاً “.وأكَّد لقادة جيش المسلمين حقائقَ، أو ذكّرهم بها، من خلال الخطاب الذي قال فيه لأبي عبيدة بن الجراح:”إنكم كنتم أذلَّ الناس، وأحقرَ الناس، وأقلَّ الناس، فأعزكم الله بالإسلام؛ فمهما تطلبوا العزَّ بغيره يُذلّكم الله “.
عادت سلطة العرب إلى القدس، وعادت سلطتهم إليها، وهم الذين لم تخل منهم يوماً مذ أسسوها في ٣٢٠٠ سنة قبل ميلاد المسيح، واستعادوا هويتها وانتماءها، بعد أن غالبتهم عليها امبراطوريات.. ولكن من خلال عز الإسلام ومفاهيمه وقيمه وشريعته. وإخال أن رميمَ عظام الأجداد فيها، منذ ما قبل اليبوسيين إلى يوم دخلها عُمر، قد اهتز وانتعش وارتاح، في تلك الأيام، لأن السلام عاد إلى مدينة السلام، ولأن المظالم التي اكتسحت أرضها مع عنصريي يشوع وأتباعه، ومن أضرابهم قد توقفت.
في فترة من العصر الأموي ازدادت مكانةُ القدس، المدينة المقدسة في الإسلام، وبنى عبد الملك بن مروان وابنه الوليد بن عبد الملك، قبةَ الصخرة والمسجدَ الأقصى.. أفضل بناء وأجملَه في حينه..وكما قال ابن كثير:”إن صخرة بيت المقدس، لما فُرِغ من بنائها، لم يكن لها نظير على وجه الأرض، بهجة ومنظراً.”. ولم تلق القدسُ من العباسيين العناية ذاتها التي لقيتها من الأمويين.. وتداول الدولة الطولونيون /265-292هـ /والأخشيديون /327–359هـ /وبقي فيها الفاطميون إلى عام /463هـ 1076م /حين انتزعها منهم السلاجقة، وأبقوها في حوزتهم إلى عام /489هـ -1098م /حيث استعادها الفاطميون منهم، ونصَّبوا عليها “افتخار الدولة” والياً، وعلى يديه سقطت القدسُ في أيدي الصليبيين عام /492هـ -1099م /وكان دخولهم إليها دموياً،”مصحوباً بمذبحة مروِّعة “على حد تعبير المراجع التاريخية الغربية ذاتها؛ فقد قتلوا فيها من المسلمين بين ستين وسبعين ألفاً، وقُتِلَ عددٌ كبيرٌ منهم في المسجد الأقصى. وكان الذي حرك الحروب الصليبية، البابا “إربان “بخطابه العاطفي الشهير في كليرمونت 27/11/1095، ونصَّب الصليبيون “غودفري “دوق أسفل اللورين ومقاطعة بويّون، ليكون أول ملك على القدس، فقبل الحكم ورفض اللقب. وبعد وفاته عام 1100م خلفه شقيقه “بولدوين “الأول الذي قَبِلَ اللقبَ والتاج.
ولم يحترم الصليبيون قيمة إنسانية أو دينية يوم دخلوا القدس، ولا هم فعلوا ذلك، طوال مدة احتلالهم لها، الذي استمر تسعاً وتسعين سنة، لم تنته خلالها المعارك بينهم وبين المسلمين؛ وكان أشهرها تلك التي خاضها عماد الدين زنكي ضد جوسلين الثاني، ملك القدس الصليبي عند السور الشمالي للقدس عام 1144م، وانتقم فيها لقتلى القدس يوم دخول الصليبيين إليها.
واستمرت معاناة المسلمين، واستمر وجهودُهم فيها، وجهادهم من أجلها، إلى أن استعاد صلاحُ الدين الأيوبي القدسَ، ودخلها صلْحاً في 27رجب 583هـ . ومعروفة رحمةُ صلاح الدين، ومعاملتُه الطيبة للصليبيين، وعفوه حتى عمَّن لم يستطع دفع الفدية البسيطة التي اتفق عليها مع “باليان بن بيرزان “حاكم القدس، الذي استسلمت في عهده المدينة للمسلمين.
ونظَّف صلاح الدين بنفسه المسجدَ الأقصى، مما لحق به من أذى، وشاركه من معه في ذلك، وكشف عن قبة الصخرة التي كانت قد حُجِبت عن الأنظار، وغسلَها وطهَّرَها، وأعاد للقدس الصورة العُمَرية، وأعاد فيها شيئاً من تلك السيرة العَطرة، وأحضر إلى المسجد الأقصى المنبرَ العظيم، الذي كان نور الدين الشهيد قد أمر بصنعه في حلب، ليكون هدية للأقصى يوم التحرير. غير أن محيي الدين بن الزكي، خطيب صلاح الدين الأيوبي في أول صلاة جمعة أقيمت في القدس، بعد تحريرها، لم يتمتع بشرف اعتلاء المنبر الجديد.. وهو المنبر الذي بقي في المسجد الأقصى إلى أن أحرقه الإرهابيون الصهاينة العنصريون في 21/8/1969بفعل عنصري إرهابي مدروس، نسبوه إلى مجنون.. وما زالوا يستهدفون المسجد الأقصى والقدس.
لم يكن يقيم في القدس، يوم حررها صلاح الدين الأيوبي، يهودٌ، فقد مُنِعوا من السكن فيها من عام 135م إلى 614م حين أعادهم إليها الفرس على يدي خسرو، وبقوا فيها، مع سكانها من العرب، ثلاثة عشر عاماً حتى عام 627م حين ذبحهم هرقل الذي استعاد السيطرة على القدس من الفرس. وبقي اليهود خارجها، تنفيذاً لطلب المسيحيين،الذي تضمنته العهدةُ العُمَريَّة، إلى حين تحرير صلاح الدين للمدينة عام 1187م على الأقل. أي أنهم مُنِعوا من السكن فيها (1052)سنة متوالية على الأقل، بعد السبي الأول والثاني، وبعد المنع السابق، وبعد ما سلفت الإشارة إليه من حوادث عبر تاريخ المدينة.ولا أظن أن حكام الفترات التي تلت ذلك، سمحوا لهم بالإقامة فيها، لا سيما بين عام 1229م يوم سلَّمها الملك الكامل إلى الإمبراطور فريدريك الثاني، واستردها الناصر، ثم سلَّمها ثانية، واستعادها الخوارزميةُ من الإفرنج عام 1244م.
وبقيت القدس نظيفة من اليهود، فيما أقدِّر، في عهد المماليك، وفي العهد العثماني الأول، الذي ابتدأ عام 1516م؛ ولكن التسلل اليهودي المدروس إليها، وفقاً للمشروع الاستعماري الغربي ـ الصهيوني، بدأ عبر ضعف الإمبراطورية العثمانية وانحلالها، وتكاثف منذ سيطر الأوربيون على القرار العثماني، وأصبح لليهود الدونما “أي المهتدون؟!”دور مؤثر في ذلك القرار.. إلى أن صدر وعد بلفور المشؤوم، وبدأ التأسيس الاستعماري للكيان الصهيوني العنصري، دولة في فلسطين، وتمركزاً في القدس. ومنذ احتلال لفلسطين بالإرهاب ومساعدة العدول الاستعمارية، ومنذ احتلال الصهاينة للقدس/حزيران/يونيو ١٩٦٧/والنضال الفلسطيني والعربي لم ينقطع، من أجل تحرير فلسطين، وتطهير القدس من دنس الصهاينة.. وسيقى ذلك مستمراً حتى النصر.
ومن أغرب الغرائب، وأعجبها، أن يصدق أحد في العالم، الصهاينة الكذبة، وأن يستمع إليهم، وأن تنجر خلف أساطيرهم دول.؟! ومن أردأ معالم الانحطاط، في هذا الزمن الرديئ، أن يطل علينا عنصريان موصوفان: ترامب بعجرفة الجاهل بالتاريخ، ونتنياهو الإرهابي الدجال، الأول بعنجهية القوة العمياء، والثاني نصاب ببدلة وربطة عنق، وتاريخ حافل بالإجرام والإرهاب والكذب.. ليعطي الأول للثاني، عاصمة شعب حضوره فيها ملء الزمن والتاريخ، ومدينة يقدسها مليار وسبعمئة مليون مسلم، ومثلهم أو أكثر منهم من المسيحيين.. “هدية”ممن لا يملك، لمن لا يستحق؟! وأن يتجول الإرهابي العنصري نتنياهو في أوروبا، متهماً الأوروبيين بالنفاق، ليجبرهم على تأييد ترامب؟! ويتابع الافتراء بأن القدس “عاصمة لإسرائيل منذ ٣٠٠٠ سنة”؟!
لكن درجة العجب تخف، أو تزول، عندما نستعيد من الذاكرة القريبة، الأساطير التي روج لها اليهود، صهاينة وغير صهاينة،وجلبت لهم “وطناً، ومالاً، وسلاحاً، وتعاطفاً، وتأييداً، وأسلحة نووية مسكوت عنها، ومظلومية.. يقتلون بها شعباً يخططون لإبادته، ويبقون بنظر “دول “في عالم رديئ.. مسموعين، ومصدَّقين، ومقبولين؟!ويبرَّر لهم الإرهاب الذي يمارسونه، وقتل من يدافعون عن أنفسهم ومقدساتهم ووطنهم، بذريعة أنهم “إرهابيون؟!”. إن هؤلاء، الصهاينة، منذ حريق أريحا وإبادة الأحياء والحياة فيها، على يدي يشوع بن نون، وإلى عهد هذا “النتنياهو”، وعهد من سبقه من صهاينة الإرهابيين العنصريين، المحتلين للقدس وفلسطين، أيديهم وإفواههم وقولوبهم، ملطخة بدم الأطفال والمدنيين الفلسطينيين.
لا أقول إن هذا الإرهابي العاهة، ببدلة رسمية وربطة عنق،هو ليس دجالاً جاهلاً فقط، مثله مثل الصهيوني ترامب، بل هو كذاب، ومجرم خطر على الأخلاق، والحقيقة، والقيم، والبشر.. يحاول أن يبيع العالم أساطير وأكاذيب، ليجني أموالاً وأسلحة وتعاطفاً سياسياً، وتأييداً لإرهابه، وسكوتاً على القتل الذي يماررسه جيشُه ومستوطنوه ومواطنوه، منذ عقود من الزمن.. ضد الشعب الفلسطيني.. شعب يبوس، أورسالم، إيلينا كابتولينا، القدس.. الشعب البطل، الذي سيبقى، وسيبقى، وسينتصر، ويستعيد القدس وفلسطين، وطنه التاريخي.. بالصبر، والإيمان والمقاومة المشروعة.. وبمساعدة أمته وأحرار العالم.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 1604 / 2165924

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع علي عقلة عرسان   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2165924 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 22


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010