الثلاثاء 4 أيار (مايو) 2010

المفاوضات خيانة للدماء والمقدسات !!

بقلم: إسماعيل الثوابتة
الثلاثاء 4 أيار (مايو) 2010

سلوك غريب وتغطية واضحة على الجريمة السياسية التي ترتكبها حركة فتح ممثلة برئيسها محمود عباس بحق الشعب الفلسطيني وبحق دماء الشهداء، وبحق المقدسات التي تهود على مرأى ومسمع المفاوضين والشعب الفلسطيني المكلوم.

أبواق إعلامية وماكنة تضليلية كاذبة تشغّلها حركة “فتح” كلما حان وقت ممارسة الفاحشة السياسية المتمثلة في خيانة دماء الشهداء والجرحى وآهات الأسرى والمقدسات، ولعل آخر أوراق هذه الخيانة والعبث بمصالح الشعب الفلسطيني هو التصريح الذي أدلى به أحمد عساف الناطق باسم فتح، حينما قال أن “انقلاب حماس يضعف الموقف التفاوضي”، وهنا نحن بصدد الحديث عن موضوعين اثنين.

الأول وبشكل موضوعي هو أن حركة حماس لم تنقلب على الشرعية الفلسطينية، ولكن الذي انقلب على الشرعية هي حركة “فتح” التي تتنكر لحقوق الآخرين، وترفض قبول الآخر، وتريد الانفراد بمصالح الشعب الفلسطيني والإلقاء بها في المتاهات والمجهول، ولا تريد التعددية السياسية.

إن الانقلاب الأسود الذي نفذته حركة “فتح” من خلال انقلابها على حكومة الوحدة الوطنية، وتشكيل حكومة لم يتم المصادقة عليها من المجلس التشريعي المنتخب، يؤكد أن “فتح” ماضية في طريق الهلاك والرذيلة السياسية، وتضييع الحقوق والثوابت، وهذه حقيقة يدركها كافة أبناء شعبنا الفلسطيني الصامد المكلوم.

أما الثاني فهو أن هذا التصريح يظهر منه رائحة الخيانة العلنية للدماء والمقدسات، فهو يريد أن يسوق المفاوضات العبثية والفضيحة المجلجلة لحركة فتح ويربط ذلك بما اسماه الانقلاب، ونحن ندعوه إلى احترام عقل المواطن الفلسطيني، فمن الأولى أن تدين الجريمة السياسية التي تنوي سلطة “فتح” ارتكابها بحق الحقوق والثوابت الفلسطينية، من خلال خوض المفاوضات العبثية مع العدو “الإسرائيلي”، وإننا نتساءل أين تلك التصريحات التي أدلى بها عباس وكل ناطقي فتح حينما قالوا: “لا مفاوضات إلا بوقف الاستيطان؟؟!!”.

أما محاولة تسويق “فتح” لـ “مفاوضات تجريها حماس مع العدو الإسرائيلي” فهي سياسة فتحاوية مفضوحة، تؤكد على الانحدار القيمي والأخلاقي الذي وصلت له الحركة المرتهنة مصالحها بالمال السياسي.

لقد جربنا نحن الفلسطينيون المفاوضات العبثية التي انفردت بها “فتح” عبر سنوات عجاف، بعند وصلف، فما وجدنا غير التراجع ومزيد من الخسائر الفادحة على صعيد ثوابت وكرامة القضية الفلسطينية.

كفا يا “فتح” استهتارا بالشعب الفلسطيني، وكفا عبثا بالثوابت الفلسطينية، وعليكم العودة إلى حضن الشعب الفلسطيني، بدلا من الارتماء في أحضان العدو “الإسرائيلي” والإذعان إلى المطالب الأمريكية بالتنازل عن المقدسات وحق العودة والتخلي عن الثوابت الفلسطينية، اتركوا المفاوضات العبثية، لأن في ذلك مفسدة عظيمة لكم ولشعبكم وأمتكم، وإن التاريخ لا يرحم.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2178822

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع المنبر الحر   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2178822 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 24


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40