الجمعة 12 كانون الثاني (يناير) 2018

خطة نتنياهو: أحفاد اللاجئين ليسوا لاجئين!

علي حيدر
الجمعة 12 كانون الثاني (يناير) 2018

بعد إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، توالت القرارات السياسية والخطوات القانونية في تل أبيب، التي تستهدف كل العناوين المفترض أنها قضايا عالقة ويجري بحثها وحلها في إطار تسوية نهائية بين السلطة وإسرائيل. فعلى مستوى الضفة المحتلة، أصدرت اللجنة المركزية لحزب «الليكود» قراراً بضمها إلى إسرائيل عبر ضم المستوطنات المقامة عليها، وصدّق الكنيست على قانون «القدس الموحدة»، والآن جاء دور قضية اللاجئين.

من هنا، لم يكن قرار قضية تقليص تمويل «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (الأونروا) في هذا التوقيت أمراً عرضياً، ولم يكن طرحه، أميركياً وإسرائيلياً، في أعقاب سلسلة قرارات وخطوات من الطرفين، إلا امتداداً واستكمالاً لمخطط مرسوم بدقة، كما يكشف سياق القرار ومضمونه، ويهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية. لذلك، كانت مسارعة نتنياهو إلى إعلان تأييده قرار ترامب تقليص تمويل «الأونروا» باعتباره مدخلاً لإنهاء مشكلة اللاجئين الفلسطينيين عبر إبقائهم حيث هم.
وقضية اللاجئين الفلسطينيين نظرياً هي إحدى القضايا العالقة بين السلطة والكيان الإسرائيلي، وحلّها كان مؤجلاً حتى التوصل إلى تسوية نهائية للصراع بينهما. وقبل قرار ترامب وبعده، يوجد إجماع إسرائيلي على رفض عودة اللاجئين الفلسطينيين في أي تسوية مفترضة، خاصة أن هذا الأمر يهدد الهوية اليهودية للدولة ويقوض استمرارها ويقلقها أمنياً. في المقابل، يعني مجرد تبني خيار التسوية السياسية مع الكيان الإسرائيلي بالضرورة الاستعداد لصيغة تطمئن الإسرائيلي، والبحث عن حلول للقضية خارج إطار العودة.

- «هآرتس»: نتنياهو يفضّل تقليص الميزانيات للأونروا تدريجاً

وكما عمد الأميركي إلى محاولة تصفية قضية القدس عبر حسم الموقف منها، قبل أي تسوية نهائية، يعمد هو والإسرائيلي إلى تصفية ما بقي من قضايا متعلقة بقضية اللاجئين، حتى لا يبقى هناك أي ذكر لهذه القضية، على قاعدة أنه لم يعد يوجد لاجئون كي تبحث عودتهم إلى فلسطين المحتلة. وانسجاماً مع مبدأ التناغم والتكامل بين واشنطن وتل أبيب، حرص مكتب نتنياهو على أن يؤكد في بيان أن رئيس الحكومة «يدعم النهج الدقيق الذي يتبناه الرئيس ترامب ويؤمن بضرورة اتخاذ خطوات عملية لتغيير الموقف الذي تخلد بموجبه الأونروا».
في هذا السياق، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر ديبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن نتنياهو «يفضّل تقليص الميزانيات (للأونروا) تدريجاً، رغم التباين داخل الإدارة الأميركية في هذا الشأن». ويبدو أن رئيس حكومة العدو يهدف إلى اعتماد المرحلية في التقليص تفادياً لتداعيات تؤدي إلى إعادة تصدير القضية في المشهد السياسي نتيجة ما قد يترتب عن تقليص واسع يترك أثره السلبي الكبير في اللاجئين.
في كل الأحوال، يرى القادة الإسرائيليون أن «الأونروا» تخلّد مشكلة اللجوء الفلسطيني لكونها ما زالت تتعامل معهم على أنهم لاجئون، وهو ما يعني بالضرورة أن لهم وطناً هُجِّروا منه قسراً، فيما تسعى إسرائيل إلى حل هذه القضية عبر توطينهم في البلاد التي يقيمون فيها. لذلك، حرص نتنياهو على شنّ هجوم لاذع ضد الوكالة الدولية خلال جلسة الحكومة أمس، مشدداً على اتفاقه التام مع الانتقادات اللاذعة التي وجهها ترامب إلى «الأونروا»، ولافتاً إلى أنها تساهم في الإبقاء على مشكلة اللاجئين وتحافظ على «رواية ما يسمى حق العودة بهدف القضاء على دولة إسرائيل، وبالتالي يجب على الأونروا أن تنقضي».
وادعى نتنياهو أن «الأونروا منظمة أقيمت بصورة منفردة قبل 70 عاماً فقط من أجل اللاجئين الفلسطينيين، فيما توجد لجنة تابعة للأمم المتحدة لمعالجة مشكلات بقية اللاجئين في العالم، وبطبيعة الحال، هذا يخلق وضعاً تعامل فيه الأونروا أحفاد اللاجئين الذين لا يعتبرون لاجئين على أنهم كذلك، وبعد مضي 70 عاماً يتعامل أحفاد أحفاد اللاجئين على أنهم لاجئون، لذا يجب وقف هذه السخافة». وتابع: «قدمت اقتراحاً بسيطاً بنقل التمويل المخصص للأونروا تدريجاً، إلى مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين»، وذلك لتقديم الدعم إلى اللاجئين الحقيقيين، لا إلى لاجئين وهميين».
في إطار متصل، رأى وزير الاستخبارات إسرائيل كاتس، أن «الأونروا هي التي تخلد اللجوء... من خلال تمويل أحفاد الأحفاد الذين يصنفون لاجئين. مصلحة إسرائيل اليوم هي حل مشكلة اللاجئين حيث يقيمون، وهذا النقاش هو الأكبر منذ عام 1948، لذلك قرار ترامب كفكرة وكتوجه أمر جيد، ومع ذلك هذا قرار أميركي ومال أميركي. إنها مئات ملايين الدولارات ولا يريد أن يمنحها لمن لا يوجد منه جدوى ولا يأخذ بالاعتبار سياساته».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2165504

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165504 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010