السبت 27 كانون الثاني (يناير) 2018

عباس ينجح في الإفلات من جديد .....

السبت 27 كانون الثاني (يناير) 2018 par رئيس التحرير

قال حصان تيّار التصفية للقضية الفلسطينية محمود عباس، من داخل المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، والذي جمعه في رام الله، وبشكل واضح، في مفتتح نشيده المتصل، والذي استمر لأكثر من ساعتين ونصف، قال: أنه لم يتنازل عن ثابت من ثوابت المجلس الوطني الفلسطيني، والذي عقد في الجزائر عام 1988، وشرعن لمسار التصفية السياسية للقضية الفلسطينية علنا، مستبدلا تحرير فلسطين، بدولة فلسطينية ، يتم تقاسم أرض فلسطين التاريخية بموجب صفقتها، مع المحتلين ومع داعميهم في هذا العالم.

محمود عباس يريد أن يقول أنه غير مسؤول عن الذي تم في الجزائر بخفض سقف ثوابت القضية الفلسطينية، وهو لغاية الآن لم يتنازل عن العودة ولا عن القدس ولا عن الدولة في الضفة وغزة، وبذلك فهو لم يخن،ولم يغدر، ولم يفرّط! وعباس إذ يقول ذلك يستند إلى ما أخبره به مستشاروه بأن هذا هو لب المسألة، فما دمت لست مسؤولاً عن أي نقص واضح من زاوية النظر هذه، فيمكنك الاتكاء عليها، واستغفال الحركة الوطنية الفلسطينية دهراً جديداً، لحين حدوث مصيبة جديدة تستدعي عقد المجلس المذكور نفسه، ولحينها يمكن ترداد نفس هذه الأسطوانة مع بعض الاضافات المسرحية المبتكرة، على غرار «يخرب بيتك» لترامب، ومثيلاتها.

من ناحية أخرى يروي عباس كيف أنه كان من المؤسسين لنهج الاتصالات مع الصهاينة منذ السبعينات، ويروي كيف أنه كان في مقدمة الطارحين لهذا المسار والمصرين عليه، وكيف أنه تقدّم على السرطاوي وأمثاله في هذا الانحراف المبكّر والذي سبق بالطبع قرارات الجزائر إياها، هذا عباس الماضي هو نفسه الذي يحتفي بمن يجتمع به من الأحزاب والشخصيات الصهيونية ليردد عليها شغفه بموسيقى وأغاني مطربين صهاينة، ثم لا يلبث أن يؤكد لهم أن «اسرائيل وجدت لتبقى»، وأنه عدو للانتفاضات والارهاب، وأنه طالما هو في مقر السلطة لن يكون هناك ما يدعوا المجتمع الصهيوني للقلق، فالتنسيق مع أجهزة مخابراتهم «مقدس».

التكتيك الذي اتبعه عباس هذه المرة بسيط للغاية في إعادة إنتاج نفسه مجددا في الساحة الفلسطينية المقطّعة والمشتتة بعد أن وصلت كل مساراته العبثية السابقة إلى ما وصلت إليه، وبعد أن شطب العدو «القدس» و«العودة » و«الحدود » و«الدولة» اياها ، وأبقى لعباس ومن معه هامش سلطة دون سلطة محدودة وضيقة في حدود مضبوطة بيد منسق شؤون حكومة العدو في الضفة المحتلة التي بدأت إجراءات حكومة الاحتلال بضمها، هذا التكتيك قائم على أساس بهرجة إعلامية فارغة تدّعي أن المشكلة هي« رعاية» ترامب وما قاله ترامب عن «صفقة العصر» ، وبالتالي هو يرفض رعاية ترامب ويريد استبدالها برعاية دولية ويرفض صفقة القرن التي هي صفعة ويريد صيغة جديدة ما.

وفق هذا التكتيك الذي سينتهي حتما بإذعان عباس للولايات المتحدة وما تقوله اليوم أو غدا ، سيستمر عباس في متابعة ذات المشروع التعايشي مع العدو على الأرض المحتلة، وسيستمر« بتنسيقه المقدس»، وسيستمر بالقول أنه لا بديل عن نهج المفاوضات إلا المفاوضات، فالمطلوب في مسألة القدس أو حق العودة أو غيرها، فالمطلوب هو فقط «نوع الراعي»، والمطلوب نوع المفاوضات، لم تنته القدس ،ولم يشطب حق العودة ،ولم تتبخّر الدولة التي كانت هي التبرير للانحراف الأساس في نهج التصفية ومن سار عليه، وهكذا سيستمر تيّأر التصفية في الإمساك بعنق القضية الفلسطينية وعصرها لصالح المشروع التفريغي الاستيطاني الصهيوني، وسيستمر النظام العربي من حوله بالمشاهدة والمراقبة.

والسؤال: ما هو دور بقية الفصائل والقوى والشخصيات التي تقول أنها تمثل خط المقاومة وخط التحرير والتحرّر الوطني ؟ هل ستعطي عباسا المزيد من الوقت وتثبت أنها فاقدة لعنصر القيادة والحسم والانقاذ الوطني ؟!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 143 / 2165557

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

31 من الزوار الآن

2165557 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 32


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010