الخميس 2 أيلول (سبتمبر) 2010

اتفاق مرحلي

الخميس 2 أيلول (سبتمبر) 2010

ما هو المشترك بين باراك اوباما، وجورج بوش، وبيل كلينتون، وهيلاري كلينتون، وبنيامين نتنياهو، وايهود اولمرت، وايهود باراك، وتسيبي ليفني، ومحمود عبّاس، وحسني مبارك، وملك الاردن عبدالله، وملك السعودية عبدالله، ونيكولا ساركوزي، وانجيلا ميركيل، وديفيد كاميرون، وسلفيو برلسكوني، وفلاديمير بوتين، وهو جنتاو، وبان كي مون؟ التصور العام. فرغم جميع الفروق والتناقضات بين هؤلاء الاشخاص الاجلاء، يشتركون جميعا في التزام محاولة انهاء الصراع «الاسرائيلي» ـ الفلسطيني باتفاق دائم شامل فوري. سلام تام، وسلام نهائي وسلام الآن.

إن يوسي بيلين هو أبو آباء التصور. فبعد توقيع اتفاق اوسلو على الفور، في 1993، أدرك السياسي «الاسرائيلي» الخصب اللامع، أن الاتفاق الذي أنتجه سيفضي الى طريق مسدود. لهذا سارع الى فتح قناة محادثة مباشرة مع محمود عبّاس، وبعد انقضاء سنتين من المحادثات صاغ اتفاق أبو مازن ـ بيلين. كانت الوثيقة مدة خمس سنين لب ولباب جماعة السلام «الاسرائيلية». وكانت ترى برهانا ساطعا على أن اتفاق السلام «الاسرائيلي» ـ الفلسطيني في متناول اليد. لكن عندما مضى ايهود باراك الى كامب ديفيد في صيف 2000 بيّن انها ليست لبا ولا لبابا ولا دببة ولا ذبابا. فالفلسطينيون غير مستعدين لتقاسم البلاد بالسلام.

لم يحجم بيلين؛ فقد سارع الى بدء تفاوض مع مجموعة من المسؤولين الفلسطينيين الكبار، وأتى العالم في 2003 بمبادرة جنيف. وكانت مبادرة جنيف مدة خمس سنين لب ولباب جماعة السلام الدولية. وكانت ترى شبه برهان ساطع على أن الاخفاق في كامب ديفيد كان عرضيا وأن اتفاق سلام «اسرائيلي» ـ فلسطيني في متناول اليد. لكن عندما مضى ايهود اولمرت الى انابوليس في 2007 ـ 2008 تبين أنها ليست لبا ولا لبابا ولا دببة ولا ذبابا. ورغم أن أناس جنيف هم الذين أجروا المسيرة السياسية المجددة، لم ينجحوا في جعل أبي مازن يوقع على السلام الذي وعد به منذ 1993. تبين مرة أخرى أن الفلسطينيين غير مستعدين لتقاسم البلاد بالسلام.

ومع ذلك كله، ورغم اخفاق التصور المدوي فإنه ما يزال معنا. فما يزال التصور يوجه سياسة الولايات المتحدة ويسيطر على الخطاب الدولي. يقتضي التصور من طائفة من زعماء «الشرق الاوسط» العمل على حسب نظام سياسي مخطىء من أساسه. يعقد التصور في هذه اللحظات في واشنطن مؤتمر سلام لا ثمرة منه.

يمكن أن نتفهم عبّاسا. يبدو أنه آخر لاجىء يترأس الحركة القومية الفلسطينية. فقد سكنت عائلته وعائلتي مدة مئات السنين في المدينة نفسها أي صفد. إن احتمال أن يتخلى ابن صفد عن صفد يؤول الى الصفر. وفكرة أن يتخلى لاجىء فلسطيني عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين فكرة لا أساس لها.

إن أبو مازن شخص ايجابي يعارض الارهاب لكنه بعيد عن انهاء الصراع. ليست له عناية بانهاء الصراع ولا قدرة على انهائه. وكما مضى اسحاق شامير الى مؤتمر مدريد، فإن ابو مازن مستعد للمضي الى كل مؤتمر غير ذي طائل لا يطلب اليه أن يدفع فيه ثمنا حقيقيا عوض الممتلكات السياسية التي يجمعها.

لا يمكن تفهم الآخرين: اوباما وبوش، وكلينتون، وكلينتون، ونتنياهو، واولمرت، وباراك، وليفني، ومبارك، وعبدالله.... ألم يتعلموا شيئا ولم ينسوا شيئا؟ ألا يعلمون أنه حتى بيلين قد صحا؟ أهم مستعدون حقا لجعل السلامة السياسية تعمي عيونهم؟

الطريقة الوحيدة لمنع انهيار المسيرة التي تبدأ اليوم في واشنطن هي أن يُستبدل سريعا بالتصور الفاشل تصور سياسي وواقعي. ربما دولة فلسطينية في حدود مؤقتة، وربما اخلاء جزئي للمستوطنات، وربما حل خلاق آخر. لكن شيئا واحدا واضح: اذا صاغ اوباما ونتنياهو وعبّاس فقط في القريب نوعا ما من اتفاق مرحلي فسيكون من الممكن تقريب السلام ومنع الانهيار.

- [**أري شفيت | «هآرتس» | 2 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2181432

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2181432 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40