السبت 17 شباط (فبراير) 2018

لماذا بعد إسقاط الـ أف 16 هناك تحوّلٌ كبيرٌ؟

السبت 17 شباط (فبراير) 2018 par حميدي العبدالله

وصف معلقون إسرائيليون ما جرى يوم السبت الماضي وسقوط طائرة أف 16 وإصابة طائرة إسرائيلية من طراز أف 15 بأنه «أكثر من مواجهة، وأقلّ من حرب». بل ذهبت صحيفة «هآرتس» أبعد من ذلك، وقالت إنّ افتراض «التفوّق بالقوة وصل إلى النهاية».

معروف أنّ الطرف الإسرائيلي هو الطرف الأقوى في معادلة الصراع القائم بين منظومة المقاومة من جهة، وبين العدو الصهيوني وحلفائه الأميركيين وبعض حكومات المنطقة من جهة أخرى. الأطراف الفاعلة في هذا الصراع إضافةً إلى الكيان الصهيوني، هي الولايات المتحدة وتركيا والمملكة العربية السعودية، ولا سيما عند الحديث عن الحرب على سورية، وهي ساحة المواجهة الأهمّ بين الطرفين.

إسقاط الطائرة الإسرائيلية أف 16 وإصابة طائرة أخرى من طراز أف 15، وما يمثله ذلك من كسر التفوّق الجوي الإسرائيلي، ودلالات ذلك لجهة جاهزية القوات السورية وتحديداً وسائل الدفاع الجوي لإسقاط طائرات أميركية، مثلما حدث عام 1983 في لبنان، وأيضاً إسقاط طائرات تركيا من طراز الطائرة الإسرائيلية التي سقطت في سورية، كلّ ذلك معطوفاً على مواقف حلفاء سورية الذين أعلنوا على لسان قائد عمليات حلفاء الجيش السوري، وبيان حزب الله حول إسقاط الطائرات الإسرائيلية، ودعوة روسيا إلى احترام سيادة سورية وعدم تعريض الجنود الروس المنتشرين في سورية للخطر، ورفضها لأيّ عدوان على سورية، يؤكد حصول تحوّل كبير. يعزز هذا التحوّل أنّ الأطراف الأخيرة التي اعتدت على سورية، بعضها أقلّ قوة من «إسرائيل» وبعضها حتى لو كان أكثر قوة من «إسرائيل» فلديه متاعب وتحدّيات كثيرة. فالولايات المتحدة تواجه تحدّي التورّط في حرب ثالثة غير حربيها على العراق وأفغانستان التي لم تحقق فيهما أيّ نجاح، وباتت هذه الحروب عبئاً عليها، وترفض غالبية الشعب الأميركي وحتى النخبة الحاكمة التورّط في حرب ثالثة أكثر خطورة، كما أنّ قواتها في سورية تتواجد في منطقة محدودة، ومحاصرة من كافة الجهات، وتركيا تواجه متاعب الحرب مع حزب العمال الكردستاني والآن غزوها لعفرين يعزّز مآزقها ويجعلها في وضع صعب لا يؤهّلها لأن تستمرّ في أن تكون الطرف الأقوى في الحرب على سورية. أما المملكة العربية السعودية، فهي باتت غارقة في رمال الحرب اليمنية، وما ترتبه هذه الحرب من كلفة مالية وبشرية، تدفع الحكومة السعودية لإعادة النظر بأولوياتها، وهذا ما يعكس الخسارة في الحضور التمويلي وإرسال الإرهابيين إلى سورية لأنّ الأولوية لجبهة اليمن.

كلّ ما تقدّم يؤكد أنّ الدول التي انخرطت في الحرب على سورية، باتت تواجه تحديات تجعل سورية وحلفاءها في وضعية أفضل، وهذا ما يعني تراجع القدرة الإسرائيلية على المزيد من الاعتداء على سورية، ورفع كلفة أيّ اعتداء جديد، وكلّ ذلك يشكل تحوّلاً كبيراً وربما غير مسبوق في معادلة القوّة بين معسكر المقاومة والمعسكر المعادي.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 42 / 2177328

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع كتّاب إلى الموقف  متابعة نشاط الموقع حميدي العبدالله   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

22 من الزوار الآن

2177328 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 25


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40