الجمعة 23 شباط (فبراير) 2018

قاعدة الغوطة الشرقية الإرهابية آيلة للسقوط...

الجمعة 23 شباط (فبراير) 2018

معن حمية

الإرهابيون على اختلاف تنظيماتهم وولاءاتهم الخارجية، حوّلوا الغوطة الشرقية قاعدة إرهابية، ومنصة للصواريخ والقذائف التي تستهدف أحياء دمشق وتقتل المدنيين الآمنين، لا سيما الأطفال منهم. وهؤلاء الإرهابيون انتهكوا بأفعالهم الإجرامية اتفاق «مناطق خفض التصعيد»، وحيال هذا الواقع المرير، لم يعد أمام الدولة السورية من خيار، سوى تحقيق مطالب السوريين بالقضاء على الإرهابيين في الغوطة الشرقية للتخلص من كابوس الإرهاب اليومي.

الدولة السورية مسؤولة عن أمن السوريين وأمانهم، وهي لن تتوانى عن تحمّل مسؤولياتها في هذا الخصوص، وكما بات واضحاً فإنّ قرار الحسم اتخذ، لأن سورية تدرك بأنّ الغوطة الشرقية ليست قاعدة للإرهابيين وحسب، بل هي قاعدة لكلّ رعاة الإرهاب، وأنّ كلّ هذا الضجيج الذي تُحدثه الدول الراعية للإرهاب حول الغوطة الشرقية تحت عناوين إنسانية مزعومة، يندرج في سياق المحاولات الحثيثة لإبقاء هذه القاعدة مصدر تهديد لدمشق وأهلها.

الموقف السوري بشأن التعامل مع مصادر التهديد لمدينة دمشق حُسم، والتنفيذ على عاتق الجيش السوري الذي يمتلك قدرات كبيرة وخبرات قتالية عالية، تمكّنه من إنجاز المهمة، في فترة زمنية قصيرة جداً، غير أنّ القيادة العسكرية السورية تدرس كلّ خطواتها بعناية، لأنّ المجموعات الإرهابية تتخذ من المدنيين دروعاً بشرية، في حين أنّ الجيش السوري يعمل على تنفيذ عملية عسكرية نظيفة توقع بالإرهابيين حصراً.

في المقابل، يدرك رعاة الإرهاب أنّ بقاء الغوطة الشرقية تحت سيطرة المجموعات الإرهابية بمثابة قاعدة متقدمة لهم على تخوم دمشق، وأنّ خسارة هذه القاعدة يفقدهم أهمّ الأوراق التي يستخدمونها ذريعة للتصعيد السياسي والعسكري، ولهذا السبب تصاعد في الأيام الماضية اللعي والنعي من قبل مسؤولين في الدول الراعية للإرهاب وآخرين أمميين ومغرّدين لبنانيين من فئة الـ «بك» الفاقدة الصلاحية والتي هي من مخلفات العثمانية البائدة.

إنّ كلّ هذا اللعي التجييشي وكلّ هذا الضجيج الإعلامي الذي يمارسه رعاة الإرهاب مباشرة، وبواسطة مؤسسات دولية غبّ الطلب الأميركي وعبر مجموعات وشخصيات غرائزية حاقدة وموتورة، الهدف منه تأمين الحماية للمجموعات الإرهابية بما يضمن استمرار جرائمها بحق السوريين.

وعليه، فإنّ حلفاء سورية، وخصوصاً روسيا التي رعت اتفاق مناطق خفض التصعيد، ستحبط مفاعيل الحملات المضللة بضبط إيقاع مجلس الأمن الدولي الذي يبحث الوضع في سورية، وبالتالي فإنّ أيّ قرار سيصدر عن المجلس، يحتاج إلى موافقة روسية، وهذه المواققة لن تحصل إذا أصرّ رعاة الإرهاب على قرار يغطي على جرائم المجموعات الإرهابية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 26 / 2165504

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات العدد   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165504 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010