الجمعة 3 أيلول (سبتمبر) 2010

عرض تلفزيوني خال من الاثارة

الجمعة 3 أيلول (سبتمبر) 2010

بدأت المفاوضات المباشرة بين الطرفين الفلسطيني و«الاسرائيلي» برعاية امريكية في واشنطن، وشاهد العالم عبر شاشات التلفزة مصافحة اخرى بين «الرئيس» محمود عبّاس وبنيامين نتنياهو، انتقلا بعدها الى اجتماع ثنائي مغلق اقتصر عليهما دون مشاركة الوفد المرافق.

السناتور جورج ميتشل مبعوث السلام الامريكي قال ان بلاده ستلقي بكل ثقلها خلف العملية التفاوضية، وان السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية ستحضر الجولة التفاوضية القادمة التي ستعقد في منتصف الشهر الحالي في «مكان ما» في المنطقة، يرجح الكثيرون انه منتجع شرم الشيخ.

الامريكيون يعتقدون انهم حققوا انجازاً كبيراً بجمع الطرفين امام عدسات التلفزة، وكسر ما يعتقدون انه الحاجز النفسي الذي ادى الى انقطاع المفاوضات المباشرة حوالي عامين تقريباً، ولكن الصعوبات التي ادت الى هذا الانقطاع مازالت قائمة.

نتنياهو حرص في كلمته المختصرة التي القاها في «الحفل» التمهيدي لانطلاق المفاوضات برعاية الرئيس باراك اوباما وحضور كل من الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، حرص على مطالبة «الرئيس» عبّاس بالاعتراف بـ «اسرائيل» كدولة يهودية، ومركزاً في الوقت نفسه على ان قيام اي دولة فلسطينية مرتبط بقدرتها على تحقيق الامن لدولة «اسرائيل» وسكانها.

لم يتحدث نتنياهو عن الاستيطان، ولم يتجاوب مع طلب «الرئيس» عبّاس بضرورة وقفه او رفع الحصار عن قطاع غزة، واستناد المفاوضات الى مرجعية قرارات الشرعية الدولية، فقط ركز على الامن ويهودية الدولة «الاسرائيلية».

الجانب الاستعراضي الاعلامي تحقق، ومن المفترض ان تبدأ المفاوضات الجدية في الجولة المقبلة، حيث من المتوقع ان تكون شبه حاسمة في تحديد مسار الجولات الاخرى، خاصة انها ستسبق موعد انتهاء فترة التجميد للاستيطان بعشرة ايام، وهو الموعد الذي يرى الكثيرون انه موعد مفصلي بالنسبة الى الجانب الفلسطيني على الاقل.

لا نعرف ماذا دار في الاجتماع المغلق بين عبّاس ونتنياهو، ولكن ما نعرفه ان اجتماعات مغلقة مماثلة بين الاول وايهود اولمرت رئيس الوزراء «الاسرائيلي» السابق لم تؤد الى تحقيق اي تقدم في المفاوضات او وقف بناء وحدة استيطانية واحدة في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة.

الثمرة الاولى للمفاوضات المباشرة رأيناها يوم أمس من خلال التعاون العلني بين اجهزة الأمن «الاسرائيلية» ونظيرتها الفلسطينية في اعتقال العشرات من ابناء الخليل في اطار البحث عن منفذي عملية اطلاق النار على المستوطنين «الاسرائيليين» ومحاولة اعتقالهم، لدرجة ان نتنياهو لم يتردد في الاشادة بدور اجهزة الأمن الفلسطينية في هذا الاطار.

نخشى ان تكون كل التسريبات حول احتمالات فشل هذه المفاوضات مجرد قنابل دخانية للتغطية على طبخة ما، جرى اعدادها طوال الأشهر الماضية في لقاءات سرية، ويتم الاعلان عنها في نهاية المفاوضات أي بعد عام.

نحن أمام مرحلة مفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية، الحلقة الأضعف فيها هو «الرئيس» عبّاس الذي يفاوض دون تفويض من شعبه، ويبدي استعداداً للرضوخ للضغوط الامريكية و«الاسرائيلية»، فاذا كانت هذه الضغوط نجحت في اجباره على حضور المفاوضات المباشرة التي اقسم بأغلظ الايمان انه لن يعود اليها الا اذا تحققت شروطه، فماذا يمنع رضوخه لضغوط اخرى للتوقيع على اتفاق سلام وفق الشروط «الاسرائيلية»؟

- [**رأي صحيفة «القدس العربي» اللندنية.*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 6 / 2178039

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178039 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40