الخميس 2 أيلول (سبتمبر) 2010

«رحلة» بلير في مذكراته ... (الحلقة الأولى)

الخميس 2 أيلول (سبتمبر) 2010

[**هل هي محاولة لطمس الحقائق وإنكار ما جرى؟*]

هذا هو الكتاب الذي أثار عاصفة عاتية قبل أن يصدر ومن المؤكد أن المعلومات المثيرة التي تضمها صفحاته التي تزيد على 70 صفحة ستؤدي إلى عواقب وخيمة على حزب العمال، وكذلك سيكون لها صداها الداخلي والعالمي. ولم يحدث من قبل أن أثارت مذكرات سياسية هذه الضجة على نطاق واسع، خاصة أن توني بلير صاحب هذه المذكرات التزم الصمت لثلاثة أعوام بعد أن استقال من منصبه كزعيم لحزب العمال ورئيس للوزراء في بريطانيا ويبدو أن بلير رأى أن هذا الوقت هو المناسب بالنسبة له لكي يكشف المستور ويستعرض خبايا ووقائع عديدة كانت في نطاق الكلام غير المباح من قبل.

ولكن بعض المراقبين يتهكمون على بلير ورحلته التي يصفونها بأنها كانت رحلة إنكار كان الهدف الرئيس من الإقدام عليها واستكمال مشوارها الطويل هو السعي إلى تبرير أخطاء فادحة والإصرار على عدم الإحساس بفداحة عواقب مغامرات خطيرة مثل غزو العراق. ومن الواضح أن توني بلير الذي أثار جدلاً كبيراً خلال فترة حكمه التي استمرت لأكثر من عشرة أعوام لا يزال شخصية جذابة بوسعها أن تكون محط الأنظار ومحور الحديث اليوم، فإن بريطانيا كلها مشغولة حالياً برصد كل عبارة يقولها بلير في هذا الكتاب الذي يصفه البعض بأنه «قنبلة سياسية موقوتة» سيكون لها آثارها المدمرة على خليفته وصديقه اللدود غوردون براون الذي يصفه في المذكرات بأنه مصاب «بمس من الجنون»، وكذلك بأن لجأ إلى الابتزاز لكي يصبح رئيساً للوزراء. ويقول رئيس الوزراء السابق إنه كان يعلم بأن زعامة براون لحزب العمال ستكون بمثابة كارثة وخاصة لأن خليفته لن يتمكن من تحقيق النصر في الانتخابات البرلمانية التي أسفرت عن هزيمة نكراء للعمال في شهر مايو (أيار) الماضي حقاً.

[**الأمريكيون وخاصة الصقور كانوا يسعون إلى غزو دول أخرى مثل سوريا*]

يكشف بلير في صفحات الكتاب عن تفاصيل الصراع الدامي الذي خاضه ضد براون وبالرغم من أن بريطانيا كلها كانت تعلم بتوتر علاقات الرجلين وخلافاتهما العاصفة إلا أن حجم الهوة الساحقة ومدى العداوة المستحكمة بينهما لم تكن واضحة على هذا النحو الهائل حتى للمراقبين السياسيين الذين يعترفون اليوم بأنهم كانوا يجهلون مدى خطورة النزاع بين قطبي الحكم في البلاد لفترة عقد كامل.

ويقول رئيس الوزراء السابق إن خليفته كان رجلاً يميل إلى استغلال الناس من حوله وكذلك فإنه كان مصاباً بمس من الجنون، وكيف أنه كان يلجأ إلى ابتزازه خلال فترة حكمه ويسعى إلى التشهير به، وخاصة في أوقات الأزمات التي كان قد تعرض لها مثل أزمة التبرعات المالية لحزب العمال في مقابل الحصول على ألقاب شرفية. ويشير أيضاً إلى أن الضغوط التي مارسها براون عليه للاستقالة مبكراً كانت هائلة ومكثفة لدرجة أنه اضطر إلى الاستعانة بالشراب والاعتماد على المواد الكحولية لمواجهة هذه الأزمة. ويؤكد بلير أيضاً ما كان معروفاً لدى الكثيرين أن براون دبر مؤامرة للإطاحة بحكمه مستعيناً في ذلك ببعض أعوانه. ويقر بلير بأنه كان يحب المواد الكحولية يومياً وكان يحتاج إلى ما يسميه «الدعم الذي يحصل عليه من الشراب»، إلا أنه ينفي أنه كان مدمناً للشراب ولم يكن يتعدى الحدود المسموح بها في أغلب الأحيان.

ويعترف بلير بأن أحد أخطائه الفادحة خلال فترة حكمه الطويلة كانت عدم قدرته على إدراك مدى خطورة مشكلة الهجرة وتدفق المهاجرين على بريطانيا وبالنسبة للعراق التي تعتبر «الفيل المدمر» في الغرفة كما يقولون هنا فإن بلير يلتزم بموقفه الغريب وهو عدم الاعتذار عن الغزو والأخطاء الفادحة التي ترتبت على هذه المغامرة العسكرية التي يدفع العراقيون ثمنها يومياً الآن، إلا أنه يتحدث عن إحساسه بالعذاب والألم إزاء أعداد الضحايا الفادحة التي وقعت في الأرواح وخاصة من الجنود البريطانيين وغيرهم، إلا أنه لا يزال يصر على أن قرار الحرب كان صائباً. وفي فترة ندم واضح يقول بلير إنه سيكرس بقية حياته ليصحح الأخطاء، أو بعبارة أخرى لم ينطقها «يكفر عن سيئاته».

وفي حديث خاص مع صحيفة «ذي غارديان» رافق نشر المذكرات يعترف بلير بأنه لم يتمكن من أن يدرك حجم «الكابوس» الذي وقع بسبب الأخطاء التي وقعت في مرحلة ما بعد الغزو وسقوط النظام العراقي السابق، ويذكر بصراحة أن كلاً من بريطانيا وأمريكا لم يتمكنا من التكهن بما سيحدث من عواقب بعد الغزو وخاصة عدم الاستقرار الذي سعت إيران وتنظيم «القاعدة» إلى إثارته في البلاد بعد الإطاحة بحكم صدام حسين، وفي هذا الفصل المثير للأشجان الخاص بالعراق يقر بلير بأنه قد ذرف «الدموع المنهمرة إزاء الخسارة الكبيرة في الأرواح»، إلا أنه يشدد على أنه لن يقدم أي اعتذار عن الغزو لأنه كان في رأيه عملاً له ما يبرره وأنه والرئيس الأمريكي السابق كان على حق في شن الحرب.

ويقول بلير على نحو قاطع «إنني لم أضمن على نحو الدقة حجم الكابوس الذي حل بعد الغزو وهذا جزء من مسؤوليتي، وإن الحقيقة هي أننا لم نتكهن عما سيكون عليه دور «القاعدة» وإيران» في مرحلة ما بعد الحرب. ويصر أيضاً على أن صدام كان يسعى إلى تطوير أسلحة دمار شامل بالرغم من ثبوت خلو العراق منها بعد الحرب. ويعترف رئيس الوزراء السابق أيضاً بأنه يكرس جانباً كبيراً من حياته الآن لعملية السلام في «الشرق الأوسط» وكذلك الحوار بين الأديان والمعتقدات من أجل التصالح مع العالم الإسلامي».

ويتحدث بلير عن مثوله أمام لجنة التحقيق الخاصة ببحث ملابسات الحرب في العراق والدروس المستفادة منها والمعروفة باسم «لجنة شيلكوت» رئيس اللجنة، ويقول إنه كان غاضباً عندما اختتم شيلكوت الجلسة معه بالقول «هل لديك أي اعتذارات أو نبرة أسف على ما جرى في العراق؟». ويقول بلير إن هذا السؤال كان بمثابة مانشيت أو عنوان رئيسي يصلح للصحف. ويذكر أنه كان يدرك أن المقصود من السؤال إثارة عنوان رئيسي في الصحف مثل «بلير يقدم اعتذاره على الحرب» أو أخيراً بلير يقول «أعتذر»، ويذكر بعد ذلك أنه اذا كان قد تفوه بمثل هذا الكلام فإن هؤلاء الذين عارضوا الحرب كان سيشعرون بالابتهاج، أما هؤلاء الذين أبدوا الحرب فقد كانوا سيشعرون بالاستياء. ويشير إلى أنه قال للجنة التحقيق إنه يتحمل المسؤولية، ولكنه يقر بأن مثل هذه الإجابة ليست كاملة. ويرى بلير أن هناك البعض الذي كان يعد هذه اللجنة بمثابة محاكمة بالية للذين اتخذوا قرار الحرب، وفي هذا المجال فإنه يعتقد أن مجرد تقديم كلمات العزاء والتعاطف مع عائلات ضحايا الحرب ستكون غير كافية. ويقول بالحرف الواحد «لقد مات هؤلاء الناس وإنني كنت الرجل الذي أتخذ القرار الذي أدى إلى مصرعهم ومع ذلك فإنني ما زلت على قيد الحياة».

ويعترف أيضاً بأن المعلومات الخاصة بأسلحة الدمار الشامل العراقية كانت «غير صحيحة». ولكن بالرغم من ذلك فإنه يكرر بأن الغزو كان عملاً صائباً.

ومن بين الأسرار المثيرة الأخرى التي يذيعها بلير أن الأمريكيين وخاصة «الصقور وبصفة محددة نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني كانوا يحرصون على غزو دول أخرى في «الشرق الأوسط» بما في ذلك سوريا بعد العراق». وحول الهزيمة التي مني بها العمال في الانتخابات البرلمانية الأخيرة يجدد بلير اللوم لخليفته براون الذي قام بالتخلي عن مبادئ «العمال الجدد» والاستراتيجية التي كان بلير نفسه قد رسمها لتجديد وتطوير الحزب.

وقال «لقد كان العمال يفوزون في الانتخابات عندما كانوا يمثلون العمال الجدد وأخفقوا عندما تخلوا عن سياسة العمال الجدد». ويقول إن براون لم يكن قادراً على التعامل مع السياسات الحديثة بسبب شخصيته «المعقدة». ويشير أيضاً إلى أن براون لم يتمكن من تحقيق أي مكاسب سياسية من أساليب معالجته للأزمة المالية العالمية. ويقول بلير إن الخطة الأولية لإنقاذ المصارف من الانهيار كانت رائعة، ولكن القرارات التالية لزيادة معدلات الضرائب والتخلي عن الإصلاحات السياسية والاقتصادية كانت «قاتلة ومحكوماً عليها بالفشل».

ويطالب بلير في ختام كتابه العمال بألا يتجهوا نحو اليسار الآن، ويحذر من أنه إذا ما انتهج الحزب هذه السبيل فإن الهزيمة التالية «ستكون أكثر فداحة وخطورة». ويرى مراقبون أن بلير يوجه بهذه الملاحظات النقد إلى إيدميلساند المرشح للفوز بزعامة العمال بسبب سعيه إلى الاتجاه نحو اليسار لكسب ود الطبقات الفقيرة. ومن أخطر المعلومات التي يكشف عنها بلير في كتابه كانت أيضاً ما يرتبط بصراعه مع براون فيقول إن غريمه كان يشن حملات منظمة ضده في الصحافة. ويقول إن براون استشاط غضباً عندما رفض (بلير) الاستقالة قبل الانتخابات في عام 2005 ويتهم براون بأنه كان وراء تسريب معلومات إلى الصحافة البريطانية عن مشكلاته الصحية وإصابته باضطراب في ضربات القلب. وتدهورت العلاقة بينهما بعد ذلك على نحو أكبر عندما رفض بلير أن يعين أعوان براون في مناصب وزارية. وبالنسبة لتسليمه السلطة لبراون في عام 2007 كان بلير يقول إنه عقد عدة اجتماعات مع صديقه اللدود لهذا الغرض. ويتهم براون فعلياً في هذا المجال بالكذب.

ويوضح بلير انه كان قد سعى فعلاً قبل ذلك إلى طرد براون من منصبه، وزيراً للمالية، ولكنه توصل إلى قناعة في النهاية بأنه كان من الأفضل «أن يظل داخل الخيمة بدلاً من خارجها» لأنه قد يلجأ إلى أساليب مدمرة تؤدي إلى إحداث المتاعب.

ومن ناحية أخرى، يقول بلير إن ديفيد ميلباند المرشح هو الآخر مثل شقيقه إيد لزعامة العمال كان قد اتصل به في مايو (أيار) عام 2007 قبل ان يتقاعد بلير من مناصبه الرسمية، وذلك لكي يستشيره عما اذا كان من المناسب بالنسبة إليه أن يقوم بمنافسة براون على زعامة العمال وقتئذ. وسأله ميلباند الذي كان وزيراً للخارجية عندئذ «ماذا سيحدث إذا ما قررت منافسة براون؟». وجاء رد بلير مثيراً وبليغاً على نحو مضخم : «إنه بوسعك تحقيق الفوز على ما أعتقده». وكان بلير يرى أن المخاوف حول زعامة براون ستبرز خلال الفترة التي ستسبق إجراء هذه الانتخابات. ولكن ميلباند قرر في النهاية عدم خوض المعركة في ذلك الوقت.

ويتحدث بلير أيضاً عن بعض الشخصيات التي عملت معه على نحو وثيق وكذلك علاقته بالعائلة المالكة. ويصف على سبيل المثال أليستر كامبيل «سلطان» الدعاية ومساعدة الوثيق في مجال الإعلام بأنه كان مصاباً هو الآخر «بمس من الجنون». ويقول انه كان رجلاً لا غنى عنه في بداية حكمه ولكنه أصبح بعد ذلك مثل شخص على «حافة صخرة مرتفعة» عندما قرر الاستقالة من منصبه في عام 2003. ويشعر بلير بنوع من الدهشة إزاء المغامرات العاطفية التي دخل فيها نائبه هوجون بريسكوت والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون ويقول بلير إن الخطأ الذي ارتكبه بريسكوت كان الدخول في مغامرة عاطفية وخيانة زوجته مع سيدة كانت تعمل تحت إمرته. ويتحدث أيضاً عن ميل بريسكوت إلى الاستعراض وخاصة لأنه كان قد عمل في بداية حياته نادلاً في السفن التجارية . فيقول إنه تمكن من ان يضع قدحاً من الشاي في وسط خاصرته (معدته) أثناء حديث له مع ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز.

ويكرس بلير فصلاً كاملاً للحديث عن مصرع الأميرة ديانا وذلك بعد أشهر قليلة من توليه مقاليد الحكم في عام 1997.

ويصف نفسه هو والأميرة بأنهما كانا يميلان إلى استغلال الناس وليّ ذراعهم، ووصف موقف الملكة الأولى بعد وفاة ديانا بأن كان يتسم بـ «الغطرسة» وذلك لرفضها العودة إلى لندن وقطع إجازتها الصيفية في قصر بالمورال في اسكتلندا.

وحول فوزه في انتخابات ذلك العام يقول إنه كان متخوفاً ويخشى من أعباء المسؤولية ولذلك لم يكن يشارك الجماهير في ابتهاجها بنصر العمال الساحق. وكان الناس يعتقدون أن بلير بوسعه أن يقوم بتغيير العالم. ولكنه لم يكن يشارك في هذه الثقة المفرطة في الناس به. فقد كان إحساسه الطاغي هو «الخوف» ولم تكن له أي تجربة سابقة في العمل الوزاري أو كيفية تسيير دفة الحكم. وكان يخشى من أن يتحول الرأي العام ضده. ويصف بلير بعض الشخصيات الأنانية التي كانت لها ذات متضخمة من الذين يعملون معه.

وبالنسبة للأميرة ديانا فإنه يصفها بأنها كانت شخصية جذابة وتتسم بالذكاء ولها مواقف واقعية. ولكنها كانت أيضاً عنيدة وانفعالية وستستعرض «الخليج» المزيد من التفاصيل حول مواقف بلير من الشخصيات الرئيسة التي تحدث عن علاقته بها وذلك في الحلقات التالية. وبطبيعة الحال فإن إقليم إيرلندا الشمالية يحتل فصلاً كاملاً من كتاب بلير لأنها كانت الانجاز التاريخي الذي لا يزال يعتز به حتى اليوم بعد تحقيق السلام في ربوع هذا الاقليم الذي عانى من الصراع الطائفي والسياسي الدامي لأكثر من ثلاثة عقود.

وبطبيعة الحال فإن رئيس الوزراء السابق يتحدث أيضاً عما اصطلح على تسميته «بحروب بلير» فإلى جانب العراق كانت هناك سيراليون وكوسوفو وكذلك أفغانستان.

ويتطرق بلير في مذكراته أيضاً إلى أحداث 11 سبتمبر (أيلول) ضد الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2001.

ويشير في الوقت نفسه إلى أن مثوله أمام مجلس العموم أسبوعياً لمدة نصف ساعة للإجابة عن أسئلة النواب كانت تجربة «مثيرة للرعب» في حياته كلها. ويعتقد بأن هذه الجلسة الأسبوعية التي يقوم فيها أي رئيس للوزراء في بريطانيا بالإجابة عن أسئلة خصومه وأصدقائه من النواب هي بمثابة عملية تعذيب تستغرق 30 دقيقة كاملة.

ويكشف عن تهديده بالاستقالة عدة مرات خلال فترة حكمه ولكن أخطر هذه التجارب كانت مشكلة زيادة الرسوم الجامعية على الطلاب لتفادي العجز الشديد في موازنة الجامعات، حيث لقيت معارضة شديدة من النواب العماليين.

ويدافع بلير عن مذكراته باعتبارها فرصة سانحة لكي يواجه هؤلاء الذين وجهوا الانتقادات إليه وكذلك فإنها توفر له المجال للحديث عن إرثه التاريخي والانجازات التي حققها وفقاً لما يذكره في حديث له مع «ذي غارديان» اليوم.

وحول ميله إلى تكديس الأموال والثراء وكذلك رغد العيش والأبهة يقول بلير «إنني أعمل بجد الآن أيضاً تماماً مثلما كنت أعمل كرئيس للوزراء». ويقول «إنني أمضي وقتاً طويلاً في الخارج ونعم إنني أحقق دخلاً مالياً كبيراً ولكنني أقول للناس دائماً «إنني أساساً رجل يميل إلى تقديم الخدمة العامة على أي اعتبار آخر»» .

ولا يفوت بلير الفرصة للحديث أيضاً عن إيران فيقول إنه «ليس بوسعه أن يغامر بحيث تمتلك طهران الأسلحة النووية. إنني لن أقبل ذلك مطلقاً» ومعنى هذا الكلام أنه قد يكون مستعداً للدخول في حرب ضد إيران لحملها على التخلي عن برنامجها النووي.

ومن المؤكد أن مذكرات بلير تشد القارئ وتثير الاهتمام وتذكرنا بأن الناخب البريطاني لم يكن مخطئاً عندما أعطى رئيس الوزراء السابق تفويضاً من خلال فوزه في الانتخابات العامة 3 مرات متتالية.

ويقول بلير في مقدمة كتابه إنه «لا يعرف تماماً عما إذا كانت رحلته عبارة عن انتصار للشخص فوق الاعتبارات السياسية أو أنها انتصار للسياسة على الشخص» (يقصد نفسه).

ولذلك فإن الكتاب قد يكون بمثابة إيضاحات لمواقف سياسية أو توجهات له خلال حكمه من خلال عبارات صريحة وقوية ومفعمة يلجأ إليها عبر صفحات الكتاب المطول. وإذا كانت الوعود الكبيرة التي قدمها بلير في عام 1997 لدى بداية حكمه لم تتحقق بالكامل فإنه يسعى على الأقل في مذكراته أن يوضح للقارئ أسباب النجاح والأهم من ذلك أسباب الإخفاق أيضاً.

وستقوم «الخليج» بعرض ملامح تفصيلية عن المذكرات من خلال قراءة نقدية لها في فصول قادمة.

- **المصدر : صحيفة «الخليج» الاماراتية



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2178423

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2178423 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40