الثلاثاء 4 أيار (مايو) 2010

متى يسدل الستار ؟

الثلاثاء 4 أيار (مايو) 2010 par أيمن اللبدي

لم يكن هناك أدنى نسبة تقول بأن السلطة الفلسطينية أو السيد عباس يعني ما يقوله في مسألة موضوعة عدم العودة لأي لقاءات أو مهما كانت تسميتها الممكنة مع «إسرائيل» حتى تقف جنازير البلدوزارات، والمسألة كانت بالنسبة لكثيرين ومنهم رأينا في أنها عبارة عن فترة زمنية طالت أو قصرت حتى تعود اللقاءات هذه تحت تسمية مبتكرة من جديد، بينما تستمر جنازير هذه البلدوزارات بالدوران دون أن يزعجها حتى تلكم السطور اللامعة في مسألة النضالات السلمية «المشروعة» ضد هذه العجلات والسلاسل.

الواقع أن فعل العودة أو فعل الغياب هو أحد تطبيقات مفردات مستخدمة في كامل العملية ولا تنفصل بالقطع عن الأداء الذي اعتدناه من السلطة ومن رئيسها طيلة السنوات الماضية، فهي إذن إحدى تلكم المنعكسات التي لا يمكن أن تخالف جوهر الذي تنعكس عنه بالقطع وإلا لكانت هذه ضد طبيعة ومنطق الأشياء، وهي لا تحدث إلا أن يجري التغيير الثوري الجارف على هذا الجوهر العاكس والذي لم يحدث أن ظهرت أية سمة لا عفوية ولا منضبطة تقول بوعد من هذا القبيل، ولذا فإن مسألة المهارات الرياضية في تحليل من نمط «هل يعودون أم لا» هي مجرّد عملية احتيال.

المتمم المنطقي الآخر لطبيعة القوانين الحاكمة لهذا المشهد أيضاً متوفرة ولا تحتاج لاختراع ولا لمهارة تحليل في ذات الأنماط السابقة، وهي تلكم التي تقول بأن نتيجة هذا الاستهلاك القادم للوقت والأشياء على حساب الوطن الفلسطيني والقضية الفلسطينية ستكون مولودة «مسخ» جديدة لا تنتهي بها ذات العملية اللهم إلا أن تصل حكومة «إسرائيل» إلى الأهداف التي حددتها من عجلة هذه اللقاءات، وهي مسألة تتوقف على عاملين لا ثالث لهما: الأول أن تتوفر لهذه الحكومة القدرة على فرض هذه النتيجة فرضاً دامغاً، والثاني أن تنهار الجهة المقابلة التي تلعب دورها التشاركي «وظيفيا» في هذه العملية المصممة لمصلحتها.

ولأن الشرط الأول ليس متوفراً بالكامل لحكومة الكيان لخلل بدا واضحاً في استمرار المقاومة بعملها الفاعل داخلياً والممانعة المساندة خارجياً بقوة مضافة، ولأن الشرط الثاني لا يمكن أن تسمح به حكومة الكيان في أية مرحلة سابقة لاستخلاص النتائج التي تريدها، فإن ما سبق وأن صرّح به رئيس حكومة الكيان السابق إسحق شامير هو القانون الذي يحكم هذه العملية بلا شك، أي قانون تحكم هذه المشغلة بالوقت وضبط المراحل لعشرات السنين وليس لعقد كما هو واضح حتى الساعة منذ بدأت عملية التشغيل الحقيقي لهذا النمط منذ عام 2000 وربما قبل ذلك.

المصلحة الوطنية الفلسطينية اليوم بالقطع هي في وقف هذه العملية «الإسرائلية» البحت ، وهي لن تتوقف من تلقاء نفسها لحرص حكومة الكيان على دوران عجلتها متوافقاً في الواقع مع حرص بعض العرب ومعظم الغرب، ووقف هذه العملية هو وظيفية بيتية تخص الفلسطينيين أنفسهم ولا يجب أن يتوهم أحدهم بإحالة ذلك على الآخرين، وإيقاف عجلة هذه العملية التي تجري بهذه الكيفية يعني من الطرف الفلسطيني سحب العامل المراهن على أدائه وظيفة الطرف المقابل، وإعادة النظر في مجمل هذه العملية وتقييم طريقة الأداء، وتساهم في تعطيل ذلك جزئياً بعض القوى الفلسطينية نفسها التي يلعب بعضها دور النقيض الظاهري في قطاع غزة لهذه العملية، وبعضها الآخر المعترض الداخلي من وسط هذه العملية، ولا يتبقى غير فصائل أو قوى محدودة معها معظم الشعب الفلسطيني الجالس حتى الساعة على مقاعد المتفرجين بانتظار إسدال الستار.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 60 / 2165950

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2165950 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010