الأحد 5 أيلول (سبتمبر) 2010

النشطاء الامازيغ ورقة «إسرائيل» الجديدة لاشاعة اجواء التطبيع في المغرب

الأحد 5 أيلول (سبتمبر) 2010

تراهن الدولة العبرية على ناشطين امازيغ مغاربة لاشاعة اجواء التطبيع بين العرب و«إسرائيل» بعد نجاحها في اختراق هذه الاوساط التي بدأت تطالب بالتطبيع علناً وذهب بعضها للدعوة لتحالف امازيغي «إسرائيلي» لـ «مواجهة العرب».

وكانت اخر المحاولات في هذا الاطار وقوف جماعات تقول انها امازيغية الى جانب الجندي «الإسرائيلي» السابق ناعوم نير الذي يملك مطعماً في مدينة الصويرة في اتهامه لناشطين في الجمعية المغربية لحقوق الانسان بمعاداة السامية على خلفية شعارات رفعت بالمدينة تندد بالكيان الصهيوني وتتضامن مع الشعب الفلسطيني.

ورد ناشطون امازيغ على داعمي الصهيوني ناعوم نير واصدروا سلسلة بيانات تؤكد دعمهم للناشطين الحقوقيين وللشعب الفلسطيني ضد الصهيونية.

وكشفت دراسة «إسرائيلية» حديثة، أصدرها «مركز موشي دايان» التابع لجامعة «تل أبيب» نهاية شهر آب «اغسطس» الماضي، عن مخطط «إسرائيلي» لاختراق الحركة الأمازيغية واستثمارها لتسريع عملية التطبيع في دول اتحاد المغرب العربي. وأشارت الدراسة إلى أن أكبر عائق للتطبيع في المنطقة يتمثل بشكل كبير في الحركات الإسلامية والقومية، التي تضغط على الأنظمة في دول المنطقة لإيقاف مسار التطبيع مع «إسرائيل»، وأن الاستراتيجية «الإسرائيلية» لمواجهة هذا التحدي تتمثل في «المراهنة على فاعل غير عربي» لمواجهة خطاب الحركات الإسلامية والقومية بخطاب منافس.

وتقترح الدراسة أربعة مكونات أساسية للمخطط وهي القطع مع الرصيد الحضاري العربي الإسلامي، والارتباط بالنموذج الغربي والدفاع عن قيمه الكونية، والتركيز على «المشاكل الداخلية الحقيقية»، ثم نبذ فكرة العداء لـ «إسرائيل»، من خلال التأصيل التاريخي والحضاري لفكرة التقارب «الإسرائيلي» الأمازيغي.

وقام نشطاء أمازيغ بزيارات للدولة العبرية مصنفة إياها ضمن الجهود المبذولة لنبذ العداء لـ «إسرائيل»، والدفع بمسلسل التطبيع في دول المنطقة كما اعلن عن تشكيل جمعيات «صداقة» و«اخوة» بين الامازيغ واليهود في اغادير والحسيمة.

وكشفت الدراسة عن معطيات جديدة لمسار التطبيع بين «إسرائيل» ودول المغرب العربي، وأكدت أن المغرب على الرغم من حرب لبنان ثم حرب غزة وما تلاها من حادث الهجوم على أسطول الحرية، فإنه لا يزال يقيم علاقات اقتصادية وتجارية مع «إسرائيل»، وحددت الدراسة المجالات التي ينشط فيها التعامل الاقتصادي «الإسرائيلي» مع المغرب في التعاون الأمني والإدارة والمياه وتكنولوجيا الطاقة الشمسية وتكنولوجيا المعلومات والسياحة، وأشارت إلى وجود تقدم كبير في التطبيع السياحي، مؤكدة أن المغرب كسب منه ربحاً تجارياً كبيراً.

واعتبرت الدراسة أن النزاع حول قضية الصحراء يعيق تقدم التطبيع «الإسرائيلي» في الجزائر، وأن اللوبي «الإسرائيلي» في واشنطن يضغط للرفع من المساعدات الأمريكية لصالح المغرب، كما يضغط لدعم موقف المغرب في الصحراء، وذلك من أجل التسريع في مسار التطبيع ليتقدم إلى مجالات أخرى، وأوصت الدراسة بضرورة أن تتقدم «إسرائيل» بحل لقضية الصحراء يساعدها على تسريع التطبيع في «إسرائيل» ويخفف من الانتقادات التي توجهها الجزائر إليها، بخصوص دعمها للمغرب.

وقالت صحيفة «التجديد» المغربية ان ثمة توجهات دولية متعددة ومتباينة الرهانات، إلا أنها تشترك في أهمية الورقة الأمازيغية في تعزيز النفوذ الأجنبي وخدمة سياسات التدخل والارتباط بتوجهات القوى العالمية وتوابعها.

واشارت الصحيفة الى «انكشاف عناصر المشروع «الإسرائيلي» للدخول طرفاً في المعادلة بعد أن كان في السابق مستتراً ورهان المشروع «الإسرائيلي» على دور الخطاب الأمازيغي في مناهضة العمق العربي والإسلامي للمغرب، ووجود فاعلين مدنيين أمازيغيين لهم الاستعداد للانخراط في التطبيع.

وتقترح الصحيفة «أن ظاهرة التطبيع الأمازيغي ظاهرة هامشية وسطحية لا تختلف عن باقي أنواع التطبيع التي تستهدف مختلف بنيات ومكونات المجتمع المغربي، إلا بسبب وجود جرعة من الإثارة الناجمة عن الأمازيغية».

واكدت الصحيفة انه غير ذلك، فالخطاب «الإسرائيلي» يقفز على حقائق التاريخ والواقع المغربي ويعكس جهلاً فاضحاً بالمواقف الحقيقية للأمازيغ، وعمل على تسويق وهم القابلية الأمازيغية للتطبيع وكونها بمثابة الحلقة الأضعف التي عبرها سيتم استدراج المغرب إلى التطبيع، والاستناد في ذلك على تصريحات وسلوكيات أقلية جد هامشية لا تمتلك شرعية التمثيل أو الخطاب باسم الأمازيغ، والرهان عليها ليس سوى رهان فاشل، لن يعدو في نهاية المطاف أن يكون سوى ورقة في الحرب النفسية «الإسرائيلية» ضد المنطقة.

- **المصدر : صحيفة «القدس العربي»



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2178593

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2178593 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40