أفادت مصادر دبلوماسية مطلعة، أن الرئيس المصري حسني مبارك بحث مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما نهاية الأسبوع الماضي ملف مستقبل السلطة في مصر - وهي المسألة التي انصب الحديث عليها، بعد سفر جمال مبارك «المفاجئ» إلى الولايات المتحدة - مبدياً له تطمينات من عدم حدوث أي فراغ في السلطة، باعتبار أن الدستور المصري ومؤسسات الدولة تحمي البلاد من الوقوع في هذا الفراغ.
ووفق المصادر، فإن المباحثات تناولت أكثر من سيناريو حول مستقبل الحكم في مصر، وقالت إن الرئيس مبارك طرح تصوراً كاملاً بهذا الشأن، يتضمن ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة كمرشح للحزب «الوطني» على أن يقوم بالتنحي عن الحكم - لأسباب صحية - بعد عام من انتخابه، والدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة يتم بموجبها ترشيح جمال مبارك لانتخابات رئاسية تقوده إلى السلطة.
واعتبرت أن هذا الموقف يمثل تحولاً جذرياً في موقف الرئيس بعدما أشارت إلى تحفظاته السابقة على القبول بهذا السيناريو، بناء على توصية من جهات سيادية، قالت إن الوضع في مصر غير ملائم لتوريث الحكم، فضلاً عن ضغوط «الحرس القديم» داخل الحزب «الوطني» لاستمرار الرئيس في السلطة.
من جانبه، يرى الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق، أن سيناريو التنحي الصحي للرئيس مبارك هو السيناريو الأكثر قبولاً، أو «الوحيد» - من وجهة نظره - لضمان وصول جمال مبارك للسلطة، باعتبار أن حدوث أي عارض للرئيس قد يعقد من سيناريو التوريث.
وأشار الأشعل إلى وجود تباينات داخل مؤسسة الرئاسة حول سيناريو التوريث، في ظل ما يتردد عن وجود حالة رفض شعبية لوصول جمال مبارك إلى السلطة وهو تباين أدى إلى زيادة القلق حول مستقبل السلطة في مصر.