الاثنين 6 أيلول (سبتمبر) 2010

مسيرة السلام

الاثنين 6 أيلول (سبتمبر) 2010

غادر القطار «المباشر» محطة واشنطن، والرئيس مبارك والملك عبدالله يلوحان بأيديهما على الرصيف. الجو العام متفائل. والمحطة التالية هي شرم الشيخ، حيث سيستقر الرأي على استمرار الطريق. الأمريكيون، ولزيادة اليقين، ولمنع القطار من النزول عن السكة، اهتموا بأن يكون في القاطرة سائق أمريكي مرة كلينتون ومرة جورج ميتشل. وسيقام بطبيعة الأمر عند المفارق المرشحة للحوادث «مراقبون».

الهدف المتفق عليه للقاء التالي وتلك اللقاءات التي ستأتي على أثره تحديد «معايير» لاتفاق سلام. يبدو أن واشنطن أيضاً أدركت أن اتفاقاً نهائياً كاملاً على جميع الموضوعات المختلف فيها غير ممكن لا بعد سنة ولا بعد سنتين. لهذا يفضل حصر العناية في هذه المرحلة في تعرف قضايا تمكن المصالحة عليها والامتناع عن محاولات الاتفاق الآن على موضوعات مثل اللاجئين والقدس والمستوطنات، لانها قد تسبب وقف المسيرة قبل انطلاقها.

يستحق السيناتور ميتشل الذي أعلن المخطط المدبر جائزة على الابداع عندما بشر وسائل الاعلام بأن الهدف هو احراز «اتفاق اطار» لا يكون في الحقيقة «اتفاقاً مرحلياً»، لكنه يكون مع ذلك أكثر تفصيلاً من «اعلان مبادىء»، وذلك دون أن يكون «اتفاقاً كاملاً». بعبارة أخرى كل واحد مدعو لاختيار التعريف الذي يريحه. وسع رئيس الحكومة نتنياهو رؤيا السلام وأعلن أهدافاً واضحة في مقدمتها موضوع الأمن. من الواضح ان الشأن الايراني في خلفية تفكيره يلعب دوراً مركزياً. وفي مقابلته لم يضع «رئيس السلطة» محمود عبّاس الفرصة لتكرار شروطه السابقة، التي تشتمل على موضوع البناء في «المناطق» والقدس. مع ذلك، والآن على الاقل، سيصعب عليه أن يترك القطار المسافر. تطرق عبّاس أيضاً الى «قرارات الجمعية العامة للامم المتحدة» وألمح الى القرار 194 الذي يقرر لكن بلغة مختلفة «حق عودة» اللاجئين العرب. وكرر أيضاً وبقوة أكبر أن الفلسطينيين لن يعترفوا بأن «اسرائيل» دولة الشعب اليهودي. هذا العناد المفرط غامض في ظاهر الأمر في قضية تبدو في الأساس تصريحية ـ لكن مجرد ادعاء الفلسطينيين «القومية» الفلسطينية يعتمد بقدر كبير على نفي الشعب اليهودي فضلاً عن نفي حقه في هذه البلاد.

إن القتل البغيض قرب «بيت حجاي» الذي حدث في اثناء القمة، ومحاولة القتل الاخرى في اليوم التالي، جعلا أبو مازن كعادته «يندد» بما وقع. قد يكون قال في خفايا قلبه لنفسه إنه اذا كانت الحادثة تعرض فلسطينيين في ضوء سلبي وتعزز مطالب نتنياهو في الشأن الأمني، فانه في رؤية أشمل، تستطيع حوادث دامية من هذا النوع أن تخدم الزعم الفلسطيني في سلب الشرعية وتأكيد عدم بقاء الوجود اليهودي في المناطق «الفلسطينية».

«هل أنت متفائل بالمسار الذي بدأ الآن؟»، يسألني صحافيون وأصدقاء. وجوابي : أنا متفائل مبدئياً بطبيعة الأمر. الصهيونية حركة سوغت تفاؤل منشئيها. اذا كان شعب «اسرائيل» قد نجح، بعد كل ما حدث مدة أكثر من ألفي سنة ولا سيما في القرن الماضي، في أن يعيد بناء نفسه وينشىء دولة تحظى بإجلال العالم وحسده ايضاً (محاولات سلب شرعيتها برهان على حسدهم)، فينبغي تصديق أن السلام أيضاً سيأتي.

اعتاد مناحيم بيغن أن يقول إن «السلام محتوم»، لكن بن غوريون خاصة ربما كان أكثر واقعية عندما فرق بين مجرد سلام رسمي مثل ذلك الذي يزعم عبّاس ورفاقه أنهم يؤيدونه، وبين سلام حقيقي يقوم على اعتراف الفلسطينيين الحقيقي بحق الشعب اليهودي في دولة في وطنه. إن رفضهم فعل ذلك أكثر من كل شأن آخر ما يزال العقبة الحقيقية أمام احتمال التوصل الى سلام بين الشعبين.

- [**زلمان شوفال | «اسرائيل اليوم» | 6 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2181706

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

70 من الزوار الآن

2181706 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40