الاثنين 6 أيلول (سبتمبر) 2010

هل تنجح هيلاري؟

الاثنين 6 أيلول (سبتمبر) 2010

مثلما سبق أن حصل لها في الماضي، عندما كانت مرشحة للرئاسة، هيلاري كلينتون بالغت قليلاً. هي تميل الى أن تعزو لنفسها النجاحات وفي صالحها يقال الاخفاقات ايضاً، لادارة كلينتون الاولى ادارة بيل كلينتون. فقد قالت وزيرة الخارجية الامريكية الاسبوع الماضي «انا افهم جيداً خيبات امل الماضي. فلدي نصيب في ذلك». ومع ذلك، فان كلينتون تقفز برأسها الى المستنقع العكر للمفاوضات «الشرق اوسطية».

يوجد لهذا عدة اسباب : ليس لباراك اوباما متسع من الوقت. ليس مثل بيل كلينتون أساساً في ولايته الثانية كرئيس، فان اوباما يتصدى لازمة اقتصادية خطيرة ولقتال في جبهة ونصف؛ أما الثاني، فهو ان المبعوث الخاص جورج ميتشل لا يكفي. انجازاته حتى الآن قليلة. سنة ونصف مرتا قبل أن يتمكن من اعادة «الاسرائيليين» و«الفلسطينيين» الى المحادثات المباشرة. هذا ليس ذنبه. السياسة التي املاها عليه البيت الابيض افشلته. ولكن الحقيقة هي أنه لم يقف على ساقيه الخلفيتين، لم ينجح في ان يملي سياسة اخرى بحزم، لم يتمسك تمسكاً شديداً بالموضوع. يبدو أنه مطلوب لهذا المنصب شخص اكثر حزماً، ومن هو الاكثر حزماً من هيلاري كلينتون؟

السبب الثالث لقفزة الرأس من جانب كلينتون هو الاكثر تشويقاً. وزيرة الخارجية تؤمن بان لديها فرصة في النجاح. يبدو ان في هذه المرحلة، الاولية من المحادثات هي التي تؤمن أكثر من كل المستشارين، من كل المشاركين الامريكيين في المسيرة، ربما باستثناء الرئيس نفسه. اذا ما نجحت حقاً، فانها ستعزو لنفسها النجاح في المكان الذي فشل فيه زوجها. في حساب الزوجية المثير للفضول لهذين الزعيمين الكبيرين، واللذين هما شريكان ولكنهما ايضاً، على الاقل من بعيد، يبدوان كمتنافسين، هي التي تحتاج الى مثل هذا الانجاز. واضافة الى ذلك : اذا ما توصلت الى اتفاق «اسرائيلي فلسطيني»، فانها ستسجل نجاحاً ذا مغزى اول لها كوزيرة خارجية. حتى الآن، هيلاري كلينتون اثارت الانطباع في الخطابات، بنشاط لا يكل، بسفريات لا تحصى. ولكن الانجازات الحقيقية، الخاتم الحقيقي، الإرث الحقيقي ليس لديها بعد. مع اتفاق «اسرائيلي» عربي على حزامها، يمكنها أن تطلب لنفسها مكاناً على الدرجة المحفوظة لوزراء الخارجية الذين نجحوا في ترك أثرهم، وليس فقط سخنوا كرسيهم.

هيلاري كلينتون ستأتي الى «الشرق الاوسط» كي ترعى الجولة القادمة من المحادثات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو و«الرئيس» الفلسطيني محمود عبّاس. رحلة اولى من أصل الكثير جداً التي ستأتي اذا لم تتفجر المحادثات، اذا لم تيأس الوزيرة، اذا وجدت الصيغة المخلصة من الخلاف حول تجميد الاستيطان (البندول يميل الآن للقطب المتفائل ستكون صيغة). كلينتون ستربح مرتين : الاهتمام المتعاظم، المبالغ به، كما درجت وسائل الاعلام في العالم على منح كل اضاءة لمحادثات أو بادرة أمل في «المسيرة السلمية» وكذا الابتعاد الرقيق عن المشاكل الداخلية عن الازمة الاقتصادية التي تجد الادارة صعوبة في التصدي لها ومن الهزيمة المرتقبة في انتخابات تشرين الثاني.

سيكون مشوقاً أن نرى أي مسار ستختار للتواصل في المحادثات. على مدى سنة ونصف كانت مطرقة اوباما. هي التي ارسلت الى جبهة المواجهة الصعبة مع نتنياهو. هذه كانت اكثر فظاظة، اكثر حزماً، الاكثر حزماً، في الادارة. سياسياً، هذا ألحق بها ضرراً. بعض من مؤيديها القدامى فوجئوا، صدموا، من سلوكها تجاه حكومة «اسرائيل». اذا كانت ترغب في أن تعود الى وظيفة السناتور من نيويورك (وليس أنها لا تريد)، فان هذه السنة والنصف كانت ستجعل الامر صعباً جداً عليها. ولكن كما أسلفنا، في الوضع الحالي، فان كلينتون هي فوق هذه الترهات للناخبين، صناديق الاقتراع، لتصبب العرق في الميادين. كلينتون هي دبلوماسية، وليست سياسية. هكذا تريد أن ترى نفسها ومن «اسرائيل» ستطلب مساعدتها في أن تثبت انها محقة.

- **«معاريف»



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2181444

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2181444 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 6


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40