الثلاثاء 7 أيلول (سبتمبر) 2010

الإصرار على الدولة اليهودية إنهاء للقضية الفلسطينية

الثلاثاء 7 أيلول (سبتمبر) 2010 par راكان المجالي

تضمن «وعد بلفور» لليهود من خلال رسالة وزير الخارجية البريطاني في العام 1917 والموجهة الى ليونيل وولتر روتشيلد تعهد بلفور بشقها الاول باسم الحكومة البريطانية بالعمل من اجل تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين، اما في شقها الثاني فتعهد بلفور بما يلي : «لا تقوم بريطانيا بعمل اي شيء من شأنه ان يضر بمصالح وحقوق المجتمعات غير اليهودية الموجودة في فلسطين» ولا يخفى ان الشق الثاني هو كلام خادع وبلا مضمون حقيقي ويعكس نوايا خبيثة حيث لم يذكر ان لفلسطين اهل وان المهاجرين اليهود هم غرباء وغزاة تسللوا الى ارض فلسطين كما ان الحديث عن عدم الاضرار بمصالحهم هو اكذوبة لان الاضرار تم بمجرد وعده لليهود في وطن قومي، وهذا التعبير المستحدث هو عنوان غامض للمؤامرة التي بدأ رسمها من خلال وعد بلفور والذي تكرس بالاعتراف الدولي بجولة لليهود على %54 من ارض فلسطين من خلال قرار التقسيم في العام 1947 الذي نص ايضاً على دولة للفلسطينيين على %46 من ارض فلسطين آنذاك.

وكما هو معروف فان الولايات المتحدة الامريكية كانت اول دولة تعترف بـ «اسرائيل» واكثرمن ذلك كانت الشريك مع بريطانيا في التآمر لتحقيق اقامة الدولة العبرية، وهو الأمر الذي كان قد عارضه في وقت مبكر وزير خارجية امريكا حينها جورج مارشال الذي وصف العمل على تأسيس دولة لليهود بانه جريمة العصر وان العالم سيدفع ثمن هذه الخطيئة التي لا تغتفر وقد حاول ترومان ان يثني وزير خارجيته جورج مارشال عن معارضته هذه لكن مارشال اصر على موقفه وقدم استقالته وقد وصفه ترومان بانه اصدق واشرف واكفأ سياسي عرفته امريكا في تاريخها.. ونذكر في هذا السياق ان اعضاء بعثة امريكا في الامم المتحدة قد استقالوا جميعاً ما عدا رئيس البعثة احتجاجاً على الاعتراف بدولة «اسرائيل» عشية جريمة اغتصاب فلسطين في 15 ايار 1948 ويومها سعى انصار اللوبي الصهيوني على ان يكون اعتراف ترومان بدولة يهودية في فلسطين لكن ترومان رفض واقر بدولة لليهود في حدود قرار التقسيم.

وعندما يتشبث قادة «اسرائيل» ابتداءً من العام 2005 بمطالبة العالم بالاعتراف بالدولة اليهودية وفرض هذا الاعتراف على الفلسطينيين للاقرار به فان ذلك التوجه الذي اعلنه الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن من شرم الشيخ والعقبة يومها بالمطالبة بدولة يهودية كان لها معنى مختلف عن تسمية دولة عبرية او دولة «اسرائيل» وقد تحمست كل القيادات «الاسرائيلية» لهذا الطرح ابتداء من شارون وكانت تسيبي ليفني ومعها اولمرت وكل اركان اليسار والاعتدال السياسي في «اسرائيل» الاكثر حماساً لابتزاز اعتراف عالمي وعربي وفلسطيني بالدولة اليهودية ولذلك لم يكن مفاجئاً ان يكون الشرط الاول الاساسي لنتنياهو عند افتتاح المفاوضات المباشرة هو المطالبة باعتراف فلسطيني صريح بالدولة اليهودية.

والسؤال هو : ما هو المقصود من الدولة اليهودية؟ وذلك يجيب عليه نتيناهو صراحة حسبما اوردته صحيفة «اسرائيل هيوم» الصادرة اول امس على لسان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حيث قال : «ان المواطنين العرب داخل «اسرائيل» سيكونون جزءاً من التسوية الدائمة بين «الاسرائيليين» والفلسطينيين» اي ان الترحيل الترانسفير لن يستثني فلسطينيي الـ 48 والدعوة للدولة اليهودية تعني التطهير العرقي وايجاد معادلة تجعل من الفلسطينيين على ارضهم جالية اجنبية بلا حقوق وفي اطار ادارة ذاتية والاهم بالنسبة لقادة «اسرائيل» جميعاً هو قطع الطريق على حتمية وصول العالم للمطالبة بدولة ثنائية الجنسية بعد الفشل الحتمي لحل الدولتين وقبل الوصول الى حل الدولة الثنائية الجنسية فان «اسرائيل» تريد ان تفرض على العالم ابتداءً من الفلسطينيين الاعتراف بدولة خالصة للهيود وكل من عداهم يكونون حمولة زائدة او عمالة اجنبية مسخرة لخدمة الدولة اليهودية وكل من هو غير يهودي يكون اجنبياً في هذه الدولة وفي المقدمة ابناء الشعب الفلسطيني الذين هم فريسة للاحتلال المتزايد في موازين القوى كما ان الزمن يعمل ضدهم، والله المستعان.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2178367

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

2178367 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 22


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40