الثلاثاء 7 أيلول (سبتمبر) 2010

«البنتاغون» تهدر أموال دافعي الضرائب

الثلاثاء 7 أيلول (سبتمبر) 2010

نشر المؤرخ والكاتب الأمريكي لورانس ويتنر مقالاً في موقع «زي نت» انتقد فيه الانفاق العسكري الأمريكي المفرط، معتبراً أن هذا الانفاق هدر لأموال كان يجدر تخصيصها لتحسين الأحوال الشخصية للأمريكيين، وجاء في المقال :

إعلان وزير الدفاع روبروت غيتس في أغسطس (آب) عن اجراءات لاحتواء نفقات وزارته ينبغي ألا يحجب واقعين أساسيين.

أولاً - كما أقر هو نفسه - التوفير المقترح في النفقات لن ينتج عنه تخفيض في الميزانية الاجمالية للبنتاغون، المرشحة للارتفاع.

ثانياً : كما لاحظ مقال لصحيفة «واشنطن بوست» فقد «وصف مسؤولون دفاعيون ذلك «احتواء الانفاق» بأنه ضربة سياسية استباقية بمواجهة مطالب ترتفع في أماكن أخرى في واشنطن لمعالجة العجوزات الهائلة في الميزانيات الاتحادية عن طريق اجراء تخفيضات كبيرة في الانفاق العسكري».

ولكن لماذا ترتفع مطالب بتخفيض الميزانية العسكرية الأمريكية؟

أحد الأسباب هو أن الانفاق العسكري الأمريكي القياسي المدرج في مشروع إدارة أوباما لميزانية السنة المالية2011، الذي يبلغ 8 .7 مليار دولار تشمل 549 ملياراً للنفقات العسكرية الاساسية و159 ملياراً لحربي العراق وافغانستان سيعادل تقريباً مجمل الانفاق العسكري لكل الدول الأخرى في العالم مجتمعة، وفي ما يتعلق بالانفاق العسكري، فإن الحكومة الأمريكية تنفق أصلاً أكثر بسبع مرات من الصين، وثلاث عشرة مرة في روسيا، وثلاث وسبعين مرة من إيران.

[**فهل هذا ضروري فعلاً؟*]

خلال الحرب الباردة، كانت الولايات المتحدة تواجه خصوصاً عسكريين أكثر عدداً وخطراً بكثير، بمن فيهم الاتحاد عدداً وخطراً بكثير، بمن فيهم الاتحاد السوفييتي، والولايات المتحدة كانت تملك بالتأكيد ترسانة عسكرية هائلة ومدمرة، اضافة إلى القوات المسلحة التي تستخدمها، ولكن في تلك السنين، كان الانفاق العسكري الأمريكي يعادل 26% فقط من المجموع العالمي، أما اليوم، وكما لاحظ النائب الأمريكي بارني فرانك، فإن «لدينا أعداء أقل وننفق أموالاً أكثر».

وفي الواقع، المخصصات العسكرية الحالية هي أصلاً الأضخم في تاريخ الولايات المتحدة، فأين يذهب هذا الانفاق الهائل من دولارات دافعي الضرائب الأمريكيين؟

أحد أبواب الانفاق هو القواعد العسكرية الأمريكية في الخارج. وحسب تشالمر جوسون، وهو عالم سياسي ومستشار سابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي ايه»، فإن ما يصل إلى 250 مليار دولار يستخدم سنوياً للانفاق على نحو 865 منشأة عسكرية أمريكية في أكثر من أربعين بلداً وفي الأراضي التابعة للولايات المتحدة في ما وراء البحار.

وهذا الانفاق يغطي أيضاً جحافل من الشركات الخاصة التي تحصل على عقود عسكرية، وقدر تقرير حديث العهد للبنتاغون، أن وزارة الدفاع تعتمد على 766 ألف شركة متعاقدة بكلفة سنوية تبلغ نحو 155 مليار دولار علماً أن هذا الرقم لا يشمل المؤسسات الاستخباراتية الخاصة، وقدرت دراسة لصحيفة «واشنطن بوست» بشأن جميع أبواب الانفاق العسكري. أن وزارة الدفاع تتعاقد مع 1،2 مليون جهة خاصة.

صحيح أن أنظمة الاسلحة الجوية والبحرية ذات التكاليف الهائلة والتي كثيراً ما تتجاوز المخصصات الأصلية تستهلك جزءاً ضخماً من ميزانية البنتاغون. ولكن ضد من بالتحديد ستستخدم هذه الأسلحة المتطورة تكنولوجيا والتي تعود إلى الحرب الباردة؟ من المؤكد أنه لن تكون لها قيمة تذكر في عالم مهدد بالارهاب، وكما لاحظ النائب فرانك، «لا أعتقد أن أي غواصة نووية قد اطلقت النار يوماً على إرهابي».

علاوة على ذلك، عندما يشتكي الأمريكيون من عجوزات الميزانية، ينبغي ألا ينسوا الثمن الهائل الذي دفعته الولايات المتحدة لحربيها في العراق وافغانستان، وحسب منظمة «مشروع الميزانية الوطنية» التي تحظى بثقة واحترام كبيرين «وهي منظمة أهلية تسعى لتعديل أولويات الميزانية الأمريكية باتجاه العدالة الاجتماعية والاقتصادية»، فإن أكلاف هاتين الحربين بلغت حتى الآن 1،06 تريليون دولار «أي 1060 مليار دولار».

وعندما نحسب منافع وخسائر هذه الأنواع من النفقات، يجب أيضاً أن نضمنها الفرص الضائعة نتيجة للانفاق العسكري، فكم من مرة قال لنا مسؤولو الحكومة إنه لا تتوفر أموال كافية لتخصيصها للرعاية الصحية، والمدارس، والحدائق العامة، والفنون، والبث الإذاعي والتلفزيون الحكومي، وتأمينات البطالة، وتنفيذ القانون، وصيانة البنية التحتية للطرقات الرئيسية والجسور والسكك الحديدية في أمريكا؟

إنه لمن الصعب انكار أن هناك ثمناً باهظاً لجعل القوة العسكرية الأولوية الأولى لأمريكا، كما ينبغي ألا نفاجأ بأن تخصيص موارد عامة لاطعام الجوعى وعلاج المرضى، واسكان المشردين، لم يعد يعتبر أمراً عملياً.

إننا نفعل خيراً إن تذكرنا ملاحظة لواحد من ملهمي عصرنا، «هو مارتن لوثر كينغ»، بقوله : «ان أمة تواصل سنة بعد سنة انفاق أموال على الدفاع العسكري أكثر مما تنفقه على رفع البرامج الاجتماعية. لهي أمة تقترب من الموت الروحي».

- [**المصدر : صحيفة «الخليج» الاماراتية*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2165758

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2165758 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010