الثلاثاء 7 أيلول (سبتمبر) 2010

أنا «الليكود»

الثلاثاء 7 أيلول (سبتمبر) 2010

هذه أول مرة يخرج فيها الوزراء من جلسة الحكومة دون أن يعلموا أكثر من الصحافيين. فقد تابعوا القمة في واشنطن من بعيد مثلنا جميعاً. ورأوا دفء معاملة نجوم المؤتمر بعضهم لبعض، وتفاؤل هيلاري كلينتون، والمصافحة الحارة بين بيبي ومحمود عبّاس. وانتبهوا الى أن هذه أول مرة يتحدث فيها بيبي عن «الضفة الغربية» بدل «يهودا والسامرة». وأنه عرّف أبو مازن بأنه شريكه في السلام. ذكر الأربعة الذين ساروا بصورة احتفالية نحو الصحافيين بـ «الخنافس» الأربعة في الصورة الشهيرة، التي يقطعون فيها ممر مشاة وأحدهم يسير حافياً.

تم اللقاء مع أبو مازن في جو حسن، وكأنه لم يكن بينهما اختلاف مرير وأزمة ثقة. وقد وهب بيبي أوباما أيضاً أسباباً ليهبه ثقته. في الأحاديث المغلقة وجهاً لوجه، في واشنطن كان بيبي أكثر تركيزاً وصراحة مما كان في جلسة الحكومة التي أعلن فيها بأننا سنضطر الى التفكير في «حلول جديدة خلاقة لمشكلات مركبة».

سأل سلفان شلوم بصوت غاضب : متى سيجرى نقاش؟

«لا نعلم أين نقف. الوضع الذي تتم فيه الأمور بلا نقاش غير صحيح وغير مقبول. لا أذكر أوضاعا كهذه». شلوم مخطئ. فقد تمت المحادثات في كامب ديفيد دون ان تعلم الحكومة ماذا يحدث هناك. لم تعلم حتى ان مئير عميت وزير النقل العام عن حزب داش استقال قبل ثلاثة أيام من توقيع اتفاق الاطار للسلام مع مصر. «لا نظهر لأحمق نصف عمل»، سخر من سخر في حاشية بيغن. لم يكن عميت أحمق. لم يصدق ببساطة أن بيغن قادر على توقيع اتفاق سلام.

القليل الذي قاله بيبي في الحكومة يختصر ما لم يصغه هو لنفسه. سيكون اللقاءان التاليان، والاول بعد اسبوع والثاني في حوالي السادس والعشرين من أيلول (سبتمبر)، وهو انقضاء أجل تجميد البناء، ذوي أهمية فيما يتعلق بسؤال كيف تجتاز الخطوة الحاسمة الأولى.

من الواضح أنه لا يمكن الاستمرار في التجميد من غير أن يثير المستوطنون أحداث شغب. لكن من الواضح أيضاً انه لا تمكن اطالة أمده. هذا مثال على أحد الالغام التي تحتاج الى تفكير «خلاق». «لا يوجد الان عند بيبي قطرة من العجرفة، فهو عالم بعظم الساعة وبعظم المشكلات»، يقول رجل يعرف رئيس الحكومة جيداً.

لم يغير اوباما علاقته ببيبي بسبب وضعه المتهاوي في استطلاعات الرأي كما يقول المحللون، بل لأن بيبي منفتح له فيما يتعلق بالتفصيلات المطلوبة لحل الصراع، وقدم ما يكفي من الأسباب للثقة به. ومن المحقق أنه لم يربت على كتفه ولم يقل «سيكون على ما يرام».

لكن الحياة لا تبدأ وتنتهي عند المستوطنات، بل يجب أيضاً التنبه الى التطورات الايجابية في الضفة. فالفلسطينيون يحاربون مراكز «الارهاب». ويخرجون بفضل سلام فياض رويداً رويداً من الكتب الدراسية التحريض على «اسرائيل»؛ ولن نتحدث عن التطبيع الذي يزحف نحو الحياة اليومية هناك.

قال المقرَّب، في جوابه عن سؤال (هل سيكون رئيس الحكومة مستعداً لمصالحات؟ وهل سيكون لهذه المصالحات أكثرية في الحكومة؟) : إن أكثر وزراء «الليكود» وأعضاء «الكنيست» سيقفون من ورائه. لا سلفان شلوم وبني بيغن وتسيبي حوتوبلي وميري ريغف، لكن أكثر وزراء الليكود والنواب سيقفون من ورائه.

«الليكود» اليوم حزب الشعب كما كانت مباي مدة عشرات السنين، وهو يعبر بسلوكه وبسياسته عن إرداة أكثر الشعب.

سيطمح الكثيرون من اولئك الذين صوتوا او لم يصوتوا «لليكود»، ورأوا كيف نمت قوته من حزب ذي 12 نائباً الى حزب ذي 27 نائباً الى أن تظل السلطة في يد «ليكود» أكبر وأقوى؛ بشرط ألا تضر التنازلات للفلسطينيين بالأمن.

هل يكشف بيبي عن علامات انفصال عن حلم أرض «اسرائيل» الكاملة؟ ربما. كذلك بعد ضغط مادي معتدل من هيلاري كلينتون التي فرض عليها اوباما المهمة، وبعقب شعور برسالة تاريخية، وبأنه حدث شق لاجراء يمكن تقديمه. اذا لقي بيبي صعابا في «الليكود» فعنده خطة بديلة هي أن يضم «كاديما» الى حكومته، وأن يمضي الى انتخابات تجعل «الليكود» نهائياً الحزب الحاكم المستقبل، اذا احتاج الأمر.

فيما يتعلق بالسؤال الذي سيتكرر سؤاله ـ هل «الليكود» من ورائه؟ ـ قد يأتي يوم، اذا سلك سلوكاً حكيماً شجاعاً يستطيع بيبي أن يقول فيه: أنا «الليكود».

- [**يوئيل ماركوس | «هآرتس» | 7 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2165864

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2165864 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010