الثلاثاء 7 أيلول (سبتمبر) 2010

سنة سلام : ليس للمتطرفين

الثلاثاء 7 أيلول (سبتمبر) 2010

محادثات السلام المباشرة التي بدأت الاسبوع الماضي في واشنطن يجب أن تستمر حتى تحقيق تسوية دائمة واتفاق على انهاء «النزاع». الخطوة الحالية يجب أن تنجح. الجهات التي تعمل لافشالها، سواء في اوساط الفلسطينيين ام في اوساط «الاسرائيليين»، هي الاعداء الاكثر خطرا للشعبين.

المفاوضات انطلقت هذه المرة بالقدم اليمنى، بكل معنى الكلمة يمين «اسرائيلي» التقى يميناً فلسطينياً واعلن عنه شريكاً لتسوية «النزاع» وصنع السلام. اتفاقات السلام التي تحققت حتى الآن بين «اسرائيل» والدول العربية اثبتت على نحو ظاهر ان السلام يكون ممكناً عندما يتبنى اليمين العقلاني «الاسرائيلي» واليمين العقلاني العربي ويطبقان افكاراً تطورت في مختبر التفكير اليساري.

غير أنه سهل جداً ايضاً افشال محادثات السلام. تكفي موجة من العمليات الفتاكة التي تبادر اليها «حماس»، وتكفي موجة من ردود الفعل العنيفة على نمط شارة ثمن او الاستئناف المكثف للبناء في المستوطنات، لتفجير المفاوضات الحالية.

سياقات السلام التي افشلت حتى الآن اثبتت على نحو ظاهر ان السلام يكون متعذراً عندما يتغلق اليمين المتزمت المتطرف «الاسرائيلي» واليمين المتطرف العربي على اليمين العقلاني في الشعبين، ومن خلال اعمال «الارهاب» يلغمون ويفجرون مسيرة المساومة في الطريق الى الاتفاق الدائم.

المذبحة التي ارتكبها باروخ غولدشتاين في الحرم الابراهيمي، «ارهاب» الانتحاريين الفلسطينيين واغتيال رابين كل هذه اعمال متزمتي اليمين المتطرف من اوساط الشعبين. هكذا نجحوا في اغراق اتفاق اوسلو بالدم، وبعد ذلك ايضاً احتفلوا بفشلنا. وعن ذلك يمكن القول : أقتلتم واحتفلتم معاً.

تفجير اتفاق اوسلو من قبل اعداء السلام في الشعبين ادى الى حمام دماء فقد فيه حياتهم الآلاف من بني البشر، من «اسرائيليين» وفلسطينيين. ولكن الان بدأت مسيرة جديدة بين «اسرائيل» والفلسطينيين، مسيرة تحظى أيضاً بمباركة الجامعة العربية، برئاسة عمرو موسى (التي وعدت ايضاً باتفاقات سلام وتطبيع مع معظم الدول العربية على اساس حدود 1967).

المحادثات المباشرة التي بدأت الآن تغيظ اليمين المتطرف الاسلامي، الذي تمثله ايران وتابعوها، «حزب الله» و«حماس». هذه الدول والمنظمات ستفعل كل شيء كي تفجرها.

من جهة اخرى، وعلى سبيل التمييز بالطبع، يهدد المفاوضات ايضاً اليمين المتطرف «الاسرائيلي». المتطرفون في اوساط الشعبين يخدمون الواحد الآخر في افعال ٍ كل واحد منهم قادر على القيام بها لتفجير المحادثات المباشرة.

أي اسلحة ووسائل ابادة ستستخدم في هذه الحرب؟ لا يمكن أن نعرف، ولكن واضح أنها ستكون أفظع مما شهدته هذه المنطقة. ولنذكركم بقول البرت آينشتاين بالنسبة للحرب العالمية التالية لا أدري أي اسلحة ستستخدم في الحرب التالية، ولكن تلك التي بعدها ستتقاتل فيها بقايا الشعوب بالعصي والحجارة.

اذا ما جاء المسيح ثانية بعد هذه الحرب الزائدة مثلما يأمل بعض المسيحيين الانجيليين بعد حرب ياجوج وماجوج، فانهم يكونون قد وظفوا آمالهم وأموالهم في الخانة الصحيحة في لعبة قمار الخراب. ولكن الشعبين يستحقان مستقبلاً افضل، مستقبلاً يقوده المعتدلون الذين يشكلون الاغلبية.

- [**يهوشع سوبول | «إسرائيل اليوم» | 7 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2181715

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2181715 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 6


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40